حديث الركبان (في الكوفة سنة 37-36 ه)











حديث الرکبان (في الکوفة سنة 37-36 ه)



أخرج إمام الحنابلة أحمد بن حنبل عن يحيي بن آدم عن حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الاشجعي عن رياح (بالمثناة) بن الحارث[1] قال: جاء رهط إلي علي بالرحبة فقالوا: ألسلام عليک يامولانا ؟ قال: وکيف أکون مولاکم وأنتم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم: من کنت مولاه فعلي مولاه. قال رياح: فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الانصار فيهم: أبو أيوب الانصاري.

وبإسناده عن رياح قال: رأيت قوما من الانصار قدموا علي علي في الرحبة فقال:

[صفحه 188]

من القوم؟ فقالوا: مواليک يا أميرالمؤمنين؟ ألحديث. وعنه قال: بينما علي جالس إذ جاء رجل فدخل، عليه أثر السفر فقال: ألسلام عليک يا مولاي؟ قال: من هذا؟ قال: أبوأيوب الانصاري. فقال علي: أفرجوا له ففرجوا فقال أبوأيوب: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: من کنت مولاه فعلي مولاه.

وقال إبراهيم بن الحسين[2] بن علي الکسائي المعروف بابن ديزيل ( المترجم ص 97) في کتاب صفين[3] حدثنا يحيي بن سليمان (الجعفي) قال: حدثنا إبن فضيل (محمد الکوفي) قال: حدثنا الحسن بن الحکم النخعي عن رياح بن الحارث النخعي قال: کنت جالسا عند علي عليه السلام إذ قدم عليه قوم متلثمون فقالوا:ألسلام عليک يا مولانا؟ فقال لهم: أو لستم قوما عربا؟ قالوا: بلي. ولکنا: سمعنا رسول الله صلي الله عليه وآله يقوم يوم غدير خم: من کنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. فقال: لقد رأيت عليا عليه السلام ضحک حتي بدت نواجده ثم قال: اشهدوا. ثم إن القوم مضوا إلي رحالهم فتبعتهم فقلت لرجل منهم: من القوم؟ قالوا: نحن رهط من الانصار، وذلک يعنون رجلا منهم: أبوأيوب صاحب منزل رسول الله صلي الله عليه وآله. قال: فأتيته وصافحته.

وروي الحافظ أبوبکر إبن مردويه (کما في کشف الغمة ص 93) عن رياح بن الحارث قال. کنت في الرحبة مع اميرالمؤمنين إذ أقبل رکب يسير حتي أناخوا بالرحبة ثم أقبلوا يمشون حتي أتوا عليا عليه السلام فقالوا: ألسلام عليک يا أميرالمؤمنين؟ و رحمة الله وبرکاته، قال: من القوم؟ قالوا: مواليک يا أميرالمؤمنين؟ قال: فنظرت إليه وهو يضحک ويقول: من أين وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم وهو آخذ بعضدک: أيها الناس؟ ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلنا: بلي يا رسول الله. فقال، إن الله مولاي وأنا مولي المؤمنين، وعلي مولي من کنت مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فقال: أنتم تقولون ذلک؟ قالوا: نعم. قال: وتشهدون

[صفحه 189]

عليه؟ قالوا: نعم. قال: صدقتم. فانطلق القوم وتبعتهم فقلت لرجل منهم: من أنتم يا عبدالله؟ قالوا: نحن رهط من الانصار وهذا أبوأيوب صاحب منزل رسول الله صلي الله عليه وسلم فأخذت بيده فسلمت عليه وصافحته.

وروي عن حبيب بن يسار عن أبي رميلة إن رکبا أربعة أتوا عليا عليه السلام حتي أناخوا بالرحبة ثم أقبلوا إليه فقالوا: ألسلام عليک يا أميرالمؤمنين؟ ورحمة الله و برکاته. قال: وعليکم السلام أني أقبل الرکب؟ قالوا: أقبل مواليک من أرض کذا وکذا. قال أني أنتم موالي؟ قالوا سمعنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول: من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

وروي إبن الاثير في اسد الغابة 1 ص 368 عن کتاب الموالاة لابن عقدة باسناده عن أبي مريم زر بن حبيش قال: خرج علي من القصر فاستقبله رکبان متقلدي السيوف فقالوا: ألسلام عليک يا أميرالمؤمنين؟ ألسلام عليک يا مولانا؟ ورحمة الله وبرکاته فقال علي عليه السلام: من ههنا من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم؟ فقام إثني عشر منهم: قيس بن ثابت بن شماس، وهاشم بن عتبة، وحبيب بن بديل بن ورقاء، فشهدوا أنهم سمعوا النبي صلي الله عليه وسلم يقول: من کنت مولاه فعلي مولاه. وأخرجه أبوموسي «المديني».

