في وجه التشبيه











في وجه التشبيه



قال ابن حجر: وجه تشبيههم بالسفينة أنّ من أحبّهم و عظّمهم شکراً لنعمة مشرّفهم صلي الله عليه و آله و أخَذَ بهدي علمائهم، نجا من ظلمة المخالفات، و من تخلّف عن ذلک، غرق في بحر کفر النعم، و هلک في مفاوز الطغيان.

و في الخبر أن من حفظ حرمة الاسلام و حرمة رسوله صلي الله عليه و آله و حرمة رحمه، حفظ اللَّه دينه و دنياه، و من لا، لم يحفظ اللَّه دنياه و لا آخرته.و ورد: «يرد الحوض أهل بيتي و من أحبهم من أُمّتي کهاتين السبابتين، و يشهد له خبر: «المَرءُ مع مَن أحبّ».

و بباب حطّة- أي وجه التشبيه به- أنّ اللَّه تعالي جعل دخول ذلک الباب- الذي هو باب أريحاء، أو بيت المقدس- مع التواضع و الاستغفار سبباً للمغفرة، و جعل لهذه الأُمّة مودّة أهل البيت سبباً لها.[1] و قال العلامة أبوبکر الحضرمي الشافعي: قال العلماء: وجه تمثيله صلي الله عليه و آله لهم بسفينة نوح عليه السلام أنّ النّجاة من هول الطوفان ثابتة لمن رکب تلک السفينة، و أنّ من تمسّک من الاُمّة بأهل بيته صلي الله عليه و آله و أخذ بهديهم، نجا من ظلمات المخالفات، و اعتصم بأقوي سبب إلي ربّ البريّات، و من تخلّف عن ذلک و أخذ غير مأخذهم، و لم يعرف حقّهم، غرق في بحار الطغيان، و استوجب الحلول في النّيران، إذ من المعلوم ممّا سبق و غير ذلک أنّ بعضهم منذر بحلولها، موجب لدخولها.[2] فدلالة حديث السفينة و باب حطّة واضحة في وجوب التمسّک بهدي أهل بيت الرسول و عترته المعصومين عليهم السلام باعتبارهم عدل کتاب اللَّه تعالي و المحافظين علي سنّة جدّهم المصطفي صلي الله عليه و آله و من تصفّح سيرتهم و تاريخهم عليهم السلام أدرک ذلک بشکل جليّ.

[صفحه 124]



صفحه 124.





  1. الصواعق المحرقة، باب 11، فصل الأول، ص 152 و 153.
  2. رشفة الصادي، ص 80.