الكلمات حول سند الحديث للحفاظ الاثبات والاعلام الفطاحل











الکلمات حول سند الحديث للحفاظ الاثبات والاعلام الفطاحل



لم نندفع إلي عقد هذا البحث بدافع الحاجة إلي إثبات صحة الحديث، ولا دعانا إليه الاعواز عن إثبات تواتره، فإن ذات الحديث وجوهريتها القائمة بنفسها في غني عن أي تحوير في ذلک، ومن ذا الذي يسعه إنکار صحته، ورجال کثير من أسانيده رجال الصحيحين، وأي متعند يمکنه رد تواتره اللفظي في الجملة والمعنوي في تفاصيله والاجمالي في جملة من شئونه، وقد شهد به القريب والبعيد، ورواه القاصي والداني، وأثبته أکثر المؤلفين في الحديث والتاريخ والتفسير والکلام، وأفرده بالتأليف آخرون، فلن تجد له إلا رنة تصک المسامع منذ هتف به داعي الرشاد حتي عصرنا الحاضر، وسيبقي ذکره مخلدا ما تعاقب الملوان، فليس من يجابهه بالانکار إلا کمن يتعاما عن الشمس الضاحية، وإنما راقنا البحث عما قيل في ذلک إصحارا بحقيقة راهنة، ألا؟ وهي إصفاق علماء الفريقين علي صحة الحديث وتواتره، ليعلم القارئ أن من يحيد عن تلکم الخطة شاذ عن الطريقة المثلي، خارج تجاه ما إجتمعت عليه الامة، وهو يقول: إن الامة لا تجتمع علي خطاء. فمنهم:

1- ألحافظ أبوعيسي الترمذي المتوفي 279 قال في صحيحه 2 ص 298 بعد ذکر الحديث: هذا حديث حسن صحيح.

2- ألحافظ أبوجعفر الطحاوي المتوفي 279 قال في «مشکل الآثار» ج 2 ص 308: قال أبوجعفر: فدفع دافع هذا الحديث وزعم أنه مستحيل وذکر أن عليا لم يکن مع النبي صلي الله عليه وسلم في خروجه إلي الحج من المدينة الذي مر في طريقه بغدير خم بالجحفة، وذکر في ذلک ما قد حدثنا أحمد باسناده قال: ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: دخلنا علي جابر بن عبدالله فذکر حديثه في حجة النبي صلي الله عليه وسلم. فقال: فقدم علي من

[صفحه 295]

اليمن ببدن النبي. ثم ذکر بقية الحديث.

قال أبوجعفر: فهذا الحديث صحيح الاسناد، ولا طعن لاحد في رواته، وفيه: ان ذلک القول کان من رسول الله صلي الله عليه وسلم لعلي بغدير خم في رجوعه من حجه إلي المدينة لا في خروجه لحجه من المدينة.

فقال هذا القاتل: فإن هذا الحديث روي عن سعد بن أبي وقاص في هذه القصة، وإن ذلک القول إنما کان من رسول الله صلي الله عليه وسلم بغدير خم في خروجه من المدينة إلي الحج لا في رجوعه من الحج إلي المدينة.

قال أبوجعفر: وکان الصحيح في ذلک ان الحکم[1] ما أخذ هذا عن عايشة إبنة سعد وإنما أخذه عن مصعب بن سعد، کذلک رواه غير الليث في روايته ألمأمون عليها، ألضابط لها، ألحجة فيها، وهو شعبة بن الحجاج.

3- ألفقيه أبو عبدالله المحاملي البغدادي المتوفي 330 صححه في «أماليه» کما مر ص 55.

4- أبوعبدالله الحاکم المتوفي 405 رواه بعدة طرق وصححها في «المستدرک» کما مر في محلها.

5- أبومحمد أحمد بن محمد العاصمي قال في «زين الفتي»: قال النبي صلي الله عليه وسلم: من کنت مولاه فعلي مولاه. وهذا حديث تلقته الامة بالقبول، وهو موافق بالاصول. ثم رواه بطريق شتي کما مرت في محلها.

6- ألحافظ إبن عبدالبر القرطبي المتوفي 463 قال في الاستيعاب ج 2 ص 373 بعد ذکر حديث المواخاة وحديثي الراية والغدير: هذه کلها آثار ثابتة.

7- ألفقيه أبوالحسن إبن المغازلي الشافعي المتوفي 483 قال في کتابه «ألمناقب» بعد روايته الحديث عن شيخه أبي القاسم الفضل بن محمد الاصبهاني: قال أبوالقاسم: هذا حديث صحيح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد رواه نحو مائة نفس منهم العشرة المبشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة، تفرد علي بهذه الفضيلة لم يشرکه فيها أحد.

[صفحه 296]

8- حجة الاسلام أبوحامد الغزالي المتوفي 505 قال في «سر العالمين» ص 9 أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير علي متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول: من کنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر: بخ بخ. إلخ. يأتي تمام الکلام في المفاد إنشاء الله.

9- ألحافظ أبوالفرج إبن الجوزي الحنبلي المتوفي 597 قال في «ألمناقب» إتفق علمآء السير علي أن قصة الغدير کانت بعد رجوع النبي صلي الله عليه وسلم من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة وکان معه من الصحابة ومن الاعراب وممن يسکن حوالي مکة والمدينة مائة وعشرون ألفا وهم الذين شهدوا معه حجة الوداع وسمعوا منه هذه المقالة، وقد أکثر الشعراء في ذلک في تلک الحکاية.

10- أبوالمظفر سبط إبن الجوزي الحنفي المتوفي 654 قال في تذکرته ص 18 بعد ذکره الحديث مع صدره وذيله وتهنئة عمر بعدة طرق: وکل هذه الروايات خرجها أحمد بن حنبل في الفضايل بزيادات، فإن قيل: فهذه الرواية التي فيها قول عمر رضي الله عنه: أصبحت مولاي ومولي کل مؤمن ومؤمنة. ضعيفة. فالجواب: ان هذه الرواية صحيحة. وإنما الضعيف حديث رواه أبوبکر أحمد بن ثابت الخطيب عن عبدالله بن علي بن بشر عن علي بن عمر الدارقطني عن أبي نصر حبشون[2] بن موسي بن أيوب الخلال يرفعه إلي أبي هريرة وقال في آخرة: لما قال النبي صلي الله عليه وسلم من کنت مولاه فعلي مولاه. نزل قوله: أليوم أکملت لکم دينکم، وأتممت عليکم نعمتي الآية. قالوا: وقد إنفرد بهذا الحديث حبشون ونحن نقول: نحن ما استدللنا بحديث حبشون بل بالحديث الذي رواه أحمد في الفضايل عن البراء بن عازب وإسناده صحيح. إلي أن قال: إتفق علماء السير علي ان قصة الغدير کانت بعد رجوع النبي صلي الله عليه وسلم من حجة الوداع في الثامن عشر من ذيحجة، جمع الصحابة وکانوا مائة وعشرين ألفا وقال: من کنت مولاه فعلي مولاه. ألحديث. نص صلي الله عليه وسلم علي ذلک بصريح العبارة دون التلويح والاشارة. اه. وسيأتي تمام کلامه في المفاد انشاء الله.

