ولادة صفي الدين ووفاته











ولادة صفي الدين ووفاته



أطبقت المعاجم علي أن المترجم «الصفي» ولد في 5 ربيع الآخر سنة 677[1] وعلي أنه توفي ببغداد غير أن الخلاف في تاريخ وفاته بين سنة 750 و 752 فأرخها بکل فريق وتردد جميع بينهما، والمصدر الوحيد (علي ما أحسب) علي القول الاول هو زين الدين طاهر إبن حبيب، وعلي الثاني هو الصفدي والله العالم.

م کتب الينا الدکتور مصطفي جواد البغدادي: ان الذي أرخ صفي الدين الحلي من بني حبيب الحلبيين هو «بدر الدين حسن بن زين الدين عمر بن حبيب المتوفي

[صفحه 52]

سنة 779» ذکره في «درة الاسلاک في دولة الاتراک » في وفيات سنة 750، ولعله ذکره ايضا في تاريخه الثاني «تاريخ الملوک، الذي أنهاه بسنة وفاته 679، وقد ذيل عليه ابنه زين الدين طاهر المتوفي سنة 808، ومن المعلوم ان وفاة صفي الدين الحلي داخلة في تاريخ بدر الدين إبن حبيب لافي ذيل إبنه، ثم إن الوارد في «الدرر الکامنة» علي وجهين هما: زين الدين إبن جبيب في المتن. وإبن رجب في إحدي النسخ، والثاني ممکن أن يکون صحيحا، لان زين الدين إبن رجب ترجم لعشرات أمثال صفي الدين الحلي في مشيخته إن کانوا شيوخا له، وفي طبقات الحنابلة إن کانوا حنابلة.

وقد ترجم إبن قاضي شهبة صفي الدين الحلي في «ذيل تاريخ الذهبي» ولم يقتصر الصفدي علي ترجمته في الوافي بالوفيات بل ترجمه أيضافي «أعيان العصر وأعوان النصر» ومن کلتا الترجمتين نقل إبن شاکر الکتبي في فوات الوفيات. وکتب نجم الدين سعيد بن عبدالله الدهلي الحافظ المورخ جزءا لطيفا في ترجمة صفي الدين الحلي، ونقل منه إبن قاضي شهبة في ذيل تاريخ الذهبي المذکور، وتوفي في سنة وفاته 749 وهي سنة الطاعون العامة التي مات فيها کثير من الاعيان وغيرهم.

ومن شعر المترجم قوله وقد أجاب به قصيدة إبن المعتز العباسي التي مستهلها:


ألا من لعين وتسکابها
تشکي القذا وبکاها بها


ترامت بنا حادثات الزمان
ترامي القسي بنشابها


ويارب ألسنة کالسيوف
تقطع أرقاب أصحابها


ويقول فيها:


ونحن ورثنا ثياب النبي
فکم تجذبون بأهدابها؟


لکم رحم يا بني بنته
ولکن بنو العم أولي بها


ومنها:


قتلنا أمية في دارها
ونجن أحق بأسلابها


إذا ما دنوتم تلقيتم
زبورنا أقرت بجلابها


فأجابه الصفي المترجم بقوله:


ألا قل لشر عبيد الاله
وطاغي قريش وکذابها

[صفحه 53]

وباغي العباد وباغي العناد
وهاجي الکرام ومغتابها


: أ أنت تفاخر آل النبي
وتجحدها فضل أحسابها؟


بکم باهل المصطفي أم بهم
فرد العداة بأوصابها؟


أعنکم نفي الرجس أم عنهم
لطهر النفوس وألبابها؟


أما الرجس والخمر من دابکم
وفرط العبادة من دابها؟


وقلت: ورثنا ثياب «النبي»
فکم تجذبون بأهدابها؟


وعندک لا يورث الانبيا
فکيف حظيتم بأثوابها؟


فکذبت نفسک في الحالتين
ولم تعلم الشهد من صابها


أجدک يرضي بما قلته؟
وما کان يوما بمرتابها


وکان بصفين من حزبهم
لحرب الطغاة وأحزابها


وقد شمر الموت عن ساقه
وکشرت الحرب عن نابها


فأقبل يدعو إلي «حيدر»
بإرغابها وبإرهابها


وآثر أن ترتضيه الانام
من الحکمين لاسبابها


ليعطي الخلافة أهلا لها
فلم يرتضوه لايجابها


وصلي مع الناس طول الحياة
و «حيدر» في صدر محرابها


فهلا تقمصها جدکم
إذا کان إذ ذاک أحري بها؟


إذا جعل الامر شوري لهم
فهل کان من بعض أربابها؟


أخامسهم کان أم سادسا؟
وقد جليت بين خطابها


وقولک: أنتم بنو بنته
ولکن بنو العم أولي بها


بنو البنت ايضا بنو عمه
وذلک أدني لانسابها


فدع في الخلافة فصل الخلاف
فليست ذلولا لرکابها


وما أنت والفحص عن شأنها؟
وما قمصوک بأثوابها


وما ساورتک سوي ساعة
فما کنت أهلا لاسبابها


وکيف يخصوک يوما بها؟
ولم تتأدب بآدابها


وقلت: بأنکم القاتلون
اسود امية في غابها

[صفحه 54]

کذبت وأسرفت فيما ادعيت
ولم تنه نفسک عن عابها


فکم حاولتها سراة لکم
فردت علي نکص أعقابها


ولولا سيوف أبي مسلم
لعزت علي جهد طلابها


وذلک عبد لهم لا لکم
رعي فيکم قرب انسابها


وکنتم اساري ببطن الحبوس
وقد شفکم لثم أعتابها


فأخرجکم وحباکم بها
وقمصکم فضل جلبابها


فجازيتموه بشر الجزاء
لطغوي النفوس واعجابها


فدع ذکر قوم رضوا بالکفاف
وجاؤا الخلافة من بابها


هم الزاهدون هم العابدون
هم الساجدون بمحرابها


هم الصائمون هم القائمون
هم العالمون بآدابها


هم قطب ملة دين الاله
ودور الرحي حول أقطابها


عليک بلهوک بالغانيات
وخل المعالي لاصحابها


ووصف العذاري وذات الخمار
ونعت العقار بألقابها


وشعرک في مدح ترک الصلاة
وسعي السقاة بأکوابها


فذلک شأنک لا شأنهم
وجري الجياد بأحسابها

[صفحه 55]


صفحه 52، 53، 54، 55.








  1. کتب الينا الدکتور مصطفي جواد البغدادي، ان ابن تغري بردي ذکر في کتابه «المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي» نقلا عن تاريخ العلامة البرزالي انه سأل المترجم له عن مولده فقال: في جمادي الاخرة سنة ثمان وسبعين وستمائة.