ورواه عن کتاب الموالاة لابن عقدة إبن حجر في الاصابة 1 ص 305 وأسقط صدره إلي قوله: «فقال علي» ولم يذکر من الشهود هاشم بن عتبة، جريا علي عادته بتنقيص فضايل آل الله.

وروي محب الدين الطبري في «الرياض النضرة» 2 ص 169 من طريق أحمد بلفظه الاول، وعن معجم الحافظ البغوي أبي القاسم بلفظ أحمد الثاني، وإبن کثير في تاريخه 5 ص 212 عن أحمد بطريقيه ولفظيه الاولين، وفي ج 7 ص 347 عن أحمد بلفظه الاول، وقال في ص 348: قال أبوبکر بن أبي شيبة: ثنا شريک عن حنش عن رياح بن الحارث قال: بينا نحن جلوس في الرحبة مع علي إذ جاء رجل عليه أثر السفر فقال: ألسلام عليک يا مولاي؟ قالوا: من هذا؟ فقال أبوأيوب: سمعت رسول الله يقول: من کنت مولاه فعلي مولاه.

ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد 9 ص 104 بلفظ أحمد الاول ثم قال:

[صفحه 190]

رواه أحمد والطبراني إلا انه قال: قالوا: سمعنا رسول صلي الله عليه وسلم يقول: من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وهذا أبوأيوب بيننا. فحسر أبوأيوب العمامة عن وجهه ثم قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. ورجال أحمد ثقات. اه.

وقال جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي في کتابه: (الاربعين في مناقب أميرالمؤمنين) عند ذکر حديث الغدير: ورواه زر بن حبيش فقال: خرج علي بن القصر فاستقبله رکبان متقلدي السيوف عليهم العمايم حديثي عهد بسفر فقالوا: ألسلام عليک يا أميرالمؤمنين؟ ورحمة الله وبرکاته، ألسلام عليک يا مولانا؟ فقال علي بعد ما رد السلام: من ههنا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ فقام إثنا عشر رجلا منهم خالد بن زيد أبوايوب الانصاري، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن ثابت بن شماس، وعمار بن ياسر، وأبوالهيثم بن التيهان، وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص، و حبيب بن بديل بن ورقاء فشهدوا انهم سمعوا رسول الله يوم غدير خم يقول: من کنت مولاه فعلي مولاه. ألحديث. فقال علي لانس بن مالک والبراء بن عازب: ما منعکما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما کما سمع القوم؟ فقال: أللهم إن کانا کتماها معاندة فأبلهما. فأما البراء فعمي فکان يسأل عن منزله فيقول: کيف يرشد من أدرکته الدعوة؟ وأما أنس فقد برصت قدماه. وقيل: لما استشهد علي عليه السلام قول النبي صلي الله عليه وسلم: من کنت مولاه فعلي مولاه؟ إعتذر بالنسيان. فقال: أللهم إن کان کاذبا فاضربه ببياض لا تواريه العمامة. فبرص وجهه فسدل بعد ذلک برقعا علي وجهه. ع 1 ص 211 وج 2 ص 137.

وقال أبوعمرو الکشي في فهرسته ص 30: فيما روي من جهة العامة، روي عبدالله بن إبراهيم قال:أخبرنا أبومريم الانصاري عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش قال: خرج علي بن أبي طالب عليه السلام من القصر فاستقبله رکبان متقلدون بالسيوف عليهم العمايم فقالوا: ألسلام عليک يا أميرالمؤمنين؟ ورحمة الله وبرکاته، ألسلام عليک يا مولانا؟ فقال علي: من ههنا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله؟ فقام خالد بن زيد أبوأيوب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن سعد بن عبادة، وعبدالله بن بديل بن ورقاء، فشهدوا جميعا أنهم سمعوا رسول الله صلي الله عليه وآله يقول يوم غدير خم: من کنت

[صفحه 191]

مولاه فعلي مولاه. فقال علي عليه السلام لانس بن مالک والبراء بن عازب: ما منعکما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما کما سمع القوم؟ ثم قال: اللهم إن کانا کتماها معاندة فإبتلهما. فعمي البراء بن عازب وبرص قدما أنس بن مالک، فحلف انس بن مالک أن لا يکتم منقبة لعلي بن أبي طالب ولا فضلا أبدا، اما البراء بن عازب فکان يسأل عن منزله فيقال: هو في موضع کذا وکذا. فيقول: کيف يرشد من أصابته الدعوة؟.

وهناک غير واحد من محدثي المتأخرين ذکروا هذه الاثارة لا نطيل بذکرهم المقال.



صفحه 188، 189، 190، 191.





  1. رجال الحديث من طريق احمد وابن ابي شيبة والهيثمي وابن ديزيل کلهم ثقات کما مرت تراجمهم في التابعين وطبقات العلماء.
  2. في النسخ. الحسن وهو تصحيف.
  3. کما في شرح نهج البلاغة 1 ص 289، قال ابن کثير في تاريخه 11 ص 71: کتاب ابن ديزيل في وقعة صفين مجلد کبير.