عمر بن الخطاب يحيل اليهودي في مسائله إلي عليّ











عمر بن الخطاب يحيل اليهودي في مسائله إلي عليّ



في فرائد السمطين: بسنده عن أبي الطفيل، قال: شهدت جنازة أبي بکر يوم مات، و شهدت عمر حين بويع، و عليّ عليه السلام جالس ناحية، إذ أقبل غلام يهودي، عليه ثياب حسان، و هو من ولد هارون، حتّي قام علي رأس عمر، فقال: يا أميرالمؤمنين، أنت أعلم هذه الاُمّة بکتابهم و أمر نبيّهم؟

قال: فطأطأ عمر رأسه، فقال له الغلام: إيّاک أعني. و أعاد عليه القول، فقال له عمر: ما ذاک؟ قال: إنّي جئتک مرتاداً لنفسي شاکّاً في ديني. فقال: دونک هذا الشابّ.

قال: و من هذا الشّاب؟ قال: هذا عليّ بن أبي طالب، ابن عمّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، و هو أبوالحسن و الحسين، و زوج فاطمة بنت رسول اللَّه عليهم السلام.

فأقبل اليهودي علي عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال: أکذلک أنت؟ قال: «نعم».قال: فإنّي اُريد أن أسألک عن ثلاث و ثلاث و واحدة. قال: فتبسّم عليّ عليه السلام و قال: «يا هاروني، ما منعک أن تقول: سبعاً؟».

قال: أسألک عن ثلاث، فإن علمتهنّ سألت عمّا بعدهنّ، و إن لم تعلمهنّ علمت أنّه ليس فيکم علم. قال عليّ عليه السلام: «ألا فإنّي أسألک بالذي تعبد، لئن أنا أجبتک في کلّ ما تريد، لتدعنّ دينک، و لتدخلنّ في ديني؟». قال: ما جئت إلّا لذلک. قال: «فاسأل؟». قال: فأخبرني عن أوّل قطرة وقعت علي وجه الأرض، أيّ قطرة هي؟ و أوّل عين فاضت علي وجه الأرض، أيّ عين هي؟ وأوّل شي ء اهتزّ علي وجه الأرض، أيّ شي ء هو؟ فأجابه أميرالمؤمنين عليه السلام. قال: «فأخبرني عن الثلاث الاُخر». قال: أخبرني عن محمّد صلي الله عليه و آله، کم بعده من إمام عدل؟ و في أيّ جنّة يکون؟ و من يساکنه معه في جنّته؟ فقال: «يا هاروني، إنّ لمحمّد صلي الله عليه و آله من الخلفاء اثني عشر إماماً عادلاً، لا يضرّهم من خذلهم، و لا يستوحشون لخلاف من خالفهم، و إنّهم أرسي في الدّين من الجبال الرواسي في الأرض، و يسکن محمّدصلي الله عليه و آله في

[صفحه 183]

جنّته مع اُولئک الاثني عشر إماماً العدل».

قال: صدقت، و اللَّه الذي لا إله إلّا هو، إنّي لأجدها في کتب أبي هارون، کتبه بيده و أملاه موسي عمّي عليهماالسلام.

قال: «و أخبرني عن الواحدة». قال: أخبرني عن وصيّ محمّد صلي الله عليه و آله کم يعيش بعده؟ و هل يموت أو يقتل؟ قال: «يا هاروني، يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوماً و لا ينقص يوماً، ثمّ يضرب ضربة هاهنا- يعني قرنه- فتخضب هذه من هذا».

قال: فصاح الهاروني و قطع تسبيحه و هو يقول: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وحده لا شريک له.[1] .



صفحه 183.





  1. المصدر السابق، ج 1، ص 354، ح 280.