11- إبن أبي الحديد المعتزلي المتوفي 655 عده في شرح نهج البلاغة ج 2.

[صفحه 297]

ص 449 من الاخبار العامة الشايعة من فضايل أميرالمؤمنين، ومر عنه ص 148: إستفاضة حديث إحتجاج أميرالمؤمنين يوم الشوري وفيه حديث الغدير.

12- ألحافظ أبوعبدالله الکنجي الشافعي المتوفي 658 قال في «کفاية الطالب» ص 15 بعد ذکر الحديث من طرق أحمد: أقول، هکذا أخرجه في مسنده وناهيک به راويا بسند واحد وکيف وقد جمع طرقه مثل هذا الامام. وقال بعد روايته من طرق الحافظ أبي عيسي الترمذي في جامعه: وجمع الدارقطني الحافظ طرقه في جزء، وجمع الحافظ إبن عقدة الکوفي کتابا مفردا فيه، ورووا أهل السير والتواريخ قصة غدير خم، وذکره محدث الشام في کتابه بطرق شتي عن غير واحد من الصحابة والتابعين، أخبرني بذلک عاليا ألمشايخ. وروي باسناده ص 17 عن المحاملي ثم قال: قلت: هذا حديث مشهور حسن روته الثقات، وانضمام هذه الاسانيد بعضها إلي بعض حجة في صحة النقل.

13- ألشيخ أبوالمکارم علاء الدين السمناني المتوفي 736 قال (في العروة الوثقي): وقال «رسول الله» لعلي عليه السلام وسلام الملائکة الکرام: أنت مني بمنزلة هارون من موسي ولکن لا نبي بعدي. وقال في غدير خم بعد حجة الوداع علي ملا من المهاجرين والانصار آخذا بکتفه: من کنت مولاه فعلي مولاه،أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. وهذا حديث متفق علي صحته، فصار سيد الاولياء وکان قلبه علي قلب محمد عليه التحية والسلام، وإلي هذا السر أشار سيد الصديقين صاحب غار النبي صلي الله عليه وسلم أبوبکر حين بعث أبا عبيدة إبن الجراح إلي علي لاستحضاره قال: يا أبا عبيدة؟ أنت أمين هذه الامة أبعثک إلي من هو في مرتبة من فقدناه بالامس ينبغي أن تتکلم عنده بحسن الادب. إلي آخر مقالته بطولها.

14- شمس الدين الذهبي الشافعي المتوفي 748 مر ص 156: إنه أفرد کتابا في حديث الغدير. وذکره بطرق شتي في «تلخيص المستدرک» وصحح غير واحد منها ويأتيک قوله: صدر الحديث متواتر أتيقن ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قاله، وأما: أللهم؟ وال من والاه. فزيادة قوية الاسناد. وإعتمد علي تصحيحه جمع من أعلام أصحابه کما ستقف علي کلمات بعضهم .

[صفحه 298]

15- ألحافظ عماد الدين إبن کثير الشافعي الدمشقي المتوفي 774 روي في تأريخه 5 ص 209 عن سنن الحافظ النسائي عن محمد بن المثني عن يحيي بن حماد عن أبي عوانة عن الاعمش «سليمان» عن حبيب بن ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم بلفظه المذکور بطريق النسائي ص 30 ثم قال: تفرد به النسائي من هذا الوجه[3] قال شيخنا أبوعبدالله الذهبي: وهذا حديث صحيح. وروي حديث المناشدة في الرحبة وقال: هذا إسناد جيد. ورواه بطرق أحمد عن زيد وقال: هذا إسناد جيد رجاله ثقات علي شرط السنن، وقد صحح الترمذي بهذا السند حديثا في الريث. ورواه بطريق إبن جرير الطبري عن سعد بن أبي وقاص وقال: قال شيخنا الذهبي: وهذا حديث حسن غريب[4] ورواه بطريق آخر عن جابر بن عبدالله وقال: قال شيخنا الذهبي:هذا حديث حسن. ورواه بطرق اخري ثم قال: قال الذهبي: وصدر الحديث متواتر أتيقن ان رسول الله قاله. وأما: أللهم؟ وال من والاه. فزيادة قوية الاسناد.

16- ألحافظ نور الدين الهيثمي المتوفي 807 روي في مجمع الزوايد 9 ص 109 -104 حديث الرکبان المذکور من طريق أحمد والطبراني فقال رجال أحمد ثقات. وروي حديث المناشدة من طريق أحمد عن أبي الطفيل وقال: رجاله رجال الصحيح إلا فطر وهو ثقة. ورواه من طريق أحمد الآخر عن سعيد بن وهب وقال: رجاله رجال الصحيح. ورواه من طريق البزار عن سعيد وزيد ثم قال: رجاله رجال الصحيح إلا فطر وهو ثقة. ورواه من طريق أبي يعلي عن عبدالرحمن بن أبي يعلي ووثق رجاله. ورواه من طريق أحمد عن زياد بن أبي زياد ووثق رجاله. ورواه عن حبشي بن جنادة من طريق الطبراني ووثق رجاله. ورواه بطرق وأسانيد اخري وصححها ووثق رجالها کما مرت في محلها.

