مفعل بمعني أفعل











مفعل بمعني أفعل



أما ان لفظ مولي يراد به لغة الاولي، أو أنه أحد معانيه، فناهيک من البرهنة

[صفحه 345]

عليه ما مجده في کلمات المفسرين والمحدثين من تفسير قوله تعالي في سورة الحديد: فاليوم لا يؤخذ منکم فدية ولا من الذين کفروا مأويکم النار هي مولاکم و بئس ألمصير. فمنهم من حصر التفسير بأنها أولي بکم، ومنهم من جعله أحد المعاني في الآية، فمن الفريق الاول:

1- إبن عباس في تفسيره من تفسير الفيروزآبادي ص 342.

2- ألکلبي[1] حکاه عنه الفخر الرازي في تفسيره 8 ص 93.

3- الفراء يحيي بن زياد الکوفي النحوي المتوفي 207، حکاه عنه الفخر الرازي في تفسيره 8 ص 93.

4- أبوعبيدة معمر بن مثني البصري المتوفي 210، ذکره عنه الرازي في تفسيره 8 ص 93 وذکره إستشهاده ببيت لبيد:


فغدت کلا الفرجين تحسب انه
مولي المخافة خلفها وأمامها


وذکره عنه شيخنا المفيد في رسالته في معني المولي، والشريف المرتضي في الشافي من کتابه «غريب القران» وذکر إستشهاده ببيت لبيد، واحتج الشريف الجرجاني في «شرح المواقف» 3 ص 271 بنقل ذلک عنه ردا علي الماتن.

5- الاخفش الاوسط أبوالحسن سعيد بن مسعدة النحوي المتوفي 215، نقله عنه الفخر الرازي في «نهاية العقول» وذکر إستشهاده ببيت لبيد.

6- أبوزيد سعد بن أوس اللغوي البصري المتوفي 215، حکاه عنه صاحب «الجواهر العبقرية».

7- ألبخاري أبوعبدالله محمد بن إسماعيل المتوفي 215، قاله في صحيحه 7 ص 240.

8- إبن قتيبة المتوفي 276 (المترجم ص 96) قاله في «القرطين» 2 ص 164 واستشهد ببيت لبيد.

9- أبولعباس ثعلب أحمد بن النحوي الشيباني المتوفي 291، قال القاضي الزوزني حسين بن أحمد المتوفي 486 في شرح السبع المعلقة في بيت لبيد المذکور

[صفحه 346]

قال ثعلب: إن المولي في هذا البيت بمعني الاولي بالشئ کقوله: مأويکم النار هي موليکم. أي هي أولي بکم.

10- أبوجعفر الطبري المتوفي 310، ذکره في تفسيره 9 ص 117.

11- أبوبکر الانباري محمد بن القاسم اللغوي النحوي المتوفي 328، قاله في تفسيره- مشکل القرآن- نقله عنه الشريف المرتضي في الشافي وذکر إستشهاده ببيت لبيد، وإبن بطريق في «العمدة» ص 55.

12- أبوالحسن الرماني علي بن عيسي المشهور بالوراق النحوي المتوفي 82/384، ذکره عنه ألفخر الرازي في «نهاية العقول».

13- أبوالحسن الواحدي المتوفي 468 (المترجم ص 111) ففي الوسيط: مأويکم النار هي مولاکم. هي أولي بکم لما أسلفتم من الذنوب، والمعني: انها هي التي تلي عليکم لانها قد ملکت أمرکم فهي أولي بکم من کل شئ.

14- أبوالفرج إبن الجوزي المتوفي 597 (المترجم ص 117) نقله في تفسيره «زاد المسير» عن أبي عبيدة مرتضيا له.

15- أبوسالم محمد بن طلحة الشافعي المتوفي 652، قاله في «مطالب السئول» ص 16.

16- شمس الدين سبط إبن الجوزي الحنفي المتوفي 654، قاله في «التذکرة» ص 19.

