احتجاج عبدالله بن جعفر علي معاوية بعد شهادة أميرالمؤمنين











احتجاج عبدالله بن جعفر علي معاوية بعد شهادة أميرالمؤمنين



قال عبدالله بن جعفر بن أبي طالب: کنت عند معاوية ومعنا الحسن والحسين عليهما السلام وعنده عبدالله بن العباس والفضل بن عباس فالتفت إلي معاوية فقال: يا عبدالله؟ ما أشد تعظميک للحسن والحسين؟ وما هما بخير منک ولا أبوهما خير من أبيک، ولو لا ان فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم لقلت: ما امک اسماء بنت عميس بدونها فقلت: والله إنک لقليل العلم بهما وبأبيهما وبامهما بل والله لهما خير مني وأبوهما خير من أبي وامهما خير من امي، يا معاوية؟ إنک لغافل عما سمعته أنا من رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول فيهما وفي أبيهما وامهما قد حفظته ووعيته ورويته قال: هات يابن جعفر؟ فوالله ما أنت بکذاب ولا متهم، فقلت: إنه أعظم مما في نفسک، قال: وإن کان أعظم من احد وحرآء «بکسر المهملة» جميعا فلست ابالي إذا قتل الله صاحبک، وفرق جمعکم وصار الامر في أهله، فحدثنا فما نبالي بما قلتم ولا يضرنا ما عددتم، قلت: سمعت

[صفحه 200]

رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد سئل عن هذه الآية، وما جعلنا الرؤيا التي أريناک إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن. فقال: إني رأيت إثني عشر رجلا من أئمة الضلالة يصعدون منبري، وينزلون، يردون امتي علي أدبارهم القهقري- وسمعته يقول: إن بني أبي العاص إذا بلغوا خمسة عشر رجلا جعلوا کتاب الله دخلا، وعبادالله خولا، ومال الله دولا.

يا معاوية؟ إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول علي المنبر وأنا بين يديه وعمر بن أبي سلمة، واسامة بن زيد، وسعد بن أبي وقاص، وسلمان الفارسي، وأبوذر، والمقداد، والزبير بن العوام، وهو يقول: ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقلنا: بلي. يا رسول الله، قال: أليس أزواجي امهانکم؟ قلنا: بلي يا رسول الله؟ قال: من کنت مولاه فعلي مولاه، أولي به من نفسه. وضرب بيده علي منکب علي فقال: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، أيها الناس؟ أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معي أمر، وعلي من بعدي أولي بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر، ثم ابني الحسن أولي بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر، ثم عاد فقال: أيها الناس؟ إذا أنا استشهدت فعلي أولي بکم من أنفسکم، فإذا استشهد علي فإبني الحسن أولي بالمؤمنين منهم بأنفسهم، وإذا استشهد الحسن فإبني الحسين أولي بالمؤمنين منهم بانفسهم (إلي أن قال): فقال معاوية يابن جعفر؟ لقد تکلمت بعظيم ولئن کان ما تقول حقا لقد هلکت امة محمد من المهاجرين والانصار غيرکم أهل البيت وأولياءکم وأنصارکم؟ فقلت: والله إن الذي قلت حق سمعته من رسول الله صلي الله عليه وسلم قال معاوية: يا حسن ويا حسين ويابن عباس ما يقول إبن جعفر؟ فقال إبن عباس: إن کنت لا تؤمن بالذي قال فأرسل إلي الذين سماهم فاسألهم عن ذلک. فأرسل معاوية إلي عمر بن أبي سلمة وإلي اسامة بن زيد فسألهما فشهدا أن الذي قال إبن جعفر قد سمعناه من رسول الله صلي الله عليه وسلم کما سمعه «إلي أن قال من کلام إبن جعفر»: ونبينا صلي الله عليه وسلم قد نصب لامته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم وفي غير موطن وإحتج عليهم به وأمرهم بطاعته وأخبرهم انه منه بمنزلة هارون من موسي، وانه ولي کل مؤمن من بعده، وانه کل من کان هو وليه فعلي وليه ومن کان أولي به من نفسه فعلي أولي به، وانه خليفته فيهم ووصيه وأن من أطاعه

[صفحه 201]

أطاع الله ومن عصاه عصي الله. ومن والاه والي الله ومن عاداه عادي الله. ألحديث و فيه فوائد کثيرة قيمة جدا « کتاب سليم»



صفحه 200، 201.