17- شمس الدين الجزري الشافعي المتوفي 833 روي حديث الغدير بثمانين طريقا، وأفرد في إثبات تواتره رسالته «أسني المطالب» المطبوعة، وقال بعد ذکر مناشدة أميرالمؤمنين يوم الرحبة: هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه کثيرة

[صفحه 299]

تواتر عن أميرالمؤمنين علي رضي الله عنه، وهو متواتر ايضا عن النبي صلي الله عليه وسلم رواه الجم الغفير عن الجم الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا إطلاع له في هذا العلم فقد ورد مرفوعا عن أبي بکر الصديق، وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيدالله، والزبير إبن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبدالرحمن بن عوف، والعباس بن عبدالمطلب وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وبريدة بن الحصيب، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبدالله، وعبدالله بن عباس، وحبشي بن جنادة، وعبدالله بن مسعود، وعمران بن حصين، وعبدالله بن عمر، وعمار بن ياسر، وأبي ذرالغفاري، وسلمان الفارسي، وأسعد بن زرارة، وخزيمة بن ثابت، وأبي أيوب الانصاري، و سهل بن حنيف، وحذيفة بن اليمان، وسمرة بن جندب، وزيد بن ثابت، وأنس بن مالک، وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم، وصح عن جماعة منهم ممن يحصل القطع بخبرهم، وثبت ايضا ان هذا القول کان منه صلي الله عليه وسلم يوم غدير خم کما أخبرنا شيخنا أبوعمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي قرائتا عليه: أخبرنا الامام فخر الدين علي بن أحمد المقدسي. ثم ذکر حديث المناشدة بعدة طرق.

18- ألحافظ إبن حجر العسقلاني المتوفي 852 رواه في «تهذيب التهذيب» في مواضع بعدة طرق منها ج 337: 7، وقال ص 339: قلت: لم يجاوز المؤلف ( أبوالحجاج المزي المتوفي 742) ما ذکر إبن عبدالبر وفيه مقنع ولکنه ذکر حديث الموالاة عن نفر سماهم فقط، وقد جمعه إبن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذکر، وصححه وإعتني بجمع طرقه أبوالعباس إبن عقدة، فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أکثر. وقال في فتح الباري 7 ص 61: وأوعب من جمع مناقبه (يعني عليا) من الاحاديث الجياد النسائي في کتاب «ألخصايص» وأما حديث: من کنت مولاه فعلي مولاه. فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو کثير الطرق جدا، وقد إستودعها إبن عقدة في کتاب مفرد، وکثير من أسانيدها صحاح وحسان. وقد روينا عن الامام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب.

19- أبوالخير الشيرازي الشافعي (المترجم ص 132) قال في (إبطال الباطل) الذي رد به علي نهج الحق: وأما ما روي من ان رسول الله صلي الله عليه وسلم ذکره يوم غدير خم

[صفحه 300]

حين أخذ بيد علي وقال: ألست أولي؟ فقد ثبت هذا في الصحاح وقد ذکرنا سره في ترجمة کتاب (کشف الغمة في معرفة الائمة).

20- ألحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي المتوفي 911 قال: إنه حديث متواتر. وحکاه عنه غير واحد ممن تأخر عنه کما يأتي.

21- ألحافظ أبوالعباس شهاب الدين القسطلاني المتوفي 923 قال في «المواهب اللدنية» 7 ص 13: وأما حديث الترمذي والنسائي: من کنت مولاه فعلي مولاه. فقال الشافعي: يريد بذلک ولاء الاسلام کقوله تعالي: ذلک بأن الله مولي الذين آمنوا وأن الکافرين لا مولي لهم. وقول عمر: أصبحت مولي کل مؤمن. أي: ولي کل مؤمن، و طرق هذا الحديث کثيرة جدا إستوعبها إبن عقدة في کتاب مفرد له وکثير من أسانيدها صحاح وحسان.

22- ألحافظ شهاب الدين إبن حجر الهيتمي المکي المتوفي 974 قال في «الصواعق المحرقة» ص 25 عند رد استدلال الشيعة بحديث الغدير: وجواب هذه الشبهة التي هي أقوي شبههم يحتاج إلي مقدمة وهي بيان الحديث ومخرجه، وبيانه: انه حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة کالترمذي والنسائي وأحمد، فطرقه کثيرة جدا، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا، وفي رواية لاحمد انه سمعه من النبي صلي الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته کما مر وسيأتي، وکثير من أسانيدها صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في صحته، ولا لمن رده بأن عليا کان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراکه الحج مع النبي صلي الله عليه وسلم. وقول بعضهم: إن زيادة أللهم وال من والاه. إلي آخره موضوعة مردود فقد ورد ذلک من طرق صحح الذهبي کثيرا منها، ثم تکلم في مقام الرد عليه في تواتره تارة وفي مفاده اخري فقال: ولفظه عند الطبراني وغيره بسند صحيح انه صلي الله عليه وسلم خطب بغدير خم تحت شجرات فقال: أيها الناس؟ انه قد نبأني اللطيف الخبير. إلي آخر ما مر ص 27 و 26.

و قال في ص 73 في عد مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: ألحديث الرابع: قال صلي الله عليه وسلم يوم غدير خم: من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من

[صفحه 301]

عاداه. ألحديث وقدمر في حادي عشر الشبه وانه رواه عن النبي صلي الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا[5] . وان کثيرا من طرقه صحيح أو حسن، ومر الکلام ثم علي معناه مستوفي وقال في شرح همزية البوصيري ص 221 في شرح قوله:


وعلي صنو النبي ومن
دين فؤادي وداده والولاء


أي مناصرته والذب عنه والرد علي من نازع في خلافته، ولم يبال بوقوع الاجماع عليها وعلي من خرجوا عليه ونازعوه الامر ورموه بما هو برئ منه، وذلک عملا بما صح عنه صلي الله عليه وسلم وهو: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ان عليا مني و أنا منه، وهو ولي کل مؤمن بعدي. ولتأکيد الذب عنه لکثرة أعدائه من بني امية و الخوارج الذين بالغوا في سبه وتنقيصه مدة ألف شهر حتي المنابر خصه الناظم بذلک، ولهذا اشتغل جهابذة الحفاظ ببث فضايله رضي الله عنه نصحا للامة ونصرة للحق، و من ثم قال أحمد: ما جاء لاحد من الفضايل ما جاء لعلي. وقال إسماعيل القاضي والنسائي وأبوعلي النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بأسانيد الصحاح الحسان أکثر ما ورد في حق علي، فمن ذلک ما صح: ان الله تعالي يحبه وان رسول الله صلي الله عليه وسلم يحبه. بل روي الترمذي: إنه کان أحب الناس إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم. إلي أن قال: وان آية المباهلة (سورة آل عمران 60) لما نزلت دعا صلي الله عليه وسلم عليا وفاطمة وابنيها وقال: أللهم هؤلاء أهلي. وانه قال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب. لکن اعترض تصحيح الحاکم لهذا، وانه قال: من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، رواه ثلاثون صحابيا، وان الله تعالي أمره أن يحب أربعة وأخبره بانه يحبهم منهم علي وانه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق. وان من سبه فقد سب النبي صلي الله عليه وسلم. وانه يقاتل علي (تأويل) القرآن کما قاتل صلي الله عليه وسلم علي تنزيله. وانه يهلک فيه إثنان: محب مفرط: ومبغض مبهت. وان قاتله اللعين إبن ملجم أشقي الآخرين کما ان عاقر الناقة أشقي الاولين.

