و منها إلقاء الصنم من فوق الکعبة
روي الحلبي عن علي عليه السلام: لمّا ألقي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله الأصنام لم يبق إلّا صنم خزاعة موتّداً بأوتاد من الحديد، فقال صلي الله عليه و آله لي: عالجه، فعالجته و هو يقول: إيه إيه «جاءَ الحقُّ و زهقَ الباطلُ إنّ الباطلَ کانَ زَهُوقاً» فلم أزل أُعالجه حتي استمکنت منه، فقذفته فتکسّر.[1] . و روي الحاکم عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: «انطلق بي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حتي أتي بي الکعبة، فقال لي: اجلس، فجلست إلي جنب الکعبة، فصعد [صفحه 69] رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بمنکبي، ثم قال لي: انهض فنهضت، فلما رأي ضعفي تحته قال لي: اجلس، فنزلت و جلست، ثم قال لي: يا علي اصعد علي منکبي، فصعدت علي منکبيه، ثم نهض بي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فلما نهض بي خيّل إليَّ لو شئت نلت أُفق السماء، فصعدت فوق الکعبة، و تنحّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال لي: الق صنمهم الأکبر، صنم قريش، و کان من نحاس مؤتّداً بأوتاد من حديد إلي الأرض، فقال لي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: عالجه، و رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: إيهٍ إيه، «جاءَ الحقُّ و زهقَ الباطلُ إنّ الباطلَ کانَ زَهُوقاً». فلم أزل اُعالجه حتي استمکنت منه. فقال: اقذفه فقذفته فتسکّر، و ترديت من فوق الکعبة، فانطلقت أنا و النبي صلي الله عليه و آله نسعي»[2] الحديث. [صفحه 70]
لمّا دخل رسول اللَّه المسجد وجد فيه ثلاثمائة و ستين صنماً، بعضها مشدود إلي بعض بالرصاص، فأمر النبيّ صلي الله عليه و آله علياً أن ينهض علي منکبيه و يلقي الصنم الذي فوق الکعبة.
صفحه 69، 70.