احتجاج الامام السبط أبي محمد الحسن (سنة 41)











احتجاج الامام السبط أبي محمد الحسن (سنة 41)



أخرج الحافظ الکبير أبوالعباس إبن عقدة أن الحسن بن علي عليهما السلام لما أجمع علي صلح معاوية قام خطيبا وحمد الله وأثني عليه وذکر جده المصطفي بالرسالة والنبوة ثم قال: إنا أهل بيت أکرمنا الله بالاسلام واختارنا واصطفانا وأذهب

[صفحه 198]

عنا الرجس وطهرنا تطهيرا، لم تفترق الناس فرقتين إلا جعلنا الله في خيرهما من آدم إلي جدي محمد. فلما بعث الله محمدا للنبوة واختاره للرسالة وأنزل عليه کتابه ثم أمره بالدعاء إلي الله عزوجل فکان أبي أول من استجاب لله ولرسوله، وأول من آمن وصدق الله ورسوله صلي الله عليه وسلم وقد قال الله في کتابه المنزل علي نبيه المرسل: أفمن کان علي بينة من ربه ويتلوه شاهد منه. فجدي الذي علي بينة من ربه وأبي الذي يتلوه وهو شاهد منه «إلي أن قال»: وقد سمعت هذه الامة جدي صلي الله عليه وسلم يقول: ما ولت امة أمرها رجلا وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل يذهب أمرهم سفالا حتي يرجعوا إلي ما ترکوه. وسمعوه يقول لابي: أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي. وقد رأوه وسمعوه حين أخذ بيد أبي بغدير خم وقال لهم: من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد الغايب. وذکر شطرا من هذه الخطبة القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة ص 482) وفيه الحجاج بحديث الغدير.



صفحه 198.