علي أول من آمن و صلّي مع الرسول











علي أول من آمن و صلّي مع الرسول



لقد سبق علي عليه السلام الناس کلّهم في الايمان باللَّه و رسوله، و يمکن القول إنّه عليه السلام ولد مسلماً، و لم يعش الشرک لحظة واحدة في حياته، لأنه حظي بالتربية النبوية منذ نعومة أظفاره، و يدلّ علي ذلک روايات کثيرة تبلغ حدّ التواتر، و استقصاؤها مشکل جداً، و لذا نکتفي بجملة منها حتي تعرف بأن هذه الفضيلة الفريدة له، هي من مظاهر الاصطفاء الالهي المتجسّدة في شخص علي عليه السلام.

1- روي ابن عبدالبر المالکي، عن حبّة العرني، قال: سمعت علياً عليه السلام يقول:«لقد عبدت اللَّه قبل أن يعبده أحد من هذه الاُمّة خمس سنين.»[1] .

2- و روي الطبري، عن زيد بن أرقم، قال: أوّل من أسلم مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي بن أبي طالب.[2] .

[صفحه 143]

3- و عنه أيضاً: «کان أوّل ذکر آمن برسول اللَّه صلي الله عليه و آله و صلي معه و صدّقه بما جاءه من عند اللَّه علي بن أبي طالب عليه السلام، و هو يومئذٍ ابن عشر سنين.»[3] .

4- و روي شهاب الدين ابن حجر العسقلاني، بسنده عن ليلي الغفارية، قالت: کنت أغز و مع النبيّ صلي الله عليه و آله فاُداوي الجرحي، و أقوم علي المرضي، فلمّا خرج عليّ عليه السلام إلي البصرة خرجت معه، فلمّا رأيت عائشة أتيتها، فقلت: هل سمعت من رسول اللَّه فضيلة في عليّ؟ قالت: نعم، دخل عليّ علي رسول اللَّه و هو معي، و عليه جرد قطيفة، فجلس بيننا، فقلت: أما وجدت مکاناً هو أوسع لک من هذا؟ فقال النبيُّ صلي الله عليه و آله: «يا عائشة، دعي لي أخي، فإنّه أوّل النّاس إسلاماً، وآخر النّاس بي عهداً، و أوّل النّاس لي لقياً يوم القيامة».[4] .

5- و روي نور الدين الهيثمي في (مجمع الزوائد) عن أبي ذر و سلمان، قالا: أخذ النبيّ صلي الله عليه و آله بيد عليّ عليه السلام فقال: «إنّ هذا أوّل من آمن بي، و هذا أوّل من يصافحني يوم القيامة، و هذا الصدّيق الأکبر، و هذا فاروق الاُمّة يفرق بين الحقّ و الباطل، و هذا يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظالمين».[5] .

6- و روي ابن عساکر الشافعي، عن أنس بن مالک، قال: اُنزلت النبوّة علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يوم الاثنين، و بعث يوم الاثنين، و أسلمت خديجة يوم الاثنين، و أسلم عليّ يوم الثلاثاء ليس بينهما إلّا ليلة.[6] .

7- روي الحاکم النيشابوري قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «أول هذه الاُمّة وروداً

[صفحه 144]

عليَّ الحوض أوّلُهم إسلاماً علي بن أبي طالب».[7] .

8- و عنه أيضاً عن أبي رافع، قال: صلّي النبيّ صلي الله عليه و آله أوّل يوم الاثنين، و صلّت خديجة آخر يوم الاثنين، و صلّي عليّ عليه السلام يوم الثلاثاء من الغد، و صلّي مستخفياً قبل أن يصلّي مع النبيّ صلي الله عليه و آله أحدٌ سبع سنين و أشهراً.[8] .

9- روي الطبري و ابن الأثير عن جابر، قال: بعث النبيّ صلي الله عليه و آله يوم الاثنين، و صلّي عليّ عليه السلام يوم الثلاثاء.[9] .

10- و في (مستدرک الحاکم)، عن ابن عباس، قال: لعليّ عليه السلام أربع خصال ليست لأحد: هو أوّل عربيّ و أعجميّ صلّي مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، و هو الّذي کان لواؤه معه في کلّ زحف، و هو الّذي صبر معه يوم المهراس[10] ، و هو الّذي غسّله و أدخله قبره.[11] .

11- و قال ابن الصباغ المالکي: ربّاه النبيّ صلي الله عليه و آله- يعني عليّاً- و أزلفه و هداه إلي مکارم الأخلاق و الفقه، و کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قبل بدء أمره إذا أراد الصّلاة خرج إلي شعاب مکّة مستخفياً و أخرج عليّاً معه، فيصلّيان ما شاءاللَّه، فإذا قضيا رجعا إلي مکانهما.

و ذکر في هامشه: و قال محمّد بن طلحة الشافعي في کتابه (مطالب السؤول) بعد ذلک: فمکثا يصليّان علي استخفاء من أبي طالب و سائر عمومتها و قومهما، ثمّ إنّ أباطالب مرّ عليهما فقال لرسول اللَّه: ما هذا الّذي أراک تدين به؟

[صفحه 145]

قال: «هذا دين اللَّه و دين ملائکته و دين رسله و دين أبينا إبراهيم، بعثني اللَّه به نبيّاً إلي العباد، و أنت- يا عمّ- أحقّ من أبديت له النصيحة و دعوته إلي الهدي، و أحق من أجابني إليه و أعانني عليه» و قال عليّ عليه السلام: «قد آمنت برسول اللَّه و اتّبعته و صلّيت معه للَّه». فقال له: يا بُنيّ، أما إنّه لم يدعُک إلّا إلي الخير فالزمه.[12] .

[صفحه 146]



صفحه 143، 144، 145، 146.





  1. الاستيعاب بهامش الاصابة، ج 3، ص 31.
  2. تاريخ الطبري، ج 2، ص 55.
  3. نفس المصدر.
  4. الاصابة، ج 4، ص 389، طبع الدار المصرية.
  5. مجمع الزوائد، ج 9، ص 102.
  6. ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق، ج 1، ص 41، ح 74.
  7. المستدرک للحاکم، ج 3، ص 136.
  8. ترجمه الإمام علي من تاريخ دمشق، ج 1، ص 39، ح 72.
  9. تاريخ الطبري، ج 2، ص 55؛ الکامل في التاريخ، ج 1، ص 483.
  10. يوم المهراس: يوم اُحد حيث انهزم الناس غير علي عليه السلام.
  11. المستدرک للحاکم، ج 3، ص 11.
  12. الفصول المهمة ص 33.