23- جمال الدين الحسيني الشيرازي المتوفي 1000 قال في (أربعينه) بعد ذکر حديث الغدير ونزول آية سأل سائل في القضية: أصل هذا الحديث سوي قصة الحارث تواتر عن أميرالمؤمنين عليه السلام، وهو متواتر عن النبي صلي الله عليه وسلم ايضا، ورواه

[صفحه 302]

جمع کثير وجم غفير من الصحابة فرواه إبن عباس، ثم روي لفظ إبن عباس وحذيفة ابن اسيد الغفاري وحديث الرکبان.

24- جمال الدين أبوالمحاسن يوسف بن صلاح الدين الحنفي قال في (المعتصر من المختصر) ص 413: روي أبوالطفيل واثلة بن الاسقع[6] قال: جمع الناس علي بن أبي طالب في الرحبة فقال: انشد بالله عزوجل کل امرئ سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول ما سمع؟ فقام اناس من الناس فشهدوا: ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال يوم غدير خم: ألستم تعلمون اني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ وهو قائم ثم أخذ بيد علي فقال: من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه. قال أبوالطفيل: فخرجت وفي نفسي منه شئ فلقيت زيد بن أرقم فأخبرته فقال: ما تتهم أنا سمعته من رسول الله صلي الله عليه وسلم. لا يلتفت إلي من أنکر خروج علي إلي الحج مع النبي صلي الله عليه وسلم و مروره في طريقه بغدير خم، وقال: قدم علي من اليمن بالبدن، لانه وإن لم يکن معه في خروجه إلي الحج فکان معه في رجوعه علي طريقه الذي کان مروره به بغدير خم، فيحتمل أنه کان هذا الکلام في الرجعة يؤيده الحديث الصحيح: إنه کان القول من رسول الله صلي الله عليه وسلم بغدير خم في رجوعه إلي المدينة من حجه عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلي الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل بغدير خم أمر بدوحاته فقممن. وذکر الحديث بلفظ زيد المذکور من طريق النسائي ص 30.

25- ألشيخ نور الدين الهروي القاري الحنفي المتوفي 1014 قال في (المرقاة شرح المشکاة) ج 5 ص 568 بعد رواية الحديث بطرق شتي: والحاصل ان هذا حديث صحيح لا مرية فيه، بل بعض الحفاظ عده متواترا إذ في رواية لاحمد انه سمعه من النبي ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته[7] وقال ص 584: رواه أحمد في مسنده وأقل مرتبته أن يکون حسنا، فلا إلتفات لمن قدح في ثبوت هذا الحديث.

[صفحه 303]

وأبعد من رده بان عليا کان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراکه الحج من النبي صلي الله عليه وسلم ولعل سبب قول هذا القائل انه وهم ان النبي صلي الله عليه وسلم قال هذا القول عند وصوله من المدينة إلي غدير خم. ثم قال (بعضهم): ان زيادة أللهم وال من والاه. موضوعة مردود فقد ورد من طرق صحح الذهبي کثيرا منها.

26- زين الدين المناوي الشافعي المتوفي 1031 قال في «فيض القدير» 6 ص 218: قال إبن حجر: حديث کثير الطرق جدا قد إستوعبها إبن عقدة في کتاب مفرد منها صحاح ومنها حسان. وفي بعضها: قال ذلک يوم غدير خم، وزاد البزار[8] في روايته: أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، ولما سمع أبوبکر وعمر ذلک قالا فيما أخرجه الدارقطني عن سعد بن أبي وقاص: أمسيت يابن أبي طالب؟ مولي کل مؤمن ومؤمنة. وأخرج ايضا: قيل لعمر: إنک تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من الصحابة قال: إنه مولاي. ثم قال: بعد رواية حديث نزول آية: سأل سائل بعذاب واقع. يوم الغدير: قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. وقال في موضع آخر: رجاله رجال الصحيح. وقال المصنف (السيوطي) حديث متواتر.

27- نور الدين الحلبي الشافعي المتوفي 1044 ذکره في «السيرة الحلبية» 3 ص 302 مامر عن إبن حجر من صحة الحديث ووروده بأسانيد صحاح وحسان وعدم الالتفات إلي القادح في صحته، وعدم کون ذيله موضوعا، ووروده من طرق صحح الذهبي کثيرا منها.

28- ألشيخ أحمد بن باکثير المکي الشافعي المتوفي 1047 قال في «وسيلة المآل في مناقب الآل» بعد رواية الحديث بلفظ حذيفة بن اسيد، وعامر بن ليلي، و إبن عباس، والبراء بن عازب: أخرج هذه الرواية البزار برجال الصحيح عن فطر بن خليفة وهو ثقة. وعن ام سلمة رضي الله عنها فذکر لفظها ثم لفظ سعد بن أبي وقاص فقال: أخرج الدارقطني في الفضايل عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت أبابکر رضي الله

[صفحه 304]

عنه يقول: علي بن أبي طالب عترة رسول الله صلي الله عليه وسلم أي الذي حث النبي صلي الله عليه وسلم علي التمسک بهم والاخذ بهديهم فإنهم نجوم الهدي من إقتدي بهم إهتدي، وخصه أبوبکر بذلک رضي الله عنه لانه الامام في هذا الشأن وباب مدينة العلم والعرفان فهو إمام الائمة و عالم الامة، وکأنه أخذ ذلک من تخصيصه صلي الله عليه وسلم له من بينهم يوم غدير خم بما سبق، وهذا حديث صحيح لامرية فيه ولا شک ينافيه، وروي عن الجم الغفير من الصحابة وشاع واشتهر، وناهيک بمجمع حجة الوداع، قال شيخ الاسلام العسقلاني رحمه الله تعالي: حديث من کنت مولاه. أخرجه الترمذي والنسائي وهو کثير الطرق جدا، وقد إستوعبها إبن عقدة في کتاب مفرد، وکثير من أسانيدها صحاح وحسان. ويدل علي ذلک ما روي أبوالطفيل رضي الله عنه: ان عليا رضي الله عنه وکرم وجهه جمع الناس وهو خليفة في الرحبة موضع بالعراق ثم قام فحمد الله وأثني عليه. إلي آخر اللفظ المذکور ص 176.

