نظرة في قول القرطبي و القسطلاني











نظرة في قول القرطبي و القسطلاني



قال القرطبي في تفسيره 6 ص 242 في قوله تعالي: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليک من ربک: هذا تأديب للنبي صلي الله عليه وسلم وتأديب لحملة العلم من امته ألا يکتموا شيئا من أمر شريعته وقد علم الله تعالي من أمر نبيه انه لا يکتم شيئا من وحيه، وفي صحيح مسلم عن مسروق عن عايشة أنها قالت:من حدثک ان محمدا صلي الله عليه وسلم کتم شيئا من الوحي فقد کذب، والله تعالي يقول: يا أيها الرسول بلغ ما انزل. الآية. وقبح الله الروافض حيث قالوا: إنه عليه السلام کتم شيئا مما اوحي الله إليه کان بالناس حاجة إليه. اه. وزاد القسطلاني في فتح الباري 7 ص 101 ضغثا علي ابالة فقال: قالت الشيعة: انه قد کتم أشياء علي سبيل التقية.

وليتهما أوعزا إلي مصدر هذه الفرية علي الشيعة من عالم ذکرها، أو مؤلف تضمنها، او فرقة تنتحلها، نعم: لم يجدا شيئا من ذلک بل حسبا انهما مصدقان في کل ما ينبزان به امة من الامم علي أي حال، أو انه ليس للشيعة تآليف محتوية علي معتقداتهم هي مقائيس في کل ما يعزي إليهم، او ان جيلهم المستقبل لا ينتج رجالا يناقشون المفترين الحساب، فمن هنا وهنا راقهما تشويه سمعة الشيعة کما راق غيرهم: فتحروا الوقيعة

[صفحه 229]

فيهم بالمفتريات ليثيروا عليهم عواطف، ويخذلوا عنهم امما فحدثوا عنهم کما يحدثون عن الامم البائدة الذين لا مدافع عنهم، والشيعة لم تجرأ قط علي قدس صاحب الرسالة باسناد کتمان ما يجب عليه تبليغه إليه صلي الله عليه وآله إلا أن يکون للتبليغ ظرف معين فما کان يسبق الوحي الآلهي بتقديم المظاهرة به قبل ميعاده.

أللهم؟ إن کانا الرجلان يمعنان النظر في أقاويل أصحابهم المقولة في الآية الکريمة من الوجوه العشرة التي ذکرها الرازي لوقفا علي قائل ما قذفا الشيعة به فإن منهم من يقول: إن الآية نزلت في الجهاد فإنه صلي الله عليه وآله کان يمسک أحيانا من حث المنافقين علي الجهاد. وآخر منهم يقول: إنها نزلت لما سکت النبي عن عيب آلهة الثنويين. وثالث يقول: کتم آية التخيير عن أزواجه کما مر ص 225 فنزول الآية علي هذه الوجوه ينبأ عن قعود النبي عما ارسل إليه. حاشا نبي العظمة والقداسة.

إنه لتذکرة للمتقين وإنا لنعلم أن منکم مکذبين . «سورة الحاقة»

[صفحه 230]



صفحه 229، 230.