مناشدة اميرالمؤمنين (يوم الشوري سنة 23 ه أو أول 24 ه)











مناشدة اميرالمؤمنين (يوم الشوري سنة 23 ه أو أول 24 ه)



قال أخطب الخطباء الخوارزمي الحنفي في المناقب ص 217: أخبرني الشيخ الامام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبوالنجيب سعد بن عبدالله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما کتب إلي من همدان، أخبرني الحافظ أبوعلي الحسن بن أحمد بن الحسين فيما أذن لي في الرواية عنه، أخبرني الشيخ الاديب أبويعلي عبدالرزاق بن عمر بن إبراهيم الهمداني سنة 437، أخبرني الامام الحافظ طراز المحدثين أبوبکر أحمد بن موسي بن مردويه.

وقال الشيخ الامام شهاب الدين أبوالنجيب سعد بن عبدالله الهمداني: وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الامام الحافظ سليمان بن محمد بن أحمد، حدثني يعلي بن سعد الرازي، حدثني محمد بن حميد، حدثني زافر بن سليمان، حدثني الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال:

[صفحه 160]

کنت علي الباب يوم الشوري مع علي عليه السلام في البيت وسمعته يقول لهم لاحتجن عليکم بما لا يستطيع عربيکم ولا عجميکم تغيير ذلک ثم قال: انشدکم الله أيها النفر جميعا أفيکم أحد وحد الله قبلي؟ قالوا: لا. قال: فانشدکم الله هل منکم أحد له أخ مثل جعفر الطيار في الجنة مع الملائکة؟ قالوا: أللهم لا، قال: فانشدکم الله هل فيکم أحد له عم کعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء غيري؟ قالوا: أللهم لا، قال فانشدکم الله هل فيکم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال، انشدکم بالله هل فيکم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة غيري؟ قالوا: أللهم لا، قال فانشدکم بالله هل فيکم أحد: ناجي رسول الله مرات قدم بين يدي نجواه صدقة قبلي؟ قالوا: أللهم لا، قال: فانشدکم بالله هل فيکم احد قال له رسول الله صلي الله عليه وسلم: من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، وانصر من نصره، ليبلغ الشاهد الغايب غيري؟ قالوا: أللهم لا. الحديث. وأخرجه الامام الحمويني في فرايد السمطين في الباب الثامن والخمسين قال: أخبرني الشيخ الامام تاج الدين علي بن الحب بن عبدالله الخازن البغدادي المعروف بابن الساعي قال: أنبأ الامام برهان الدين أبوالمظفر ناصر بن أبي المکارم المطرزي الخوارزمي قال: أنبأ أخطب خوارزم ضياء الدين أبوالمؤيد الموفق بن أحمد المکي، إلي آخر السند بطريقيه المذکورين.

ورواه إبن حاتم الشامي في الدر النظيم من طريق الحافظ إبن مردويه بسند آخر له قال: حدث أبوالمظفر عبدالواحد بن حمد بن محمد بن شيذه المقري قال: حدثنا عبدالرزاق بن عمر الطهراني قال: حدثنا أبوبکر أحمد بن موسي الحافظ (إبن مردويه) قال: حدثنا أبوبکر أحمد بن محمد بن أبي دام[1] قال: حدثنا المنذر بن محمد قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي عن أبان بن تغلب عن عامر بن واثلة قال: کنت علي الباب يوم الشوري وعلي في البيت فسمعته يقول (باللفظ المذکور إلي أن قال): قال: انشدکم بالله أمنکم من نصبه رسول الله يوم غدير خم للولاية غيري؟ قالوا: أللهم لا.