29- ألشيخ عبدالحق الدهلوي البخاري المتوفي 1052 قال في شرح المشکاة ما تعريبه: وهذا الحديث صحيح بلا شک، رواه جمع مثل الترمذي والنسائي وأحمد، وطرقه کثيرة رواه ستة عشر صحابيا، وفي رواية: سمعه عن النبي صلي الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا وشهدوا به ولعلي لما نوزع أيام خلافته. وکثير من أسانيده صحاح وحسان ولا يلتفت إلي قول من تکلم في صحته ولا إلي قول بعضهم: إن زيادة أللهم وال من والاه. موضوع لانها رويت بطرق شتي صحح أکثرها الذهبي.وقال في (لمعاته): هذا حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة کالترمذي. إلي آخر کلامه المذکور ثم قال: کذا قال الشيخ إبن حجر في «الصواعق المحرقة».

30- ألشيخ محمود بن محمد الشيخاني القادري المدني قال في (الصراط السوي في مناقب آل النبي): ومن تلک الاحاديث الواردة الصحيحة قوله صلي الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: من کنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه الترمذي والنسائي والامام أحمد وغيرهم، وکم حديث صحيح ما أخرجه الشيخان. ثم روي حديث الرحبة بلفظ سعيد إبن وهب فقال: قال الذهبي: هذا حديث صحيح. ثم ذکر رواية أحمد حديث الرحبة

[صفحه 305]

عن أبي الطفيل وزيد بن أرقم فقال: قال الحافظ الذهبي: هذا الحديث صحيح غريب[9] .

ثم رواه من طريق أبي عوانة عن أبي الطفيل عن زيد فقال: قال الحافظ الذهبي: هذا حديث صحيح. ثم رواه من طريق الحافظين أبي يعلي والحسن بن سفيان فقال: قال الحافظ الذهبي: هذا حديث حسن إتفق علي ما ذکرنا جمهور أهل السنة.

وأما ما انفرد به اهل البدع من الاسماعيلية[10] ببلاد اليمن وخالف به أهل الجمعة والجماعة والسنن فانهم قالوا في قوله صلي الله عليه وسلم يوم غدير خم أي مرجعه من حجة الوداع بعد أن جمع أصحابه وکرر عليهم قوله: ألست أولي بکم من أنفسکم؟ ثلثا وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف، ثم رفع يد علي رضي الله عنه وقال: من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، و انصر من نصره، وأدر الحق معه حيث دار: معني المولي في هذا الحديث: الاولي لا الناصر وغيرهما من المعاني المشترکة، قال المدعي من الاسماعيلية: وإنما أراد النبي صلي الله عليه وسلم ان لعلي رضي الله عنه ما لرسول الله من الولاء عليهم وجعل قوله أولا: ألست أولي بکم من أنفسکم؟ سندا. وقال المدعي ايضا: لو کان المولي بمعني الناصر والسيد وغيرهما لما احتاج إلي جمع الصحابة وإشهادهم، ولا أن يأخذ بيد علي ويرفعها، لان ذلک يعرفه کل أحد، ولا يحتاج إلي الدعاء له بقوله: أللهم وال من والاه. إلي آخره، وقال المدعي أيضا: ولا يکون هذا الدعاء إلا لامام معصوم مفترض الطاعة بعده. وبدليل جعله الحق تابعا لعلي لا متبوعا له، ولا يکون ذلک إلا لمن و وجبت طاعته وعصمته. وقال المدعي: فصح بهذا إن عليا رضي الله عنه هو الوصي وانه نص من رسول الله صلي الله عليه وسلم وان خلافة من تقدمه معصية. إنتهي إفتراء المدعي.

أقول: قد مر الاحاديث الصحاح والحسان وليس فيها جميع ما ذکره المدعي بل الصحيح مما ذکرنا: من کنت مولاه فعلي مولاه. والصحيح ما ذکرناه ايضا: أللهم

[صفحه 306]

وال من والاه. والصحيح ما ذکرناه ايضا: إن الله ولي المؤمنين ومن کنت وليه فهذا وليه، أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره. والصحيح مما ذکرنا ايضا قوله صلي الله عليه وسلم للناس: أتعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله؟ قال: من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم: وال من والاه، وعاد من عاداه. والصحيح مما ذکرنا ايضا: قوله صلي الله عليه وسلم: کأني دعيت فأجبت واني قد ترکت فيکم الثقلين: کتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا کيف تخلفوني فيهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله مولاي وأنا ولي کل مؤمن. ثم أخذ بيد علي فقال: من کنت مولاه فهذا وليه،أللهم، وال من والاه، وعاد من عاداه. والصحيح مما ذکرنا ايضا: قوله صلي الله عليه وسلم: ألست أولي بکل مؤمن من نفسه؟ قالوا بلي. قال: فإن هذا مولي من أنا مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فلقيه عمر رضي الله عنه فقال: هنيئا لک أصبحت وأمسيت مولي کل مؤمن ومؤمنة.

إنتهي ما هو الصحيح والحسان وليس في ذلک من مخترعات المدعي و مفترياته[11] وقد إستوعب طرق الاحاديث المذکورة وغيرها إبن عقدة في کتاب مفرد.

31- ألسيد محمد البرزنجي الشافعي المتوفي 1103 قال في تأليفه (النواقض):إعلم أن الشيعة يدعون ان هذا الحديث نص جلي في إمامة علي رضي الله عنه وهو أقوي شبههم. والقدر الذي ذکرناه وهو: من کنت مولاه فعلي مولاه. من دون تلک الزيادة من الحديث صحيح وروي من طرق کثيرة[12] .

32- ضياء الذين المقبلي المتوفي 1108 عد حديث الغدير في کتابه- الابحاث المسددة في الفنون المتعددة- من الاحاديث المتواترة المفيدة للعلم.

وفي تعليق (هداية العقول إلي غاية السئول) 2 ص 30: نقل العلامة السيد عبدالله

[صفحه 307]

إبن علي الوزير في «طبق الحلوي» تاريخه المعروف عن السيد محمد إبراهيم: ان حديث من کنت مولاه. له مائة وخمسون طريقا، لکن لم يعرف کل ذلک من حفاظ الحديث إلا الافراد، وقال السيد العلامة محمد[13] بن إسماعيل الامير رحمه الله: ان له مائة وخمسين طريقا. قال العلامة المقبلي (المترجم ص 142) بعد سرده لبعض طرق هذا الحديث: فإن لم يکن هذا معلوما فما في الدين معلوم. وجعل هذا في الفصول من المتواتر لفظا و کذلک حديث المنزلة، وأقر الجلال کلام الفصول في تواتر حديث الغدير ولم يسلمه في حديث المنزلة قال: وإنما هو (يعني حديث المنزلة) صحيح مشهور لا متواتر[14] .

