الحجر الأسود ينفع و يضرّ











الحجر الأسود ينفع و يضرّ



في تاريخ دمشق لابن عساکر الشافعي، بإسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: خرجنا حجّاجاً مع عمر بن الخطّاب، فلمّا دخل الطواف استلم الحجر و قبّله، و قال: إنّي لأعلم أنّک حجر لا تضرّ و لا تنفع، و لو لا أنّي رأيت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقبّلک ما قبّلتک.

قال أبوسعيد: ثمَّ مضي في الطّواف، فقال له عليّ بن أبي طالب: «يا أميرالمؤمنين،إنّه ليضرّ و ينفع».

فقال له عمر: بمَ قلتَ ذلک؟ قال: «بکتاب اللَّه».

قال: و أين ذلک من کتاب اللَّه؟ قال عليه السلام: «قول اللَّه عزّوجلّ: «وَ إذَا أَخَذَ ربُّکَ مِنَ بَني آدَمَ مِنْ ظُهُورِهم ذرِّيَّتَهُم و أشهَدَهُم عَلي أنْفُسِهِم ألستُ بربِّکُم قالُوا بَلا»،[1] قال عليه السلام: «لمّا خلق اللَّه آدم عليه السلام مسح منکبه فخرجت ذريّته مثل الذّر، فعرّفهم بنفسه أنّه الربّ و أنّهم العبيد، و أقرّوا بذلک علي أنفسهم، و أخذ ميثاقهم بذلک، و کتبه في رَقٍّ أبيض».

قال: «و کان هذا الرّکن الأسود يومئذ له لسانان و شفتان و عينان، فقال له: افتح فاک. ففتح فاه فألقمه ذلک الرَّقّ، و جعله في موضعه، و قال له: تشهد لمن و افاک بالموافاة إلي يوم القيامة».

قال أبوسعيد: فقال له عمر بن الخطّاب: لا بقيتُ في قوم لستَ فيهم

[صفحه 194]

أباحسن، أو قال: لا عشتُ في قوم لستَ فيهم أباحسن.[2] .



صفحه 194.





  1. الأعراف، 172.
  2. ترجمة الإمام عليّ عليه السلام من تاريخ دمشق، ج 3، ص 40، رقم 73؛ مناقب الخوارزمي، 51.