ترجمة صفي الدين الحلي











ترجمة صفي الدين الحلي



صفي الدين عبدالعزيز بن سرايا بن علي بن أبي قاسم بن أحمد بن نصر بن عبدالعزيز ابن سرايا بن باقي بن عبدالله بن العريض الحلي الطائي السنبسي( من بني سنبس بطن من طي).

کان في الطراز الاول من شعراء لغة الضاد، فاق شعره بجزالة اللفظ، ورقة المعني، وأشف بحسن الاسلوب والانسجام، وقد تفنن بمحاولة المحسنات اللفظية مع المحافظة علي المزايا المعنوية، فجاء مقدما في فنون الشعر، إماما من أئمة الادب کما أنه کان معدودا من علماء الشيعة المشارکين في الفنون.

في «مجالس المؤمنين» ص 471 عن بعض تآليف صاحب «القاموس» مجد الدين الفيروز آبادي الشافعي أنه قال: اجتمعت سنة 747 بالاديب الشاعر صفي الدين بمدينة بغداد فرأيته شيخا کبيرا وله قدرة تامة علي النظم والنثر، وخبرة بعلوم العربية والشعر، فقرضه أرق من سحر النسيم، وأورق من المحيا الوسيم، وکان شيعيا قحا، ومن رأي صورته لا يظن أنه ينظم ذلک الشعر الذي هو کالدر في الاصداف.

وقال إبن حجر في «الدرر الکامنة» ج 2 ص 369: تعاني الادب فمهر في فنون الشعر کلها، وتعلم المعاني والبيان وصنف فيهما، وتعاني التجارة فکان يرحل إلي الشام

[صفحه 43]

ومصر وماردين وغيرها في التجارة ثم يرجع إلي بلاده وفي غضون ذلک يمدح الملوک والاعيان وانقطع مدة إلي ملوک ماردين وله في مدائحهم الغرر، وامتدح الناصر محمد بن قلاون، والمؤيد إسماعيل بحماة. وکان يتهم بالرفض وفي شعره ما يشعر به، و کان مع ذلک يتنصل بلسان قاله وهو في أشعاره موجود وإن کان فيها ما يناقض ذلک، وأول ما دخل القاهرة سنة بضع وعشرين، فمدح علاء الدين إبن الاثير فأقبل عليه وأوصله إلي السلطان واجتمع بابن سيد الناس وأبي حيان وفضلاء ذلک العصر، فاعترفوا بفضائله، وکان الصدر شمس الدين عبد اللطيف. يعتقدانه ما نظم الشعر أحد مثله مطلقا، وديوان شعره مشهور يشتمل علي فنون کثيرة، وبديعية مشهورة وکذا شرحها وذکر فيه أنه استمد من مائة وأربعين کتابا.

قال الاميني: وممن اجتمع المترجم به الصفدي سنة 731 يروي عن المترجم في الوافي بالوفيات، وأخذ العلم عن شيخنا المحقق نجم الدين الحلي، وأخذ عنه الشريف النسابة تاج الدين إبن معية.

م- قولنا: وأخذ العلم عن شيخنا المحقق. إلخ. أخذناه من «أمل الآمل» و تبعه في ذلک جل من ترجم شاعرنا صفي الدين نظراء صاحب الروضات، وأعيان الشيعة وشيخا القمي، وهذا لا يصح جدا لان شيخنا المحقق نجم الدين توفي سنة 676، وصفي الدين الحلي ولد 677 بعد وفاة الشيخ بسنة، وصفي الدين الذي تلمذ لشيخنا المحقق هو صفي الدين محمد بن الشيخ نجيب الدين يحيي وهو الذي کان من مشايخ السيد تاج الدين إبن معية کما في معاجم التراجم.

بالغ في الثناء عليه الکتبي في فوات الوفيات ج 1 ص 279 وذکر کثيرا من شعره،وترجمة القاضي التستري في مجالس المؤمنين ص 470، وشيخنا الحر العاملي في أمل الآمل، وإبن أبي شبانة في تتميم الامل، والسيد اليماني في نسمة السحر، والشوکاني في البدر الطالع 1 ص 358، وفريد وجدي في دائرة المعارف 5 ص 525، وصاحب رياض العلماء، والسيد الزنوزي في رياض الجنة. والسيد صاحب الروضات ص 422، والزرکلي في الاعلام 2 ص 525، ومؤلف تاريخ آداب اللغة العربية 3 ص 128.

وکل من هؤلاء وصفه بما هو أهله من جمل المدح وعقود الاطراء ونسائج الحمد

[صفحه 44]

وأفرد العلامة ألشيخ محمد علي الشهير بالشيخ علي الحزين المتوفي ببنارس الهند سنة 1181 تأليفا في أخباره ونوادر شعره.


صفحه 43، 44.