[صفحه 161]

وحديث الشوري هذا أخرجه الحافظ الکبير الدارقطني، وينقل عنه بعض فصوله إبن حجر في الصواعق قال ص 75: أخرج الدارقطني إن عليا قال للستة الذين جعل عمر الامر شوري بينهم کلاما طويلا من جملته: انشدکم الله هل فيکم أحد قال له رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا علي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيمة غيري؟ قالوا: أللهم لا، وقال ص 93: أخرج الدارقطني إن عليا يوم الشوري إحتج علي أهلها فقال لهم: انشدکم بالله هل فيکم أحد أقرب إلي رسول الله في الرحم مني؟.

وأخرجه الحافظ الاکبر إبن عقدة قال: حدثنا علي بن محمد بن حبيبة الکندي قال:حدثنا حسن بن حسين: حدثنا أبوغيلان سعد بن طالب الشيباني عن إسحاق عن أبي الطفيل قال: کنت في البيت يوم الشوري وسمعت عليا يقول. ألحديث،ومنه المناشدة بحديث الغدير.

وقال الحافظ إبن عقدة ايضا: حدثنا أحمد بن يحيي بن زکريا الازدي الصوفي قال:حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الازدي، عن معروف بن خربوذ، وزياد بن المنذر، وسعيد بن محمد الاسلمي عن أبي الطفيل قال:لما احتضر عمر بن الخطاب جعلها ( ألخلافة ) شوري بين ستة بين علي بن أبي طالب، وعثمان إبن عفان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهم، وعبدالله بن عمر فيمن يشاور ولا يولي، قال أبوالطفيل: فلما إجتمعوا أجلسوني علي الباب أرد عنهم الناس فقال علي. ألحديث. وفيه المناشدة بحديث الغدير[2] .

وأخرجه الحافظ العقيلي[3] قال حدثنا محمد بن أحمد الوراجيتي، حدثنا يحيي إبن المغيرة الرازي، حدثنا زافر عن رجل عن الحارث بن محمد بن أبي الطفيل قال: کنت علي الباب يوم الشوري. وذکر من الحديث جملة ضافية[4] .

وقال إبن أبي الحديه في شرح نهج البلاغة 2 ص 61: نحن نذکر في هذا الموضع

[صفحه 162]

ما استفاض في الروايات من مناشدة أصحاب الشوري وتعديده فضايله وخصايصه التي بان بها منهم ومن غيرهم قد روي الناس ذلک فأکثروا، والذي صح عندنا أنه لم يکن الامر کما روي عن تلک التعديدات الطويلة ولکنه قال لهم بعد أن بايع عبدالرحمن والحاضرون عثمان وتلکأ هو عليه السلام عن البيعة: إن لنا حقا إن نعطه نأخذه، وإن نمنعه نرکب أعجاز الابل وإن طال السري. في کلام قد ذکره أهل السيرة وقد أوردنا بعضه فيما تقدم، ثم قال لهم: انشدکم الله أفيکم أحد آخي رسول الله صلي الله عليه وسلم بينه وبين نفسه حيث آخي بين بعض المسلمين وبعض، غيري؟ فقالوا: لا، فقال: أفيکم أحد قال له رسول الله: من کنت مولاه فهذا مولاه، غيري؟ فقالوا: لا.

م- وذکر شطرا منه إبن عبدالبر في الاستيعاب 3 ص 35 هامش الاصابة مسندا قال: حدثنا عبدالوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا عمرو بن حماد القناد قال: حدثنا اسحق بن إبراهيم الازدي عن معروف بن خربوذ عن زياد بن المنذر عن سعيد بن محمد الازدي عن أبي الطفيل).

وقال الطبري في تفسيره 3 ص 418 في قوله تعالي إنما وليکم الله ورسوله. الآية: إن علي بن أبي طالب کان أعرف بتفسير القرآن من هؤلاء الروافض فلو کانت هذه الآية دالة علي إمامته لاحتج بها في محفل من المحافل، وليس للقوم أن يقولوا: إنه ترکه للتقية فإنهم ينقلون عنه انه تمسک يوم الشوري بخبر الغدير وخبر المباهلة وجميع فضايله ومناقبه ولم يتمسک ألبتة بهذه الآية في إثبات إمامته. اه.

