و من ألقابه أميرالمؤمنين











و من ألقابه أميرالمؤمنين



اعلم أنّ هناک روايات و أخبار کثيرة عن النبيّ صلي الله عليه و آله والائمّة المعصومين عليهم السلام

[صفحه 22]

بلغت حدّ التواتر المعنويّ علي أنّ الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام قد سمّي بأميرالمؤمنين في عهد النبيّ صلي الله عليه و آله، بل يفهم من بعضها أنّه سمّي بذلک اللقب قبل خلق آدم من قبل اللَّه تعالي.

و تسميته عليه السلام بذلک قد جاءت من قبل اللَّه تعالي، و أبلغ النبيّ صلي الله عليه و آله بذلک، و لم يکن هذا اللقب قد عُرِف به أيّام خلافته، و لا کان من شخص الرّسول صلي الله عليه و آله، لأنّه عليه السلام صهره و ابن عمّه، بل إنّ هذا اللقب کان من عند اللَّه تعالي، أبلغه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، و يعدّ من فضائله عليه السلام و مناقبه، و ممّا يدلّ علي ذلک:

1- روي الموفّق بن أحمد في المناقب و غيره، بالاسناد عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «يا أنس، اسکب لي وضوءاً» ثمّ قام فصلّي رکعتين، ثمّ قال: «يا أنس، أول من يدخل عليک من هذا الباب أميرالمؤمنين، و سيد المسلمين، و قائد الغرّ المحجلين، و خاتم الوصيين».

قال: قلت: اللهمّ اجعله رجلاً من الأنصار؛ و کتمته، إذ جاء علي عليه السلام، فقال: «من هذا يا أنس»؟ فقلت: علي. فقام مستبشراً فاعتنقه....[1] .

2- و روي أيضاً بالاسناد عن ابن عباس، قال: کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في بيته، فغدا عليه علي بن أبي طالب عليه السلام بالغداة، و کان يحبّ أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل فاذا النبيّ صلي الله عليه و آله في صحن البيت، و إذا رأسه في حجردحية بن خليفة الکلبي، فقال: السلام عليک، کيف أصبح رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟ قال: بخير يا أخا رسول اللَّه.

فقال علي عليه السلام: جزاک اللَّه عنا خيراً أهل البيت.

فقال له دحية: إنّي لأُحبک، و إنّ لک عندي مدحةً أزُفّها إليک: أنت أميرالمؤمنين، و قائد الغرّ المحجّلين، و أنت سيد ولد آدم يوم القيامة ماخلا النبيين و

[صفحه 23]

المرسلين، لواء الحمد بيدک يوم القيامة، تزفّ أنت و شيعتک يوم القيامة مع محمد و حزبه إلي الجنان زفّاً زفّاً، قد أفلح من تولّاک، و خسر من عاداک، محبّو محمد صلي الله عليه و آله محبّوک، و مبغصوک لن تنالهم شفاعة محمد صلي الله عليه و آله، ادنُ منّي صفوة اللَّه.

فأخذ رأس النبي صلي الله عليه و آله فوضعه في حجره، و ذهب، فرفع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله رأسه، فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «ما هذه الهمهمة؟».[2] .

فقال علي عليه السلام بما جري، فقال صلي الله عليه و آله: «يا عليّ، لم يکن دحية، و لکن کان جبرئيل، سمّاک باسمٍ سمّاک اللَّه به، فهو الذي ألقي محبّتک في صدور المؤمنين، و رهبتک في صدور الکافرين».[3] .

3- و روي بالاسناد عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «هذا علي بن أبي طالب، لحمه لحمي، و دمه دمي، و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنه لانبيّ بعدي».

و قال: «يا أُمّ سلمة، اشهدي و اعلمي و اسمعي، هذا علي بن أبي طالب، أميرالمؤمنين، و سيد المسلمين، و عيبة علمي،[4] وبابي الذي أُؤتي منه، أخي في الدين، و خدني[5] في الآخرة، و معي في السَّنام الأعلي».[6] .

4- و روي الديلمي عن حذيفة بن اليمان، قال: «لو علم الناس متي سُمّي عليٌّ أميرالمؤمنين ما أنکروا فضله، سُمِّي أميرالمؤمنين و آدم بين الروح و الجسد، قال اللَّه عزّوجل: «و إذ أخذَ ربُّک مِن بنِي آدم مِن ظُهورهم ذُرِّيَّتهم و أشْهَدَهُم

[صفحه 24]

علي أنْفُسِهم ألستُ بِربِّکم»[7] قالت الملائکة: بلي، قال تبارک وتعالي: أنا ربُّکم، ومحمدٌ نبيُّکم، وعليّ أميرکم».[8] .



صفحه 22، 23، 24.





  1. المناقب للخوارزمي، ص42؛ فرائد السمطين، ج 1، ص 145، ح 109.
  2. أي الکلام الخفيّ.
  3. المناقب للخوارزمي، ص 231.
  4. العيبة: وعاء من أدم و نحوه، يکون فيه المتاع، و العَيبة من الرجل: موضع سرّه.
  5. الخِدن: الصاحب و الرفيق و الحبيب.
  6. المناقب للخوارزمي، ص 86؛ نحوه في فرائد السمطين، ج 1، ص 149.
  7. الأعراف، 172.
  8. الفردوس، ج 3، ص 354، ح 5066.