قوله: سلوني قبل أن تفقدوني











قوله: سلوني قبل أن تفقدوني



إن نظرنا إلي علم مولانا عليّ بن أبي طالب عليه السلام وجدنا ينبوعاً و مورداً لا ينضب، فهو الذي يقول علي ملأ من النّاس: «سَلُوني قَبلَ أن تَفقِدُوني» و من ذا الّذي يتجتري ء من النّاس أن يقول هذا الکلام علي المنبر في اُلوف من الخلق؟ و ما يؤمنه أن يسأله سائل عن مسألة لا يکون عنده جوابها فيخجله فيها؟ لا يجتري ء علي هذه الدعوي إلّا من يثق بنفسه بأنّ عنده جواب کلّ ما يُسأل عنه.

و هل المسألة مختصّة بعلم من العلوم أو ناحية من النواحي حتّي يجرؤ أحد علي هذا الکلام دون أن يکون مؤيداً بتأييد إلهي، و واثقاً من نفسه کلّ الوثوق بأنّه لا يغيب عنه جواب مسألة، مهما دقّت و أشکلت؟ إنّ هذا المقام يقصر العقل عن الإحاطة به.