وقال السيد الامير محمد الصنعاني المذکور في (ألروضة الندية شرح التحفة العلوية): وحديث الغدير متواتر عند أکثر أئمة الحديث، قال الحافظ الذهبي في تذکرة الحفاظ في ترجمة الطبري: ألف محمد بن جرير فيه کتابا. وقال الذهبي: وقفت عليه فاندهشت لکثرة طرقه. وقال الذهبي في ترجمة الحاکم: فله طرق جيدة أفردتها بمصنف. قلت: عده الشيخ المجتهد نزيل حرم الله ضياء الدين صالح بن مهدي المقبلي في الاحاديث المتواترة التي جمعها في أبحاثه، وهو من أئمة العلم والتقوي و الانصاف، ومع إنصاف الائمة بتواتره فلا يمل بايراد طرقه بل يتبرک ببعض منها.

33- ألشيخ محمد صدر العالم قال في- معارج العلي في مناقب المرتضي:ثم اعلم أن حديث الموالاة متواتر عند السيوطي رحمه الله کما ذکره في (قطف الازهار)فأردت أن أسوق طرقه ليتضح التواتر فأقول: أخرج أحمد والحاکم عن إبن عباس وإبن أبي شيبة وأحمد عنه عن بريدة، وأحمد وإبن ماجة عن البرآء. والطبراني عن جرير. وأبونعيم عن جندع الانصاري. وإبن قانع عن حبشي بن جنادة. والترمذي وقال: حسن غريب. والنسائي والطبراني والضياء المقدسي عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم أو حذيفة بن اسيد. وإبن أبي شيبة والطبراني عن أبي أيوب. وإبن أبي شيبة وإبن أبي عاصم والضياء عن سعد بن أبي وقاص. والشيرازي في الالقاب عن عمر. والطبراني عن مالک بن الحويرث. وأبونعيم في فضايل الصحابة عن يحيي بن جعدة عن زيد بن أرقم

[صفحه 308]

وإبن عقدة في کتاب الموالاة عن حبيب بن بديل بن ورقاء وقيس بن ثابت وزيد بن شراحيل الانصاري. وأحمد عن علي وثلاثة عشر رجلا. وإبن أبي شيبة عن جابر. وأخرج أحمد وإبن أبي عاصم في السنة عن زاذان بن عمر قال: سمعت عليا في الرحبة (فذکر إلي آخر الحديث) ثم قال: وأخرج أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم (فذکر لفظهما ثم قال): وأخرج الطبراني عن إبن عمر. وإبن أبي شيبة عن أبي هريرة وإثني عشر من الصحابة. وأحمد والطبراني والضياء عن أبي أيوب وجمع من الصحابة. والحاکم عن علي وطلحة. وأحمد والطبراني والضياء عن علي وزيد بن أرقم وثلاثين رجلا من الصحابة. وأبونعيم في فضايل الصحابة عن سعد. والخطيب عن أنس. وأخرج عبدالله بن أحمد وأبويعلي وإبن جرير والخطيب والضياء عن عبدالرحمن بن أبي ليلي قال: شهدت عليا في الرحبة (فذکر الحديث بتمامه) ثم قال: وأخرج الطبراني عن عمرو بن مرة وزيد إبن أرقم معا. وأخرج الطبراني والحاکم عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم (فذکر الحديث باللفظ الذي أسلفناه)فقال: وأخرج الطبراني عن حبشي بن جنادة. وأخرج أبونعيم في فضايل الصحابة عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب.

34- ألسيد إبن حمزة الحراني الدمشقي الحنفي المتوفي 1120 روي حديث الغدير في کتابه «البيان والتعريف» 2 ص 136 و 230 من طرق الترمذي و النسائي والطبراني والحاکم والضياء المقدسي، ثم قال: قال السيوطي حديث متواتر.

35- أبوعبدالله الزرقاني المالکي المتوفي 1122 قال في «شرح المواهب» 7 ص 13 بعد ذکر کلام المصنف المذکور ص 300: وخصه لمزيد علمه، ودقائق إستنباطه وفهمه، وحسن سيرته، وصفاء سريرته، وکرم شيمه، ورسوخ قدمه (إلي أن قال): و للطبراني وغيره باسناد صحيح: انه صلي الله عليه وسلم خطب بغدير خم وهو موضع بالجحفة برجعه من حجة الوداع (فذکر الحديث) وفيه: يا أيها الناس؟ إن الله مولاي وأنا مولي المؤمنين وأنا أولي بهم من أنفسهم، فمن کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، و أدر الحق معه حيث دار. ورعم بعض ان زيادة: أللهم وال. إلخ. موضوعة، مردودة بأن ذلک جاء من طرق صحح الذهبي کثيرا منها، وروي الدارقطني عن سعد قال: لما

[صفحه 309]

سمع أبوبکر وعمر ذلک قالا: أمسيت يابن أبي طالب؟ مولي کل مؤمن ومؤمنة (ثم ذکر حديث نزول آية سأل سائل حول القضية وترجم إبن عقدة وأثني عليه فقال): وهو متواتر رواه ستة عشر صحابيا[15] وفي رواية لاحمد انه سمعه من النبي صلي الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته، فلا إلتفات إلي من قدح في صحته ولا لمن رده بأن عليا کان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراکه الحج معه صلي الله عليه وسلم.

36- شهاب الدين الحفظي الشافعي، أحد شعراء الغدير في القرن الثاني عشر قال في (ذخيرة الاعمال في شرح عقد جواهر اللآل): هذا حديث صحيح لا مرية فيه أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد وطرقه کثيرة. قال الامام احمد رحمه الله: وشهد به لعلي ثلاثون صحابيا لما نوزع في أيام خلافته.

37- ميرزا محمد البدخشي قال في «نزل الابرار» ص 21: هذا حديث صحيح مشهور، ولم يتکلم في صحته إلا متعصب جاحد لا اعتبار بقوله، فإن الحديث کثير الطرق جدا، وقد استوعبها إبن عقدة في کتاب مفرد، وقد نص الذهبي علي کثير من طرقه بالصحة، ورواه من الصحابة عدد کثير.

