تبوك











تبوک



خرج رسول اللَّه صلي الله عليه و آله غرّة رجب السنة التاسعة من الهجرة، و استخلف علياً عليه السلام علي المدينة، و خرج النساء و الصبيان يودّعونه صلي الله عليه و آله عند الثنيّة، فسمّاها ثنية الوداع.[1] .

و لمّا ارتحل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عن ثنيّة الوداع متوجّهاً إلي تبوک عقد الألوية و الرايات، و دفع صلي الله عليه و آله لکلّ بطن من الأنصار و من قبائل العرب لواء و راية، و کان قد اجتمع جمع من المنافقين في بيت سويلم اليهودي، فقال بعضهم لبعض: أتحسبون جِلاد بني الأصفر کقتال العرب بعضهم بعضاً، و اللَّه لکأنّ الصحابة غداً مُقَرّنون في الحبال؛ يقولون ذلک إرجافاً و ترهيباً للمؤمنين، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله - عند ذلک- لعمّار بن ياسررضي الله عنه: «أدرک القوم فإِنّهم قد احترقوا، فاسألهم عمّا قالوا: فإِن أنکروا فقل: بل قلتم کذا و کذا»، فانطلق إليهم عمّار، فقال ذلک لهم، فأتوا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يعتذرون إليه، و قالوا: إنّما کنّا نخوض و نلعب، فأنزل اللَّه تعالي: «وَ لَئنْ سَألْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إنَّمَا نَخُوضُ وَ نَلْعَبُ».[2] .

[صفحه 73]



صفحه 73.





  1. تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 67.
  2. السيرة الحلبية، ج 3، ص 103، و الآيه من التوبة، 75.