اقرار العقاد في أعلميّة عليّ











اقرار العقاد في أعلميّة عليّ



قال في عليّ عليه السلام: و أحسن الإسلام علماً و فقهاً، کما أحسنه عبادة و عملاً، فکانت فتاواه مرجعاً للخلفاء و الصحابة في عهود أبي بکر و عمر و عثمان، و ندُرتْ مسألة من مسائل الشّريعة لم يکن له رأي فيها يؤخذ به، أو تنهض له الحجّة بين أفضل الآراء، إلّا أنّ المزية الّتي امتاز بها عليّ عليه السلام بين فقهاء الإسلام في عصره، أنّه جعل الدّين موضوعاً من موضوعات التفکير و التأمّل، و لم يقصره علي العبادة و إجراء الأحکام، فإذا عرف في عصره اُناس فقهوا في الدّين ليصحّحوا عباداته و يستنبطوا منه أقضيته و أحکامه، فقد امتاز عليّ عليه السلام بالفقه الّذي يُراد به الفکر المحض و الدراسة الخالصة، و أمعن فيه ليغوص في أعماقه علي الحقيقة العلميّة أو الحقيقة الفلسفيّة کما نسمّيها في هذه الأيّام، و يصحّ أن يقال: إنّ عليّاً عليه السلام أبو علم الکلام في الإسلام- الي أن قال:-و قيل لابن عبّاس: أين علمک من علم

[صفحه 184]

ابن عمّک؟ فقال: کنسبة قطرة من المطر إلي البحر المحيط.[1] .



صفحه 184.





  1. عبقرية الإمام عليّ عليه السلام، ص 47.