آية الإنفاق
روي ابن المغازلي الشافعي بسنده عن ابن عباس، في قوله تعالي: «الذينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم» الآية، قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام، کان له أربعة دراهم، فأنفق درهماً سرّاً، ودرهماً علانيةً، و درهماً بالليل، و درهماً بالنهار.[2] . [صفحه 98] هذه الآية تدلّ بصراحة علي فضله عليه السلام في السخاء الذي هو من أشرف مکارم الأخلاق، و أنّ اللَّه قد قبل ذلک منه بأحسن القبول و أنزل آية فيه، و وصفه فيها بأنه من الآمنين يوم القيامة بحيث لا يعتريه شي ءٌ من الخوف و الحزن عند أهوال ذلک اليوم، و هذه من صفات الأولياء و الأصفياء، فبذلک و أمثاله استحق التفضيل علي سائر الصحابة، و لو فرض اتصاف الصحابة ببعضها فلا شک في اختصاصه عليه السلام باستجماعها. و أنشأ الحميري في ذلک: و أنفق ماله ليلاً و صبحاً و صدق ماله لمّا أتاه [صفحه 99]
و من الآيات التي نزلت في فضيلة مولانا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قوله تعالي: «الذينَ يُنفقون أموالَهم بالليلِ و النهار سِرّاً و عَلانيةً فَلَهم أجرُهم عندَ رَبِّهم و لا خَوفٌ عليهم ولا هُم يَحزنُون»[1] حيث إنّه کانت عند عليّ أربعة دراهم من فِضّة، فتصدّق بواحد ليلاً، و بواحدٍ نهاراً، و بواحدٍ سرّاً، و بواحدٍ علانية، فنزلت الآية في شانه، و سُمِّي کل درهمٍ تصدّق به مالاً وفقاً للآية الشريفه، و إنّما تدلّ الآية علي عناية الخالق الکريم جلّ ذکره بأميرالمؤمنين عليه السلام بحيث يکون تصدّقه سبباً لنزول بعض آي القرآن، و من الطبيعي أنّ الإنفاق و التصدّق مشمول بعناية و اهتمام الخالق العزيز طالماً يکون مقروناً بالعمل الصالح و إرادة وجه اللَّه تعالي به.
و إسراراً و جهر الجاهرينا
الفقير بخاتم المتختّمينا[3] .
صفحه 98، 99.