17- محمد بن أبي بکر الرازي، صاحب «مختار الصحاح» قال في «غريب القرآن» ( فرغ منه 668): ألمولي: ألذي هو أولي بالشئ ومنه قوله: مأويکم النار هي مولاکم، أي هي أولي بکم، والمولي في اللغة علي ثمانية أوجه (وعد منها)الاولي بالشئ.

18- ألتفتازاني المتوفي 791، ذکره في «شرح المقاصد» ص 288 نقلا عن أبي عبيدة.

19- إبن الصباغ المالکي المتوفي 855 (المترجم ص 131) عد في «الفصول المهمة»ص 28، الاولي بالشئ من معاني المولي المستعملة في الکتاب العزيز.

[صفحه 347]

20- جلال الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي المتوفي 854، في تفسير الجلالين.

21- جلال الدين أحمد الخجندي، ففي- توضيح الدلايل علي ترجيح الفضايل- عنه انه قال: ألمولي يطلق علي معان، ومنها: الاولي في قوله تعالي: هي مولاکم. أي أولي بکم.

22- علاء الدين القوشجي المتوفي 879، ذکره في شرح التجريد.

23- شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي الحنفي المتوفي 1069، قاله في حاشية تفسير البيضاوي مستشهدا ببيت لبيد.

24- ألسيد الامير محمد الصنعاني، قاله في «الروضة الندية» نقلا عن الفقيه حميد المحلي.

25- ألسيد عثمان الحنفي المکي المتوفي 1268، قاله في «تاج التفاسير» 2 ص 196.

26- ألشيخ حسن العدوي الحمزاوي المالکي المتوفي 1303، قال في «النور الساري»(هامش صحيح البخاري) 7 ص 240: هي مولاکم: أولي بکم من کل منزل علي کفرکم وإرتيابکم.

27- ألسيد محمد مؤمن الشبلنجي، ذکره في «نور الابصار» ص 78.

(ومن الفريق الثاني)

28- أبوإسحاق أحمد الثعلبي المتوفي 427، قال في «الکشف والبيان»: مأويکم النار هي مولاکم. أي صاحبتکم وأولي وأحق بأن تکون مسکنا لکم، ثم استشهد ببيت لبيد المذکور.

29- أبوالحجاج يوسف بن سليمان الشنتميري المتوفي 476، قاله في (تحصيل عين الذهب) (ط تعليق کتاب سيبوبه) ج 1 ص 202 في قوله لبيد واستشهد بالآية الکريمة.

30- ألفراء حسين بن مسعود البغوي المتوفي 510، قاله في «معالم التنزيل».

31- ألزمخشري المتوفي 538، ذکره في «الکشاف» 2 ص 435، واستشهد

[صفحه 348]

ببيت لبيد، ثم قال: لا يجوز أن يراد هي ناصرکم. إلخ.

32- أبوالبقاء محب الدين العکبري البغدادي المتوفي 616، قاله في تفسيره ص 135.

33- ألقاضي ناصر الدين البيضاوي المتوفي 692، ذکره في تفسيره 2 ص 497 واستشهد ببيت لبيد.

34- حافظ الدين النسفي المتوفي 710/701، ذکره في تفسيره (هامش تفسير الخازن) 4 ص 229.

35- علاء الدين علي بن محمد الخازن البغدادي المتوفي 741، قاله في تفسيره 4 ص 229.

36- إبن سمين أحمد بن يوسف الحلبي المتوفي 856، قال في تفسيره (ألمصون في علم الکتاب المکنون): هي مولاکم. يجوز أن يکون مصدرا أي ولايتکم أي ذات ولايتکم، وأن يکون مکانا أي مکان ولايتکم. وأن يکون أولي بکم کقولک: هو مولاه.

37- نظام الدين النيسابوري، قاله في تفسيره (هامش تفسير الرازي) 8.

38- ألشربيني الشافعي المتوفي 977، قاله في تفسيره 4 ص 200 واستشهد ببيت لبيد.

39- أبوالسعود محمد بن محمد الحنفي القسطنطيني المتوفي 972، ذکر في تفسيره (هامش تفسير الرازي) 8 ص 72، ثم ذکر بقية المعاني.

