علي وارث علم النبيّين
و عليّ عليه السلام عالم بجميع العلوم و الفنون، فليس علمه منحصراً في مورد خاصّ دون مورد، و نحن لا نستطيع أن نعرف علمه و مدي إيمانه باللَّه تعالي، بل المطّلع علي علمه و فضائله اللَّه تعالي و رسولُه. و مجمل القول: الروايات الواردة من طرق العامّة و الخاصّة عن النبيّ الأکرم صلي الله عليه و آله الدالّة علي غزارة علم أميرالمؤمنين عليه السلام و إحاطته بعلوم الأنبياء کثيرة تبلغ حدّ التواتر بحيث أذعن مخالفوه و معاندوه لعظمة شأنه عليه السلام، و فيما يلي بعض هذه الروايات: 1- عن أنس بن مالک، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «من أراد أن ينظر إلي علم آدم وفقه نوح، فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب عليه السلام».[1] . [صفحه 178] 2- و عن أبي الحمراء، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، و إلي نوح في فهمه، و إلي إبراهيم في حلمه، و إلي يحيي بن زکريا في زهده، و إلي موسي في بطشه، فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه»[2] . 3- و عن عباية، عن ابن عباس، عن النبي صلي الله عليه و آله، قال: «عليّ عيبة علمي».[3] . 4- و عن عليّ عليه السلام أنّه قال: «علّمني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ألف باب، کلّ باب يفتح لي ألف باب».[4] . 5- و عن عبداللَّه بن مسعود، قال: إنّ القرآن أنزل علي سبعة أحرف، ما منها حرف إلّا له ظهر و بطن، و إنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام عنده منه علم الظاهر و الباطن.[5] . 6- و عن عطاء، عن عائشة، قالت: عليّ أعلم النّاس بالسنّة.[6] . 7- و عن عبدالملک بن أبي سليمان، قال: قلت للعطاء بن أبي رباح: أکان في أصحاب محمّد صلي الله عليه و آله أعلم من عليّ بن أبي طالب عليه السلام؟. قال: لا، و اللَّه ما أعلمه.[7] . 8- و عن أبي بکر محمّد بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: «کنت إذا سألته- يعني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- أجابني، و إن سکتُّ ابتدأني، و ما نزلت عليه آيةٌ إلّا قرأتها و علمت تفسيرها و تأويلها، و دعا اللَّه [صفحه 179] لي أن لا أنسي شيئاً علّمني إيّاه، فما نسيت من حرام و لا حلال، و أمر و نهي، و طاعة و معصية، و لقد وضع يده علي صدري، و قال: اللّهم املأ قلبه علماً و فهماً و حکماً و نوراً. ثمّ قال لي: أخبرني ربّي عزّوجلّ أنّه قد استجاب لي فيک».[8] . 9- و عن عبداللَّه بن عمرو، أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال في مرضه: «ادعوا لي أخي»، فدُعي له عثمان، فأعرض عنه. ثمّ قال: «ادعوا لي أخي» فدُعي له عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فستره بثوب، و انکبّ عليه، فلمّا خرج من عنده قيل له: ما قال النبيّ صلي الله عليه و آله لک؟ قال: «علّمني ألف باب، يفتح کلّ باب ألف باب».[9] . 10- و قال صلي الله عليه و آله: «عليّ باب علمي، و مبيّن لأُمّتي ما أُرسلت به من بعدي».[10] . و کلّ هذه الأخبار وغيرها دالّة بالصراحة و العيان علي أنّه عليه السلام وارث علم النبيّ صلي الله عليه و آله، و أنّه أعلم الصحابة وأعرفهم بالعلوم الإلهيّة، وأعملهم بسنّة الرسول المصطفي صلي الله عليه و آله. [صفحه 180]
کان لعليّ عليه السلام مراتب من العلم و الفضل لا يحتملها بعد النبيّ صلي الله عليه و آله غيره أبداً، فهو وارث علم جميع الأنبياء و المرسلين من الأوّلين و الآخرين من آدم و نوح و إبراهيم و موسي و عيسي و هَلُمَّ جَرَّاً إلي النبيّ الأعظم الخاتم صلي الله عليه و آله.
صفحه 178، 179، 180.