راي الخليفة في السؤال عما لم يقع
وقال: لا يحل لاحد أن يسأل عما لم يکن، إن الله تبارک وتعالي قد قضي فيما هو کائن. وقال: احرج عليکم أن لا تسألوا عما لم يکن فان لنا فيما کان شغلا. وجاء رجل يوما إلي ابن عمر فسأله عن شئ لا أدري ما هو فقال له ابن عمر: لا تسأل عما لم يکن فإني سمعت عمر بن الخطاب يلعن من سأل عما لم يکن.[2] . فساق اللعن أعلام الصحابة إلي هذا الحادث، وعمت البلية، وطفقوا لم يجيبوا عن السؤال عما لم يکن، فهذا ابن عباس سأله ميمون عن رجل أدرکه رمضانان فقال:أکان أو لم يکن؟ قال: لم يکن بعد. قال: اترک بلية حتي تنزل. قال: فدلسنا له رجلا فقال: قد کان. فقال: يطعم من الاول منهما ثلاثين مسکينا لکل يوم مسکين[3] . وهذا ابي بن کعب سأله رجل فقال: يا أبا المنذر ما تقول في کذا وکذا؟ قال: يا بني أکان الذي سألتني عنه؟ قال: لا. قال: أما لا فأجلني حتي يکون فنعالج أنفسنا حتي نخبرک.[4] . وقال مسروق: کنت أمشي مع ابي بن کعب فقال فتي: ما تقول يا عماه کذا وکذا؟ قال: يابن أخي أکان هذا؟ قال: لا. قال: فاعفنا حتي يکون[5] . [صفحه 294]
أضف إلي اجتهاد الخليفة في مشکلات القرآن رأيه الخاص به في السؤال عما لم يقع فإنه کان ينهي عنه قال طاووس: قال عمر علي المنبر: احرج بالله علي رجل سأل عما لم يکن فإن الله قد بين ما هو کائن.[1] .
صفحه 294.