40- ألشيخ سليمان جمل، ذکر في تعليقه علي تفسير الجلالين الذي أسماه بالفتوحات الالهية وفرغ منه سنة 1198.

41- ألمولي جار الله ألله آبادي، قال في حاشية تفسير البيضاوي: ألمولي مشتق من الاولي بحذف الزايد.

42- محب الدين أفندي، قاله في شرح بيت لبيد في کتابه (تنزيل الآيات علي الشواهد من الابيات) ط سنة 1281.

ولولا ان هؤلآء وهم أئمة العربية وبواقع اللغة عرفوا ان هذا المعني من معاني

[صفحه 349]

اللفظ اللغوية لما صح لهم تفسيره، وأما قول البيضاوي بعد أن ذکر معني الاولي: وحقيقته محراکم أي مکانکم الذي يقال فيه: هو أولي بکم کقولک: هو مئنة الکرم اي مکان قول القائل: إنه الکريم. أو: مکانکم عما قريب، من الولي وهو القرب. أو ناصرکم علي طريقة قوله: تحية بينهم ضرب وجيع. أو متوليکم يتولاکم کما توليتم موجباتها في الدنيا. اه.

فإنه لا يعني به الحقيقة اللغوية التي نص بها أولا وإنما يريد الحاصل من المعني، ويشعر إلي ذلک تقديم قوله: هي أولي بکم. واستشهاده ببيت لبيد الذي لم يحتمل فيه غير هذا المعني. وقوله أخيرا: مکانکم الذي يقال فيه. إلخ. وانه أخذ في تقريب بقية المعاني بأنحاء من العناية يناسب کل منها واحدا منهن إلا معني- (الاولي) فإنه لم يقربه من الوجهة اللغوية، بل أثبته بتقديمه والاستشهاد بالشعر، وإنما طفق يقربه من وجهة القصد والارادة. ويقرب منه ما في تفسير النسفي.

وقال الخازن: هي مولاکم أي وليکم. وقيل: أولي بکم لما أسلفتم من الذنوب. والمعني هي التي تلي عليکم لانها ملکت أمرکم وأسلمتم إليها، فهي أولي بکم من کل شئ، وقيل: معني الآية: لا مولي لکم ولا ناصر، لان من کانت النار مولاه فلا مولي له. اه.

أما تفسيره بالولي فلا منافاة فيه لما نرتأيه لما ثبت من مساوقة الولي مع المولي في جملة من المعاني، ومنها: الاولي بالامر، وسيوافيک ايضاح ذلک إنشاء الله، فيکون القولان محض تغاير في التعبير لا تباينا في الحقيقة. وما استرسل بعد ذلک من البيان فهو تقريب لارادة المعني کما أسلفناه. والقول الثالث هو ذکر لازم المعني سواء کان هو الولي أو الاولي، فلا معاندة بينه وبين ما تقدمه من تفسير اللفظ. وهناک آيات اخري استعمل فيها المولي ايضا بمعني الاولي بالامر منها:

قوله تعالي في سورة البقرة: أنت مولانا. قال الثعلبي في (الکشف والبيان) أي ناصرنا وحافظنا وولينا وأولي بنا.

وقوله تعالي في سورة آل عمران: بل الله مولاکم. قال أحمد بن الحسن الزاهد الدرواجکي في تفسيره المشهور بالزاهدي: أي ألله أولي بأن يطاع.

[صفحه 350]

وقوله تعالي في سورة التوبة: ما کتب الله لنا هو مولانا وعلي الله فليتوکل المؤمنون. قال أبوحيان في تفسيره 5 ص 52: قال الکلبي: أي أولي بنا من أنفسنا في الموت والحياة. وقيل: مالکنا وسيدنا فلهذا يتصرف کيف شاء. وقال السجستاني العزيزي في (غريب القرآن) ص 154: أي ولينا، والمولي علي ثمانية أوجه المعتق «بالکسر» والمعتق «بالفتح» والولي. والاولي بالشئ. وإبن العم. والصهر.والجار. والحليف.



صفحه 345، 346، 347، 348، 349، 350.





  1. محمد بن سائب المفسر النسابة المتوفي 146 بالکوفة.