مناشدة أميرالمؤمنين (يوم صفين سنة 37)











مناشدة أميرالمؤمنين (يوم صفين سنة 37)



قال أبوصادق سليم بن قيس الهلالي التابعي الکبير في کتابه[1] صعد علي عليه السلام المنبر (في صفين) في عسکره وجمع الناس ومن بحضرته من النواحي والمهاجرين والانصار، ثم حمد الله وأثني عليه ثم قال: معاشر الناس؟ إن مناقبي أکثر من أن تحصي وبعد ما أنزل الله في کتابه من ذلک وما قال رسول صلي الله عليه وآله، أکتفي بها عن جميع مناقبي وفضلي، أتعلمون أن الله فضل في کتابه ألسابق علي المسبوق وأنه

[صفحه 196]

لم يسبقني إلي الله ورسوله أحد من الامة، قالوا: نعم، قال: انشدکم الله سئل رسول الله صلي الله عليه وآله عن قوله: السابقون ألسابقون أولئک المقربون. فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: أنزلها الله في الانبياء وأوصيائهم وأنا أفضل أنبياء الله ورسله ووصيي علي بن أبي طالب أفضل الاوصياء؟ فقام نحو من سبعين بدريا جلهم من الانصار و بقيتهم من المهاجرين منهم: أبوالهيثم بن التيهان، وخالد بن زيد أبوأيوب الانصاري، وفي المهاجرين عمار بن ياسر، فقالوا: نشهد انا قد سمعنا رسول الله صلي الله عليه وآله قال ذلک. قال: فانشدکم بالله؟ في قول الله: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول أولي الامر منکم. وقوله: إنما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا. الآية. ثم قال: ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة. فقال الناس: يا رسول الله؟ أخاص لبعض المؤمنين؟ أم عام لجميعهم؟ فأمر الله عزوجل رسوله أن يعلمهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وصيامهم وزکاتهم وحجهم، فنصبني بغدير خم وقال: إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت ان الناس مکذبي فأوعدني لابلغها أو يعذبني، قم يا علي؟ ثم نادي بالصلاة جامعة فصلي بهم الظهر ثم قال: أيها الناس؟ إن الله مولاي وأنا مولي المؤمنين وأولي بهم من أنفسهم، من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصره من نصره، واخذل من خذله. فقام عليه سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله؟ ولاء کماذا؟ فقال: ولاء کولاي من کنت أولي به من نفسه، فعلي أولي به من نفسه، وأنزل الله: أليوم أکملت لکم دينکم وأتممت عليکم نعمتي ورضيت لکم الاسلام دينا. (إلي ان قال): فقام إثنا عشر رجلا من البدريين فقالوا: نشهد إنا سمعنا ذلک من رسول الله کما قلت. ألحديث وهو طويل وفيه فوائد جمة.



صفحه 196.





  1. کتاب سليم من الاصول المشهورة المتداولة في العصور القديمة المعتمد عليها عند محدثي الفريقين وحملة التاريخ، قال ابن النديم في الفهرست ص 307: (ان سليما) لما حضرته الوفاة قال لابان: ان لک علي حقا وقد حضرتني الوفاة يابن أخي؟ انه کان من أمر رسول الله کيت وکيت. وأعطاه کتابا وهو کتاب سليم بن قيس الهلالي المشهور، إلي أن قال: وأول کتاب ظهر للشيعة کتاب سليم. وفي التنبيه والاشراف للسمعودي ص 198 ما نصه: والقطعية بالامامه الاثنا عشرية منهم الذين اصلهم في حصر العدد ما ذکره سليم بن قيس الهلالي في کتابه. وقال السبکي في محاسن الرسائل في معرفة الاوائل. ان اول کتاب صنف للشيعة هو کتاب سليم. واللام في کلام ابن النديم والسبکي للمنفعة فمفادها انهم کانوا يحتجون به فيخصمون المجادل لاقتناعه بما فيه ثقة بامانة سليم في النقل لا محض ان الشيعة تقتنع بما فيه وهو الذي يعطيه کلام المسعودي حيث أسند احتجاج الامامية الاثني عشرية في حصر العدد بما فيه، فان الاقتناع بمجرده غير مجد في عصور قام الحجاج فيها علي أشدها، ولذلک أسند اليه وروي عنه غير واحد من أعلام العامة منهم الحاکم الحسکاني (المترجم ص 112) في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل: والامام الحمويني (المترجم ص 123) في فرايد السمطين، والسيد ابن شهاب الهمداني (المذکور ص 127) في مودة القربي، والقندوزي الحنفي (المترجم ص 147) في ينابيع المودة، وغيرهم وحول الکتاب کلمات درية أفردناها في رسالة، وانما ذکرنا هذا الاجمال لتعلم أن التعويل علي الکتاب مما تسالم عليه الفريقان، وهو الذي حدانا إلي النقل عنه في کتابنا هذا.