حنين
و کانت هوازن قد کمنت في الوادي و خرجوا علي المسلمين، و کان يوماً عظيم الخطب، و انهزم المسلمون عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حتي بقي في عشرة من بني هاشم و قيل تسعة: و هم علي بن أبي طالب عليه السلام، و العباس بن عبد المطلب، [صفحه 71] و أبوسفيان بن الحارث و.. ثمّ أنزل اللَّه سکينته علي رسوله و علي المؤمنين، و أنزل جنوداً لم تروها، و مضي علي بن أبي طالب عليه السلام إلي أبي جرول صاحب راية هوازن فقتله، و کانت الهزيمة. و قُتل مِن هوازن خلق عظيم، و سبي منها سبايا کثيرة، و بلغت عدّتهم ألف فارس، و بلغت الغنائم اثني عشر ألف ناقة سوي الأسلاب.[3] . و اتفق المورخون أنّ علياً عليه السلام ثبت مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عند انهزام کافّة الناس إلّا النفر الذين کان ثبوتهم بثبوته، و قتل الأبطال، و لولاه کانت الجناية علي الدين لا تتلافي، و أنّ صبره مع النبيّ صلي الله عليه و آله کان سبباً في رجوع المسلمين إلي الحرب، و تشجّعهم في لقاء العدوّ، و قتله عليه السلام أبا جرول متقدم المشرکين، و قتله من هوازن کثيراً منهم، کان سبب الوهن علي المشرکين، و ظفر المسلمين بهم.[4] . [صفحه 72]
بلغ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بعد فتح مکة أنّ هوازن و ثقيفاً قد جمعت بحنين جمعاً کثيراً، و رئيسهم مالک بن عوف النضري، و معهم دُريد بن الصمة و هو شيخ کبير يتبرّکون برأيه، و ساق مالک مع هوازن أموالهم و نساءهم، فخرج إليهم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في اثني عشر ألفاً: عشرة آلاف أصحابه، و ألفان من أهل مکة ممن أسلم طوعاً و کُرهاً، و خروجه کان في آخر شهر رمضان أو شوال في سنة ثمان من الهجرة، فلما قربوا من محلّ العدو صفّهم و وضع الألوية و الرايات مع المهاجرين و الأنصار، فلواء المهاجرين أعطاه علياً عليه السلام،[1] فأعجبت المسلمين کثرتُهم، و قال بعضهم:[2] مانُؤتي من قلّة، فکره رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ذلک من قولهم.
صفحه 71، 72.