آية المباهلة











آية المباهلة



حين جاء و فد نصاري نجران يجادلون رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في أمر عيسي بن مريم عليه السلام و نزلت الآيات المبارکة من سورة آل عمران 60 -59 «اِنّ مثلَ عيسي عندَاللَّه کَمثلِ آدم خَلَقَه مِن تُراب ثم قال له کُن فَيکون الحقُّ مِن ربِّک فلا تَکُن مِن المُمترين فَمَن حاجَّک فيه مِن بعدِ ما جاءَک مِن العلم فقل تَعالوا نَدعو أبناءَنا و أبناءَکم و نساءَنا و نساءَکم و أنفسَنا و أنفسَکم ثم نَبتهل فنَجعلْ لَعْنت اللَّه علي الکاذبين» بعد نزول هذه الآيات، أخذ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بيد فاطمة و علي و الحسن و الحسين عليهم السلام و دعاهم إلي المباهلة، فلم يباهلوا، و تصالحوا علي دفع الجزية... و انصرفوا.

إنّ المباهلة سجّلت حدثاً هو من أظهر معجزات سيد الأنبياء و المرسلين صلي الله عليه و آله أولاً، و هي منقبة عظمي لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله و أهل بيته الکرام البررة ثانياً.

فمن الذين اجتباهم اللَّه جل و عزّ لتلک المنازل العظمي؟ من هم الذين يعدّون مصداقاً لهذه الآية الکريمة، إنَّهم علي و فاطمة و الحسن و الحسين

[صفحه 84]

و لا أحد سواهم.[1] .

قال الرازي: هذه الآية دالة علي أنّ الحسن و الحسين عليهماالسلام کانا ابني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وَعَد أن يدعو أبناءه، فدعا الحسن والحسين، فوجب أن يکونا ابنيه.[2] .

و قال البغوي: (ابناءنا) أراد الحسن و الحسين (و نساءنا) فاطمة (و أنفسنا) عني نفسه و علياً رضي الله عنه.[3] .

و الملاحظ أنه ليس ثمّة أنفس إلّا نفسه صلي الله عليه و آله و علي عليه السلام، فجعل علياً عليه السلام بمثابة نفسه، کما هو مصرّح في کثير من الأحاديث المروية عن الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله: «لأبعثنّ رجلاً کنفسي» يريد به علياً عليه السلام، و هي منزله عظيمة خصّها اللَّه تعالي لأميرالمؤمنين عليه السلام دون سائر البشر.



صفحه 84.





  1. انظر صحيح مسلم، ج 4، ص 2404/1471؛ سنن الترمذي، ج 5، ص 2999/225؛ مصابيح السنة، ج 4، ص 4795/183؛ الکامل في التاريخ، ج 2، ص 293؛ أسباب النزول، ص 60؛ تفسير الرازي، ج 8، ص 81؛ تفسير القرطبي، ج 4، ص 104؛ تفسير أبي السعود، ج 2، ص 46؛ فتح القدير للشوکاني، ج 1، ص 347 و 348؛ معالم التنزيل للبغوي، ج 1، ص 480؛ جامع الأُصول، ج 9، ص 6479/470؛ تفسير الآلوسي، ج 3، ص 188 و 189.
  2. تفسير الرازي، ج 8، ص 81.
  3. معالم التنزيل، ج 1، ص 480.