وقال في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا): أخرج الحکيم في «نوادر الاصول» و الطبراني بسند صحيح في الکبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن اسيد رضي الله عنه:إن رسول الله صلي الله عليه وسلم خطب بغدير خم تحت شجرة فقال: يا أيها الناس؟ قد نبأني اللطيف الخبير (إلي آخر ما مر ص 27) فقال: وأخرج أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهما (باللفظ الذي أسلفناه ص 30) ثم قال: وأخرج أحمد عن علي وأبي أيوب الانصاري. وعمرو بن مرة. وأبويعلي عن أبي هريرة. وإبن أبي شيبة عنه وعن إثني عشر من الصحابة. والبزار عن إبن عباس وعمارة وبريدة. والطبراني عن إبن عمر ومالک بن الحويرث وأبي أيوب وجرير وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأنس. والحاکم عن علي وطلحة. وأبونعيم في فضايل الصحابة عن سعد. والخطيب عن أنس رضي الله عنهم- ثم ذکر الحديث فقال: وفي رواية اخري للطبراني عن عمرو بن مرة وزيد بن أرقم وحبشي بن جنادة رضي الله عنهم

[صفحه 310]

مرفوعا بلفظ: من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه،وانصر من نصره، واعن من أعانه. وعند إبن مردويه عن إبن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: أللهم؟ من کنت مولاه فعلي مولاه، اللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه. وفي اخري لابي نعيم في «فضايل الصحابة» عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب معا مرفوعا: ألا؟ إن الله وليي وأنا ولي کل مؤمن، من کنت مولاه فعلي مولاه. ولاحمد في رواية اخري.

ولابن حبان والحاکم والحافظ أبي بشر إسماعيل بن عبدالله العبدي الاصبهاني المشهور بسمويه عن إبن عباس عن بريدة (وذکر لفظه) وللطبراني في رواية اخري عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم (وذکر لفظه) وعند الترمذي والحاکم عن زيد بن أرقم (وذکر لفظه) أقول: هذا حديث صحيح مشهور نص الحافظ أبوعبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الترکماني الفارقي ثم الدمشقي علي کثير من طرقه بالصحة. وهو کثير الطرق جدا. وقد إستوعبها الحافظ أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد الکوفي المعروف بإبن عقدة في کتاب مفرد. وأخرج أحمد عن أبي الطفيل قال جمع علي کرم الله وجهه الناس في الرحبة (ثم ذکر حديث الرحبة)

38- مفتي الشام العمادي الحنفي الدمشقي المتوفي 1171 عده في (الصلاة الفاخرة) ص 49 من الاحاديث المتواترة، يرويه کما قال في أول کتابه من عشرة مشايخ فأکثر نقلا عن الترمذي والبزار وأحمد والطبري وأبي نعيم وإبن عساکر وإبن عقدة وأبي يعلي.

39- أبوالعرفان الصبان الشافعي المتوفي 1206 قال في (إسعاف الراغبين) في هامش نور الابصار ص 153 بعد رواية الحديث: رواه عن النبي ثلاثون صحابيا، وکثير من طرقه صحيح أو حسن.

40- ألسيد محمود الآلوسي البغدادي المتوفي 1270 قال في «روح المعاني» 2 ص 249: نعم ثبت عندنا انه صلي الله عليه وسلم قال في حق الامير هناک (يعني غدير خم): من کنت مولاه فعلي مولاه. وزاد علي ذلک کما في بعض الروايات، لکن:لا دلالة[16] في

[صفحه 311]

الجميع علي ما يدعونه من الامامة الکبري والزعامة العظمي. وقال في ج 2 ص 350: قال الذهبي: انه صحيح. ونقل عن الذهبي ايضا انه قال: إن من کنت مولاه. متواتر يتيقن ان رسول الله قاله، وأما أللهم؟ وال من والاه: فزيادة قوية الاسناد.

41- ألشيخ محمد الحوت البيروتي الشافعي المتوفي 1276 قال في «أسني المطالب» ص 227: حديث: من کنت مولاه فعلي مولاه. رواه أصحاب السنن غير أبي داود ورواه أحمد وصححوه. وروي بلفظ: من کنت وليه فعلي وليه. ورواه أحمد والنسائي والحاکم وصححه.

42- ألمولوي ولي الله اللکهنوي قال في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) بعد ذکر الحديث بغير واحد من طرقه ما تعريبه: وليعلم أن هذا الحديث صحيح وله طرق عديدة، وقد أخطأ من تکلم في صحته إذ أخرجه جمع من علماء الحديث مثل الترمذي والنسائي، ورواه جمع من الصحابة وشهدوا به لعلي في أيام خلافته، ثم ذکر حديث المناشدة وإصابة الدعوة.

43- ألحافظ المعاصر شهاب الدين أبوالفيض أحمد بن محمد بن الصديق الحضرمي قال في کتابه: «تشنيف الآذان» ص 77: وأما حديث: من کنت مولاه فعلي مولاه. فتواتر عن النبي صلي الله عليه وسلم من رواية نحو ستين شخصا لو أوردنا أسانيد الجميع لطال بنا ذلک جدا، ولکن: نشير إلي مخرجيها تتميما للفائدة، ومن أراد الوقوف علي طرقها وأسانيدها فليرجع إلي کتابنا في المتواتر فنقول:

رواه أحمد في مسنده وإبن أبي عاصم في السنة عن علي وثلاثة عشر رجلا من الصحابة، ورواه النسائي في الخصايص عن علي وبضعة عشر رجلا، ورواه عنه وعن جماعة معه ايضا الطحاوي في مشکل الآثار والبزار في المسند وإبن عساکر وآخرون، ورواه إبن راهويه في المسند وإبن جرير في تهذيب الآثار وإبن أبي عاصم في السنة و الطحاوي في مشکل الآثار والمحاملي في الامالي وإبن عقدة والخطيب من حديث إبن عباس، ورواه أحمد والنسائي في الکبري والخصايص وإبن ماجة والحسن بن سفيان و الدولابي في الکني وإبن عساکر في التاريخ من حديث البراء بن عازب، ورواه أحمد والترمذي والنسائي في الکبري وإبن حبان في الصحيح والبزار والدولابي في الکني و

[صفحه 312]

