اهل البيت أقرب الخلق و أحبّهم إلي اللَّه











اهل البيت أقرب الخلق و أحبّهم إلي اللَّه



لا يخفي أنّ تخصيص النبي صلي الله عليه و آله علياً و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام من بين جميع أقاربه للمباهلة، دون عقيل و جعفر و غيرهم، لا يکون إلّا لأحد أمرين: إمّا

[صفحه 85]

لکونهم أقرب الخلق إلي اللَّه بعده، حيث استعان بهم في الدعاء علي العدوّ دون غيرهم، و إمّا لکونهم أعزّ الخلق عليه، حيث عرّضهم للمباهلة إظهاراً لوثوقه علي حقّيته حيث لم يبال بأن يدعو الخصم عليهم مع شدّة حبّه لهم.

و ظاهرٌ أنّ حبّه لم يکن من جهة البشرية و الأمور الدنيوية، بل لم يکن يحبّ إلّا من يحبّه اللَّه، و لم يکن حبّه إلّا خالصاً للَّه تعالي، کيف لا، و قد ذمّ اللَّه تعالي و رسوله ذلک في کثير من الآيات و الأخبار، و کل من يدّعي درجة نازلة من الولاية و المحبّة يتبرأ من حبّ الأولاد و النساء و الأقارب لمحض القربة، أو للأغراض الفاسدة، و قد نري کثيراً من الناس يذمّهم العقلاء بأنّهم يحبّون بعض أولادهم مع أنّ غيرهم أعلم و أصلح و أتقي و أورع منهم، و معلوم من سيرته صلي الله عليه و آله أيضاً أنّه کان يعادي کثيراً من عشائره لکونهم أعداء اللَّه و يقاتلهم، و کان يحبّ و يقرّب الأباعد و من ليس له نسبٌ و لا حسبٌ لکونهم أولياء اللَّه. فإذا ثبت ذلک، فيرجع هذا أيضاً إلي کونهم أقرب الخلق و أحبّهم إلي اللَّه، فيکونون أفضل من غيرهم، فيقبح عقلاً تقديم غيرهم عليهم.

[صفحه 86]



صفحه 85، 86.