كلمة الأمام زين العابدين











کلمة الأمام زين العابدين



وهيهنا کلمة قدسية لسيدنا ومولانا زين العابدين الامام الطاهر علي بن الحسين صلوات الله عليهما وآلهما لا منتدح عن إثباتها، وهي قوله في دعائه إذا إعترف بالتقصير عن تأدية الشکر من صحيفته الشريفة:

أللهم؟ إن أحدا لا يبلغ من شکرک غاية إلا حصل عليه من إحسانک ما يلزمه شکرا،ولا يبلغ مبلغا من طاعتک وإن اجتهد إلا کان مقصرا دون إستحقاقک بفضلک، فأشکر عبادک عاجز عن شکرک وأعبدهم مقصر عن طاعتک، لا يجب لاحد أن تغفر له بإستحقاقه، ولا أن ترضي عنه باستيجابه، فمن غفرت له فبطولک، ومن رضيت عنه فبفضلک، تشکر يسير ما شکرت به، وتثيب علي قليل ما تطاع فيه، حتي کأن شکر عبادک الذي أوجبت عليهم ثوابهم، وأعظمت عنه جزائهم، أمر ملکوا إستطاعة الامتناع منه دونک فکافيتهم، أو لم يکن سببه بيدک فجازيتهم، بل ملکت ياإلهي أمرهم قبل أن يملکوا عبادتک، وأعددت ثوابهم قبل أن يفيضوا في طاعتک، وذلک أن سنتک الافضال، وعادتک الاحسان، وسبيلک العفو، فکل البرية معترفة بأنک غير ظالم لمن عاقبت، وشاهدة بانک متفضل علي من عافيت، وکل مقر علي نفسه بالتقصير عما إستوجبت، فلو ان الشيطان يختدعهم عن طاعتک، ما عصاک عاص، ولولا أنه صور لهم الباطل في مثال الحق، ما ضل عن

[صفحه 411]

طريقک ضال، فسبحانک ما أبين کرمک في معاملة من أطاعک أو عصاک، تشکر للمطيع ما أنت توليته له، وتملي للعاصي فيما تملک معاجلته فيه، أعطيت کلا منهما ما لم يجب له، وتفضلت علي کل منهما بما يقصر عمله عنه، ولو کافأت المطيع علي ما أنت توليته لاوشک أن يفقد ثوابک، وأن تزول عنه نعمتک، ولکنک بکرمک جازيته علي المدة القصيرة الفانية بالمدة الطويلة الخالدة، وعلي الغاية القريبة الزائلة بالغاية المديدة الباقية.

ثم لم تسمه القصاص فيما أکل من رزقک الذي يقوي به علي طاعتک، ولم تحمله علي المناقشات في الآلات التي تسبب بإستعمالها إلي مغفرتک، ولو فعلت ذلک به لذهب بجميع ما کدح له، وجملة ما سعي فيه، جزاء للصغري من أياديک ومننک، ولبقي رهينا بين يديک بسائر نعمک، فمتي کان يستحق شيئا من ثوابک لامتي؟ إلخ.

وفي يوم الغدير صلاة ألف فيها أبوالنضر العياشي، والصابوني المصري کتابا مفردا، راجع فيها وفي الادعية المأثورة يوم ذاک إلي التآليف المعدة لها.

هذا کتاب أنزلناه مبارک فاتبعوه

واتقوا لعلکم ترحمون

«ألانعام 155»



صفحه 411.