مناشدة رجل عراقي جابر الانصاري (بحديث الغدير)











مناشدة رجل عراقي جابر الانصاري (بحديث الغدير)[1]



.

أخرج العلامة الکنجي الشافعي في کفاية الطالب ص 16 قال: أخبرني بذلک عاليا المشايخ منهم: ألشريف الخطيب أبوتمام علي بن أبي الفخار بن أبي منصور الهاشمي بکرخ بغداد، وأبوطالب عبداللطيف بن محمد بن علي بن حمزة القبيطي بنهر معلي، و إبراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب الکاشغري، قالوا جميعا: أخبرنا أبوالفتح محمد إبن عبدالباقي بن سليمان المعروف بنسيب إبن البطي، وقال الکاشغري ايضا: أخبرنا أبوالحسن علي بن أبي القاسم الطوسي المعروف بإبن تاج القراء، قالا: أخبرنا أبوعبدالله مالک بن أحمد بن علي البانياسي، أخبرنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن موسي بن الصلت، حدثنا إبراهيم؟ بن عبدالصمد الهاشمي، حدثنا أبوسعيد الاشج، حدثنا مطلب بن زياد عن عبدالله بن محمد بن عقيل قال: کنت عند جابر بن عبدالله في بيته وعلي بن الحسين، ومحمد بن الحنفية، وأبوجعفر، فدخل رجل من أهل العراق فقال: بالله[2] إلا ما حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ فقال: کنا بالجحفة بغدير خم وثم ناس کثير من جهينة و مزينة وغفار فخرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم من خباء (في الفرايد: أو) فسطاط فأشار بيده ثلاثا فأخذ بيد علي بن أبي طالب وقال: من کنت مولاه فعلي مولاه.

ورواه الحمويني في «فرايد السمطين» في الباب التاسع قال: أخبرني الشيخ مجد الدين عبدالله بن محمود بن مودود الحنفي بقرائتي عليه ببغداد ثالث رجب سنة إثنين و سبعين وستمائة: قال ألشيخ أبوبکر المسمار بن عمر بن العويس البغدادي سماعا عليه قال: أنبأنا أبوالفتح محمد بن عبدالباقي المعروف بابن البطي سماعا عليه.

وأخبرنا الامام الفقيه کمال الدين أبوغالب هبة الله السامري بقراءتي عليه بجامع النصر[3] ببغداد ليلة الاحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة إثنين وثمانين وستمائة

[صفحه 206]

قال: أنبأ الشيخ محاسن بن عمر بن رضوان الحرائيني سماعا عليه في الحادي والعشرين من المحرم سنة إثنين وعشرين وستمائة قال: أنبأ أبوبکر محمد بن عبدالله بن نصر الزعفراني سماعا عليه في السادس عشر من شهر رجب سنة خمس وخمسمائة، قال: أنبأ أبو عبدالله مالک بن أحمد بن علي بن إبراهيم الفرا البانياسي سماعا عليه قال: إبن الزاغوني «المترجم ص 113» في شهر شعبان سنة ثلث وستين وأربعمائة قال: أنبأ ابوالحسن أحمد بن محمد بن موسي بن القاسم بن الصلت قراءة عليه وأنا أسمع في رجب ثالث عشر من الشهر سنة خمس وأربعمائة قال: إبراهيم بن عبدالصمد الهاشمي المکني بأبي إسحاق قال: أنبأ أبوسعيد الاشج، قال: أنبأ أبوطالب المطلب بن زياد عن عبدالله بن محمد بن عقيل قال: کنت عند جابر «ألحديث بلفظه».

ورواه إبن کثير في تاريخه ج 5 ص 213 قال: قال المطلب بن زياد عن عبدالله بن محمد بن عقيل: سمع جابر بن عبدالله يقول: کنا بالجحفة بغدير خم فخرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم من خباء أو فسطاط فأخذ بيد علي فقال: من کنت مولاه فعلي مولاه. قال شيخنا الذهبي: هذا حديث حسن.

(قال الاميني): لا يهمنا إسقاط إبن کثير من الحديث شطرا فيه الجمع الحضور عند جابر ومناشدة العراقي إياه، وذکره ألحديث بصورة مصغرة، إذ صحايف تاريخه «البداية والنهاية» تنم عن لسانه البذي، ويده الجانية علي ودايع النبي الاعظم «فضايل آل الله» وعن قلبه المحتدم بعدائهم، فتراه يسب ويشتم من والاهم ويمدح ويثني علي من ناواهم، وينبز الصحاح من مناقبهم بالوضع، ويقذف الراوي لها علي ثقته بالضعف، کل ذلک تحکما منه بلا دليل، ويحرف الکلم عن مواضعها، ولو ذهبنا لنذکر کل ما فيه من هذا القبيل لجاء منه کتابا ضخما، وحسبک من تحريفه ما ذکره من حديث بدء الدعوة النبوية عند نزول قوله تعالي: وأنذر عشيرتک الاقربين. قال في تاريخه 3 ص 40 بعد ذکر الحديث الوارد في الآية الشريفة من طريق البيهقي: وقد رواه أبوجعفر إبن جرير عن محمد بن حميد الرازي. وساق إلي آخر السند ثم قال: وزاد بعد قوله «وإني قد جئتکم بخير الدنيا والآخرة»: وقد أمرني الله أن أدعوکم إليه، فايکم يوازرني علي هذا الامر علي أن يکون أخي وکذا وکذا؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت ولاني

[صفحه 207]

لاحدثهم سنا وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا: أنا يا نبي الله؟ أکون و زيرک عليه، فأخذ برقبتي فقال: إن هذا أخي وکذا وکذا فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحکون ويقولون لابي طالب: قد أمرک أن تسمع لابنک وتطيع. وبهذا اللفظ ذکره في تفسيره 3 ص 351 وقال: وقد رواه أبوجعفر إبن جرير عن إبن حميد. إلي آخره حرفيا.

(وها نحن نذکر لفظ الطبري بنصه حتي يتبين الرشد من الغي)

قال في تاريخه ج 2 ص 217 من الطبعة الاولي: إني قد جئتکم بخير الدنيا و الآخرة، وقد أمرني الله تعالي أن أدعوکم إليه، فأيکم يوازرني علي هذا الامر علي أن يکون أخي ووصيي وخليفتي فيکم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا وقلت وإني لاحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا: أنا يا نبي الله؟ أکون وزيرک عليه. فأخذ برقبتي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيکم فاسمعوا له و أطيعوا. قال: فقام القوم يضحکون ويقولون لابي طالب: قد أمرک أن تسمع لابنک وتطيع. فإلي الله المشتکي.

م- نعم: رواه الطبري في تفسيره 19: 74 محرفا، فهلا وقف إبن کثير علي ما في تاريخه وقد أخرجه غير محرف، أو علي ما أخرجه غير الطبري من أئمة الحديث والتاريخ في تآليفهم؟ أو حدته ضغينته علي اختيار المحرف من الکلم؟ والله يعلم ما تکن صدورهم.



صفحه 206، 207.





  1. سند هذه المناشده صحيح رجاله کلهم ثقات.
  2. في لفظ شيخ الاسلام الحمويني. انشدک الله الاحد.
  3. کتب الينا الدکتور مصطفي جواد البغدادي: والصواب «بجامع القصر» وهو جامع سوق الغزل الحالي.