رد الشمس لأجله











رد الشمس لأجله



ممّا أظهره اللَّه تعالي من الأعلام الباهرة علي يد أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ما استفاضت به الأخبار، و رواه علماء السير و الآثار، و نظمت فيه الشعراء الأشعار، رجوع الشمس له مرّتين: في حياة النبيّ صلي الله عليه و آله مرّة، و بعد وفاته اُخري، و ذلک في بابل عند خلافته عليه السلام، و فيما يلي بعض الأخبار في هذا الخصوص:

1- کان من حديث رجوعها عليه في المرّة الاُولي، ما روته أسماء بنت عُميس، و اُمّ سلمة زوجة النبيّ صلي الله عليه و آله، و جابر بن عبداللَّه الأنصاري، و أبوسعيد الخدري، و جماعة من الصحابة: أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله کان ذات يوم في منزله و عليّ عليه السلام بين يديه، إذ جاءه جبرئيل عليه السلام يناجيه عن اللَّه سبحانه، فلمّا تغشّاه الوحي توسّد فخذ أميرالمؤمنين عليه السلام،فلم يرفع رأسه عنه حتّي غربت الشمس، فاضطرّ أميرالمؤمنين لذلک إلي صلاة العصر،فصلّي أميرالمؤمنين عليه السلام جالساً يومي ء برکوعه و سجوده إيماءً، فلمّا أفاق صلي الله عليه و آله من غشيته، قال لأميرالمؤمنين عليه السلام: «أفاتتک صلاة العصر؟».

قال: «لم أستطع أن اُصلّيها قائماً لمکانک يا رسول اللَّه، و الحال الّتي کنتَ

[صفحه 167]

عليها في استماع الوحي».

فقال له صلي الله عليه و آله: «اُدع اللَّه حتّي يردّ عليک الشمس لتصلّيها قائماً في وقتها کما فاتتک، فانّ اللَّه تعالي يجيبک لطاعتک للَّه و لرسوله».

فسأل أميرالمؤمنين اللَّه في ردّ الشمس: فردّت عليه حتّي صارت في موضعها من السماء وقت صلاة العصر، فصلّي أميرالمؤمنين عليه السلام صلاة العصر في وقتها، ثمّ غربت.

فقالت أسماء: أما و اللَّه، لقد سمعنا لها عند غروبها صريراً کصرير المنشار في الخشب.[1] .

2- و في المناقب لابن المغازلي: عن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عُميس، قالت: کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يوحي إليه و رأسه في حجر عليّ، فلم يُصَلّ العصر حتّي غربت الشمس، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «صلّيت يا عليّ»؟ «قال: «لا». فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «اللّهمّ إنّ عليّاً کان علي طاعتک و طاعة رسولک، فاردُد عليه الشمس» فرأيتها غربت، ثمّ رأيتها طلعت بعد ما غَرَبت.[2] .

3- و روي المحبّ الطبري في الرياض النضرة، عن أسماء بنت عميس، و قالت: کان رأس رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في حجر عليّ عليه السلام، فکره أن يتحرّک حتّي غابت الشمس، فلم يصلِّ العصر، ففزع النبيّ صلي الله عليه و آله و ذکر له عليّ عليه السلام أنّه لم يصلّ العصر،

[صفحه 168]

فدعا رسولُ اللَّه صلي الله عليه و آله اللَّه عزّوجلّ أنْ يردّ الشمس عليه، فأقبلت الشمس لها خوار حتّي ارتفعت قدر ما کانت في وقت العصر، قال: فصلّي

ثمّ رجعت.[3] .

4- و روي المحبّ الطبري أيضاً، عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام، قال: «کان رأس رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في حجر عليّ عليه السلام، و هو يُوحي إليه، فلمّا سُرّي عنه، قال: يا عليّ، صلّيت العصر؟ قال: لا، قال: اللّهم إنّک تعلم إن کان في حاجتک و حاجة نبيّک فُردّ عليه الشمس، فردّها عليه فصلّي، و غابت الشمس».[4] .

5- و روي السيوطي في الخصائص الکبري، عن أبي هريرة، قال: نام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و رأسه في حجر عليّ عليه السلام و لم يکن صلّي العصر حتّي غربت الشمس، فلمّا قام النبيّ صلي الله عليه و آله دعا له فردّت عليه الشمس حتّي صلّي، ثمّ غابت ثانية.[5] .



صفحه 167، 168.





  1. للتحقّق من تواتر الحديث، راجع طرقه في ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق، ج 2، ص 283 الي 305؛ کفاية الطالب، ص 381 الي 388؛ البداية و النهاية، ج 6، ص 80؛ الصواعق المحرقة، ص 128؛ المناقب لابن المغازلي، ص 96، ح 140، ص 98، ح 141؛ المناقب للخوارزمي، ص 217؛ الرياض النضرة، ج 3، ص 140؛ مجمع الزوائد، ج 8، ص 297؛ نور الأبصار، ص 33.
  2. المناقب لابن المغازلي الشافعي، ص 96، ح 140؛ ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق، ج 2، ص 283، ح 807، مع اختلاف يسير في لفظه.
  3. الرياض النضرة، ج 3، ص 141.
  4. الرياض النضرة، ج 4، ص 140، دارالکتب العلمية، بيروت.
  5. الخصائص الکبري، ج 2، ص 137.