في سبب هذه التكنية











في سبب هذه التکنية



1- في صحيح البخاري، بالاسناد عن عبدالعزيز بن أبي حازم، عن أبيه: أنّ رجلاً جاء إلي سهل بن سعد، فقال: هذا فلان، لأمير المدينة، يدعو علياً عند المنبر. قال: فيقول ماذا؟ قال: يقول له أبو تراب. فضحک، قال: و اللَّه ما سمّاه إلّا النبيّ صلي الله عليه و آله، و ما کان له اسم أحبّ إليه منه... الحديث.[1] .

2- و روي ابن المغازلي الشافعي، بسنده عن عمار بن ياسر، قال: کنت أنا و عليّ بن أبي طالب عليه السلام رفيقين في غزوة العشيرة، فلمّا نزلها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و أقام بها، إذ هناک ناس من بني مُدلج يعملون في عين لهم في نخيل، فقال عليّ: «يا أبا اليقظان، هل لک في أن نأتي هؤلاء فننظر کيف يعملون؟». قال: قلت: إن شئت.

قال: فجئناهم فنظرنا إلي عملهم ساعة، ثمَّ غشينا النوم، فانطلقت أنا و عليّ عليه السلام حتّي اضطجعنا في صور من النخل و في دقعائها[2] ، فواللَّه ما أهَبَّنا إلّا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يحرّکنا برجله، و قد تترّبنا من تلک الدقعاء الّتي نمنا فيها، فيومئذٍ قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعليّ عليه السلام: «مالک، يا أبا تراب؟» لما يري عليه من التراب، ثمّ قال: «ألا اُحدّثکم بأشقي النّاس رجلين؟». قلنا: بلي، يا رسول اللَّه.

قال: «أُحيمر ثمود الّذي عقر الناقة، و الّذي يضربک يا عليّ علي هذه» و وضع يده علي قرنه «حتّي تبتلّ منه هذه» و أخذ بلحيته.[3] .

3- و روي الطبراني وغيره، عن ابن عبّاس، قال: لمّا آخي النبيّ صلي الله عليه و آله بين

[صفحه 27]

أصحابه من المهاجرين و الأنصار، فلم يؤاخِ بين عليّ بن أبي طالب عليه السلام و بين أحد منهم، خرج عليّ عليه السلام مغضباً حتّي أتي جدولاً فتوسّد ذراعه، فسفت عليه الرّيح، فطلبه النبيّ صلي الله عليه و آله حتّي وجده، فوکزه برجله، فقال له: «قم، فما صلحت أن تکون إلّا أبا تراب، أغضبت عليَّ حين آخيتُ بين المهاجرين و الأنصار، و لم اُؤاخ بينک و بين أحد منهم؟! أما ترضي أن تکون منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه ليس بعدي نبيّ؟! ألا من أحبّک حُفَّ بالأمن و الإيمان، و من أبغضک أماته اللَّه ميتةً جاهليةً، و حوسب بعمله في الإسلام».[4] .

4- و روي الجويني و ابن عساکر الشافعي، بإسنادهما عن حفص بن جميع: قال حدّثني سمّاک بن حرب، قال: قلت لجابر: إنّ هؤلاء القوم يَدعونني إلي شتم عليّ!!

قال: و ما عسيت أن تشتمه به؟

قال: اُکنّيه بأبي تراب.

قال: (فواللَّه ما کانت لعليّ عليه السلام کنية أحبّ إليه من أبي تراب)[5] ، إنّ النبيّ آخي بين النّاس و لم يؤاخِ بينه و بين أحد، فخرج مغضباً حتّي أتي کثيباً من رمل، فنام عليه، فأتاه النبيّ صلي الله عليه و آله فقال: «قم يا أبا تراب» و جعل ينفض التراب عن ظهره و بردته، و يقول: «قم يا أبا تراب، أغضبت أن آخيتُ بين النّاس و لم اُؤاخ بينک و بين أحد؟». قال: «نعم». قال: «أنت أخي، و أنا أخوک».[6] .

[صفحه 28]



صفحه 27، 28.





  1. صحيح البخاري، ج 5، ص 88، ح 199.
  2. صور النخل: صغاره، و الدقعاء: التراب، و الأرض لانبات فيها.
  3. المناقب لابن المغازلي، ص 8، ح 5؛ مسند أحمد، ص 263؛ فرائد السمطين، ج 1، ص 316/384.
  4. المعجم الکبير للطبراني، ج 11، ص 62، ح 11092؛ مناقب الخوارزمي، ص 7.
  5. ما بين القوسين قد سقط من فرائد السمطين و موجود في تاريخ دمشق.
  6. فرائد السمطين، ج 1، ص 117؛ ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق، ج 1، ص 23، ح 33.