اسئلة ابن الكوّاء له











اسئلة ابن الکوّاء له



و جوابه روي الجويني بسنده عن وهب بن عبداللَّه، عن أبي الطفيل، قال: شهدت عليّاً عليه السلام و هو يخطب و يقول: «سلوني، فواللَّه لا تسألوني عن شي ء يکون إلي يوم القيامة إلّا حدّثتُکم به!!. و سلوني عن کتاب اللَّه عزّوجلّ، ما منه آية إلّا و أنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، أم بسهل نزلت أم في جبل».

قال أبوالطفيل: فقال ابن الکوّاء و أنا بينه و بين عليّ عليه السلام و هو خلفي: فما «الذَّارياتِ ذَرواً، فالحَامِلاتِ وِقْراً، فالجَاريات يُسْراً، فَالمُقسّمِاتِ أمراً».[1] .

فقال: «ويلک سل تفقُّهاً، و لا تسأل تعنّتاً، سل عمّا يعنيک، و دع ما لا يعنيک».

قال: فواللَّه إنّ هذا ليعنيني. قال عليه السلام: «الذاريات ذروا: الرياح، و الحاملات وقراً: السحاب، و الجاريات يسراً: السنن، و المقسمات أمراً: الملائکة».

قال: أفرأيت السواد الذي في القمر، ما هو؟

قال عليه السلام: «أعمي سأل عن عمياء، أما سمعت اللَّه عزّوجلّ يقول: «وَ جَعَلنا اللّيلَ و النَّهارَ آيَتَينِ فَمَحَونَا آيَة اللَّيلِ» الآية[2] ، فذلک محوه و السواد الّذي فيه».

قال: أفرأيت ذا القرنين، أنبيّاً کان، أم ملکاً؟

قال عليه السلام: «و لا واحداً منهما، و لکنّه کان عبداً صالحاً أحبّ اللَّه فأحبّه اللَّه، و ناصح اللَّه فناصحه اللَّه، دعا قومه إلي الهُدي فضربوه علي قرنه، فمکث ما شاء اللَّه، ثمّ دعاهم إلي الهُدي فضربوه علي قرنه الآخر، و لم يکن له قرنان کقرن الثور».

قال: أفرأيت هذا القوس، ما هو؟

قال عليه السلام: «علامة کانت بين نوح النبيّ و بين ربّه، أمان من الغرق».

قال: أفرأيت البيت المعمور، ما هو؟

[صفحه 191]

قال عليه السلام: «ذاک الضراح فوق سبع سماوات تحت العرش، يدخله کلّ يوم سبعون ألف ملک، لا يعودون فيه إلي يوم القيامة».

قال: فمن «الَّذينَ بدّلوا نِعمَة اللَّه کُفْراً و أحَلُّوا قَومَهُم دَار البَوار»؟[3] .

قال عليه السلام: «الأفجران من قريش بنو أُميّة و بنو مخزوم، و قد کفيتهم يوم بدر».

قال: فمن «الَّذينَ ضَلّ سَعيُهُم في الحَياة الدُّنيا و هُم يَحْسَبُونَ أنَّهُمْ يُحْسِنونَ صُنْعاً»؟[4] .

قال عليه السلام: «کان أهل حروراء منهم».[5] .

[صفحه 192]



صفحه 191، 192.





  1. الذاريات، 1 الي 4.
  2. الإسراء، 12.
  3. إبراهيم، 28.
  4. الکهف، 104.
  5. فرائد السمطين، ج 1، ص 394، ح 331؛ و أهل حروراء: خوارج النهروان.