وأنت تعلم أن الطبري في إسناد رواية الاحتجاج بحديث الغدير وغيره إلي الروافض فحسب مندفع إلي ما يتحراه بدافع العصبية، فقد عرفت إسناد الخوارزمي الحنفي عن مشايخه الائمة الحفاظ وهم عن مثل أبي يعلي وإبن مردويه من حفاظ الحديث وأئمة النقل، کما أنا أوقفناک علي تصريح إبن حجر بإخراج الحافظ الدارقطني من غير غمز فيه، وإخراج الحافظ إبن عقدة، والحافظ العقيلي، وسمعت کلمة إبن أبي الحديد وحکمه باستفاضة حديث الاحتجاج وما صح منه عنده.

ومن ذلک کله تعرف قيمة ما جنح اليه السيوطي في اللئالي المصنوعة 1 ص 187 من الحکم بوضع الحديث لمکان زافر ورجل مجهول في إسناد العقيلي، وقد أوقفناک

[صفحه 163]

علي أسانيد ليس فيها زافر ولا مجهول، وهب أنا غاضيناه علي الضعف في زافر فهل الضعف بمجرده يحدو إلي الحکم البات بالوضع؟ کما حسبه السيوطي في جميع الموارد من لئاليه خلاف ما ذهب إليه المؤلفون في الموضوعات غيره، لا. وإنما هو من ضعف الرأي وقلة البصيرة فان أقصي ما في رواية الضعفاء عدم الاحتجاج بها وإن کان للتأييد بها مما لا بأس به، علي أنا نجد الحفاظ الثقات المتثبتين في النقل ربما أخرجوا عن الضعفاء لتوفر قراين الصحة المحفوفة بخصوص الرواية أو بکتاب الرجل الخاص عندهم فيروونها لاعتقادهم بخروجها عن حکم الضعيف العام أو لاعتقادهم بالثقة في نقل الرجل وإن کان غير مرضي في بقية أعماله، راجع صحيحي البخاري ومسلم وبقية الصحاح والمسانيد تجدها مفعمة بالرواية عن الخوارج والنواصب، وهل ذلک إلا للمزعمة التي ذکرناها؟ علي أن زافرا وثقه أحمد وإبن معين وقال أبوداود: ثقة کان رجلا صالحا. وقال أبوحاتم:محله الصدق[5] وقلد السيوطي في طعنه هذا الذهبي في ميزانه حيث رأي الحديث منکرا غير صحيح وجاء بعده إبن حجر وقلده في لسانه وإتهم زافرا بوضعه، وقد عرف الذهبي وإبن حجر من عرفهما بالميزان الذي فيه ألف عين، وباللسان الذي لا يبارحه الطعن لاغراض مستهدفة، وهلم إلي تلخيص الذهبي مستدرک الحاکم تجده طعانا في الصحاح مما روي في فضايل آل الله، وما الحجة فيه إلا عداءه المحتدم وتحيزه إلي من عداهم، وحذا حذوه إبن حجر في تآليفه.



صفحه 160، 161، 162، 163.





  1. کذا في النسخ،والصحيح: ابي دارم،هو ابن أبي دارم الکوفي سمع عنه التلعکبري له منه اجازة.
  2. نقله عن ابن عقدة شيخ الطايفة في اماليه ص 7 و 212.
  3. أبوجعفر محمد بن عمرو بن موسي صاحب کتاب الضعفاء، قال الحافظ القطان: أبوجعفر ثقة جليل القدر عالم بالحديث مقدم في الحفظ توفي 322 ترجمه المذهبي في التذکرة 3 ص 52.
  4. حکاه عن العقيلي الذهبي في ميزانه ج 205 1، وابن حجر في لسانه 2 ص 157.
  5. راجع تهذيب التهذيب 3 ص 304.