المناجاة











المناجاة



2- و أخرج جمع من العامّة منهم الخوارزمي و الجويني و ابن مردويه، عن علي بن محمّد بن المنکدر، عن اُم سلمة زوج النبيّ صلي الله عليه و آله- و کانت من ألطف نسائه و أشدّهنّ له حبّاً- قال: و کان لها مولي أحضنها و ربّاها، و کان لا يصلّي صلاةً إلّا سبّ عليّاً عليه السلام و شتمه، فقالت له: يا أبه ما حملک علي سبّ عليّ؟

قال: لأنّه قتل عثمان و شرک في دمه!!

قالت له: لو لا أنّک مولاي و ربيتني، و أنّک عندي بمنزلة والدي ما حدّثتک بسرّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، و لکن اجلس حتّي اُحدّثک عن عليّ و ما رأيته في حقّه.

قالت: قد أقبل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- و کان يومي، و إنّما کان نصيبي في تسعة أيّام

[صفحه 164]

يوماً واحداً- فدخل و هو مخلّل أصابعه في أصابع عليّ، واضعاً يده عليه، فقال: «يا اُمّ سلمة، اخرجي عن البيت، و أخليه لنا» فخرجت، فأقبلا يتناجيان و أنا أسمع الکلام، و لا أدري ما يقولان حتّي إذا قلت: قد انتصف النّهار، فأقبلت فقلت:السّلام عليک، يا رسول اللَّه، ألج؟ فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «لا تلجي و ارجعي مکانک».

ثمّ تناجيا طويلاً حتّي قام عمود الظهر، فقلت: ذهب يومي و شغله عليّ، فأقبلت أمشي حتّي وقفت علي الباب، فقلت: السلام عليکم، ألج؟ فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «لا تلجي».

فرجعت فجلست حتّي إذا قلت: قد زالت الشمس، الآن يخرج إلي الصلاة فيذهب يومي، و لم أرقطّ يوماً أطول منه، فأقبلت أمشي حتّي وقفت علي الباب، و قلت: السلام عليکم ألج؟ فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «نعم».

فدخلت و عليّ واضع يده علي رکبة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، قد أدني فاه من اُذن النبيّ صلي الله عليه و آله، و فم النبيّ علي اُذن عليّ يتسارّان، و عليّ يقول: أفأمضي و أفعل؟ و النبيّ صلي الله عليه و آله يقول: نعم، فدخلتُ و عليّ معرض وجهه حتّي دخلت فخرج.

فأخذني النبيّ صلي الله عليه و آله في حجره فأصاب منّي ما يصيب الرجل من أهله من اللطف و الاعتذار، ثمّ قال: «يا اُمّ سلمة لا تلوميني، فإنّ جبرئيل أتاني من اللَّه بما هو کائن بعدي، و أمرني أن اُوصي به عليّاً من بعدي، و کنت بين جبرئيل و بين عليّ، جبرئيل عن يميني، و عليّ عن شمالي، فأمرني جبرئيل أن آمر عليّاً بما هو کائن بعدي إلي يوم القيامة فاعذريني و لا تلوميني، إنّ اللَّه عزّوجلّ اختار من کلّ اُمّة نبيّاً، و لکلّ نبي وصيّاً، فأنا نبيّ هذه الاُمّة، و عليّ وصييّ في عتري و أهل بيتي و اُمّتي من بعدي».[1] .

[صفحه 165]

3- و في تاريخ دمشق لابن عساکر الشافعي و غيره: عن ابن بريدة، عن أبيه، قال:قال النبيّ صلي الله عليه و آله: «لکلّ نبيّ وصيّ و رارث، و إنّ عليّاً عليه السلام وصييّ و وارثي».[2] .

4- و أخرج أحمد بن حنبل في الفضائل، باسناده عن أنس بن مالک. قال: قلنا لسلمان: سل النبيّ صلي الله عليه و آله من وصيّه؟ فقال له سلمان: يا رسول اللَّه، من وصيّک؟ فقال: «يا سلمان، من کان وصيّ موسي؟» فقال: يوشع بن نون.قال: فقال: «فانّ وصيي و وارثي يقضي ديني و ينجز وعدي علي بن أبي طالب».[3] .

5- و أخرج الجويني في فرائده، عن أبي ذرالغفاري رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «أنا خاتم الأنبياء، و أنت يا عليّ خاتم الأوصياء إلي يوم الدين».[4] .

[صفحه 166]



صفحه 164، 165، 166.





  1. فرائد السمطين، ج 1، ص 270، ح 211؛ مناقب الخوارزمي، ص 89.
  2. ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق، ج 3، ص 5، ح 1022؛ مناقب ابن المغازلي، ص 200، ح 238؛ مناقب الخوارزمي، ص 42.
  3. فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ج 2، ص 561، ح 1052.
  4. فرائد السمطين، ج 1، ص 147، ح 110.