مناشدة أميرالمؤمنين ايام عثمان بن عفان











مناشدة أميرالمؤمنين ايام عثمان بن عفان



روي شيخ الاسلام أبوإسحاق إبراهيم بن سعدالدين إبن الحمويه (المترجم ص123) اسناده في فرايد السمطين في السمط الاول في الباب الثامن والخمسين عن التابعي الکبير سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت عليا صلوات الله عليه في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم في خلافة عثمان وجماعة يتحدثون ويتذاکرون العلم والعفة فذکروا قريشا وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم من الفضل مثل قوله ص: الائمة

[صفحه 164]

راجع تهذيب التهذيب 3 ص 304.من قريش، وقوله: ألناس تبع لقريش وقريش أئمة العرب. إلي أن قال (بعد ذکر مفاخرة کل حي برجال قومه): وفي الحلقة أکثر من مائتي رجل فيهم علي بن أبي طالب، وسعد إبن أبي وقاص، وعبدالرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، والمقداد، وهاشم بن عتبة، و إبن عمر، والحسن، والحسين، وإبن عباس، ومحمد بن أبي بکر، وعبدالله بن جعفر، و من الانصار ابي بن کعب، وزيد بن ثابت، وأبوأيوب الانصاري، وأبوالهيثم بن التيهان، و محمد بن سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة، وجابر بن عبدالله، وأنس بن مالک، وزيد بن أرقم، وعبدالله بن أبي أوفي، وأبوليلي ومعه إبنه عبدالرحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد، فجاء أبوالحسن البصري ومعه الحسن البصري غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة، قال: فجعلت أنظر إليه وإلي عبدالرحمن بن أبي ليلي فلا أدري أيهما أجمل غير ان الحسن أعظمهما وأطولهما، فأکثر القوم، وذلک من بکرة إلي حين الزوال وعثمان في داره لا يعلم بشئ مما هم فيه، وعلي بن أبي طالب عليه السلام ساکت لا ينطق ولا أحد من اهل بيته، فاقبل القوم عليه فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعک أن تتکلم؟ فقال: مامن الحيين إلا وقد ذکر فضلا وقال حقا فأنا أسألکم يامعشر قريش والانصار بمن أعطاکم الله هذا الفضل بأنفسکم وعشائرکم وأهل بيوتاتکم أم بغيرکم؟ قالوا: بل أعطانا الله ومن به علينا بمحمد صلي الله عليه وسلم وعشيرته لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا، قال: صدقتم يا معشر قريش والانصار ألستم تعلمون؟ ان الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم وإن إبن عمي رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: وإني أهل بيتي کنا نورا يسعي بين يدي الله تعالي قبل أن يخلق الله عزوجل آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله تعالي آدم عليه السلام وضع ذلک النور في صلبه وأهبطه إلي الارض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السلام، ثم لم يزل الله عزوجل ينقلنا في الاصلاب الکريمة إلي الارحام الطاهرة من الآباء والامهات لم يلق منهم علي سفاح قط. فقال أهل السابقة والقدمه وأهل بدر وأهل احد: نعم قد سمعنا من رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم قال: انشدکم الله؟ إن الله عزوجل فضل في کتابه ألسابق علي المسبوق في غير آية، وإني لم يسبقني إلي الله عزوجل وإلي رسول الله صلي الله عليه وسلم أحد من أهل الامة قالوا: أللهم نعم قال: فأنشدکم الله؟ أتعلمون حيث نزلت والسابقون الاولون من

[صفحه 165]

المهاجرين والانصار، والسابقون السابقون أولئک المقربون؟ سئل عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: أنزلها الله تعالي ذکره في الانبياء وأوصيائهم فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الاوصياء: ثم قالوا: أللهم نعم. قال فانشدکم الله أتعلمون حيث نزلت يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منکم؟ وحيث نزلت لم تتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة؟ قال الناس: يا رسول الله أخاصة في بعض المؤمنين؟ أم عامة لجميعهم؟ فأمرالله عزوجل نبيه صلي الله عليه وسلم أن يعلمهم ولاة أمرهم، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزکاتهم وحجهم، وينصبني للناس بعد غدير خم ثم خطب وقال: أيها الناس؟ إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت ان الناس مکذبي فأوعدني لابلغها أو ليعذبني ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة ثم خطب فقال: أيها الناس أتعلمون أن الله عزوجل مولاي وأنا مولي المؤمنين وأنا أولي بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلي يارسول الله. قال: قم يا علي فقمت فقال: من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فقام سليمان فقال: يا رسول الله ولاء کماذا؟ فقال: ولاء کولاي من کنت أولي به من نفسه. فأنزل الله تعالي ذکره: أليوم أکملت لکم دينکم الآية. فکبر رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال: ألله أکبر تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي فقام أبوبکر وعمر فقالا: يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصة في علي عليه السلام. قال: بلي فيه وفي أوصيائي إلي يوم القيامة. قالا. يارسول الله بينهم لنا. قال: علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في امتي وولي کل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد إبني الحسين واحد بعد واحد، ألقرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتي يردوا علي الحوض. فقالوا کلهم: أللهم نعم قد سمعنا ذلک وشهدنا کما قلت. وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت لم نحفظ کله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا. فقال علي عليه السلام: صدقتم ليس کل الناس يستوون في الحفظ، انشد الله عزوجل من حفظ ذلک من رسول الله صلي الله عليه وسلم لما قام فأخبر به؟ فقام زيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وسلمان، وأبوذر، والمقداد، وعمار، فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول الله وهو قائم علي المنبر وأنت إلي جنبه وهو يقول: أيها الناس؟ إن الله عزوجل أمر أن أنصب لکم إمامکم والقائم فيکم بعدي ووصيي وخليفتي والذي فرض الله عز

[صفحه 166]

وجل علي المؤمنين في کتابه طاعته فقرب بطاعته طاعتي وأمرکم بولايته، وأني راجعت ربي خشية طعن اهل النفاق وتکذيبهم فأوعدني لابلغها أو ليعذبني، يا أيها الناس؟ إن الله أمرکم في کتابه ألصلاة[1] فقد بينها لکم والزکاة والصوم و الحج فبينها لکم وفسرتها وأمرکم بالولاية، وإني اشهدکم أنها لهذا خاصة، ووضع يده علي علي بن أبي طالب، قال: ثم لابنه بعده ثم للاوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتي يردوا علي حوضي، أيها الناس؟ قد بينت لکم مفزعکم بعدي وإمامکم ووليکم وهاديکم وهو اخي علي بن أبي طالب، و هو فيکم بمنزلتي فيکم، فقلدوه دينکم وأطيعوه في جميع امورکم، فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحکمته فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عليهم فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم، ثم جلسوا. ألحديث.

هذا لفظ الحمويني وفي کتاب سليم نفسه إختلاف يسير وزيادات. ويأتيک کلامنا حول سليم وکتابه.



صفحه 164، 165، 166.





  1. کذا في النسخة والظاهر بالصلاة.