الطبراني والحاکم وآخرون عن زيد بن أرقم، ورواه أحمد والنسائي في الکبري و الخصائص وسمويه في فوائده وعثمان بن أبي شيبة وإبن جرير في التهذيب وإبن حبان والحاکم والطبراني في الصغير وأبونعيم في الحلية وتاريخ إصبهان والفضايل وإبن عقدة وإبن عساکر من طرق تبلغ حد التواتر عن بريدة، ورواه أحمد والنسائي في الکبري والطبراني من حديث أبي أيوب، ورواه الترمذي وإبن عقدة والطبراني والدارقطني و من طريقه إبن عساکر من حديث حذيفة بن اسيد إلا انه عند الترمذي علي الشک، و رواه النسائي وإبن ماجة وسعيد بن منصور وإبن جرير في التهذيب والبزار وإبن عقدة وإبن عساکر من حديث سعد بن أبي وقاص، ورواه إبن أبي شيبة والبزار في مسنديهما و أبويعلي والطبراني في الاوسط وإبن عقدة، ورواه الطبراني في الصغير وإبن عقدة وإبو نعيم في الحلية والتاريخ والخطيب وإبن عساکر من حديث أنس بن مالک، ورواه الحاکم والطبراني في الاوسط وأبونعيم في التاريخ وإبن عساکر من حديث أبي سعيد، ورواه عثمان بن أبي شيبة والنسائي في سننهما وإبن عقدة وأبويعلي والطبراني والبانياسي في جزئه وأبونعيم في تاريخ إصبهان وإبن عساکر في تاريخ دمشق من حديث جابر بن عبدالله، ورواه الطبراني من حديث عمرو بن ذي مر، ورواه عثمان بن أبي شيبة في سننه وإبن عقدة والطبراني وإبن عدي ومن طريقه إبن عساکر من حديث إبن عمر، ورواه إبن عقدة والطبراني وإبن عساکر من حديث مالک بن الحويرث، ورواه أبونعيم في الحلية والطبراني و أبوطاهر المخلص وإبن قانع وإبن عساکر عن حبشي بن جنادة، ورواه الطبراني وإبن عقدة من حديث جرير بن عبدالله البجلي، ورواه البزار من حديث عمارة، والطبراني وإبن عقدة وإبن عساکر من حديث عمار بن ياسر، وإبن عساکر من حديث رباح بن الحارث، ومن حديث عمر إبن الخطاب، ومن حديث نبيط بن شريط، ورواه إبن عقدة وإبن عساکر من حديث سمرة بن جندب، ورواه الطوسي في أماليه من حديث أبي ليلي، ورواه أبونعيم في الصحابة من حديث جندب الانصاري، ورواه إبن عقدة في کتاب الموالاة من حديث جماعة بأسانيد متعددة منهم: حبيب بن بديل، وقيس بن ثابت، وزيد بن شرحبيل، والعباس بن عبدالمطلب، والحسن بن علي وأخوه، وعبدالله بن جعفر، وسلمة بن الاکوع، وزيد بن أبي ثابت، وأبوذر، وسلمان الفارسي، ويعلي بن مرة، وخزيمة بن ثابت، وسهل بن حنيف، وأبو

[صفحه 313]

رافع، وزيد بن حارثة، وجابر بن سمرة، وضمرة الاسلمي، وعبدالله بن أبي أوفي، وعبدالله بن بسر المازني، وعبدالرحمن بن يعمر الديلمي، وأبوالطفيل، وسعد بن جنادة، وعامر بن عميرة، وحبة بن جوين، وأبوأمامة، وعامر بن ليلي، ووحشي بن حرب، وعايشة، وام سلمة، ورواه الحاکم من حديث طلحة بن عبيدالله...

وتمت کلمة ربک صدقا وعدلا لا مبدل لکلماته وهو السميع العليم وإن تطع أکثر من في الارض يضلوک عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون . (سورة الانعام 116 و 115).

[صفحه 314]



صفحه 295، 296، 297، 298، 299، 300، 301، 302، 303، 304، 305، 306، 307، 308، 309، 310، 311، 312، 313، 314.





  1. راجع حديث سعد بن أبي وقاص في رواة الحديث من الصحابة.
  2. في التذکرة: أبي نضير خيشون. وفيه تصحيف. وسنوقفک علي صحة حديث حبشون.
  3. تحکم باطل يظهر علي من راجع طرق زيد من کتابنا ص 37 -29.
  4. لا أعرف للحديث غرابة الا کونه في فضل أميرالمؤمنين.
  5. هؤلاء هم المشهود لعلي عليه السلام يوم الرحبة لا کل رواة الحديث.
  6. کذا في المعتصر والصحيح: ابوالطفيل عامر بن واثلة.
  7. اذا کان بلوغ رواة الحديث ثلثين موجبا لتواتره فکيف به اذا انهيناهم في هذا الکتاب إلي ما ينيف علي المائة صحابيا؟ ثم کيف به اذا انهاهم الحافظ أبوالعلاء العطار إلي مائتين وخمسين طريقا؟.
  8. اضافة هذه الزيادة إلي البزار فحسب تحکم باطل وقد أخرجها زرافات من الحفاظ کما أوقفناک عليه.
  9. ليس لغرابته وجه بالمعني الاصطلاحي ولا بغيره الا کونه في فضل امير المؤمنين (ع).
  10. سيوافيک في بيان مفاد الحديث ان هذه البرهنة لم تختص بالاسماعيلية، وانما هي مقتضي الحق الصراح، وقد قال به کل من بري ولاءا لاميرالمؤمنين بعد رسول الله صلي الله عليه وآله کولائه خلافة عنه.
  11. لم يأت المدعي الابشي مما صححه هذا الرجل ولم يزد عليه الا بيانا في سرد الاحتجاج به (ولا مناص له من ذلک) فان کان له نظر في الحجة فلماذا لم يبده؟ وستقف علي لباب القول في هذه کلها انشاء الله تعالي.
  12. مر الايعاز إلي نص الحفاظ علي صحة صدر الحديث وديله وانهما قويا الاسناد وسيوافيک القول الفصل في (القرائن المعينة) من الکتاب انشاء الله تعالي.
  13. أحد شعراء الغدير في القرن الثاني عشر تأتي هناک ترجمته.
  14. خفي عليه تواتر حديث المنزلة وأنه من المتفق عليه.
  15. هذا ما وصلت اليه حيطته وهو يري تواتر الحديث به. وقد أسلفنا أن رواته من الصحابة تربو علي المائة.
  16. ستقف علي دلالته في بيان مفاد الحديث. وانما الغرض من کلامه هو البخوع لصحة السند.