كلمات من نور











کلمات من نور



إنّ فصاحة أميرالمؤمنين عليه السلام و قوّة بيانه هي فيض من العناية الإلهية التي خصّ بها تعالي أولياءه المنتجبين، و هي أيضاً فيض من العناية النبوية، فقد درج علي عليه السلام في حجر الرسالة و تغذي بلبان النبوة منذ نعومة أظفاره.

يقول السيد الرضي رحمه الله: کان أميرالمؤمنين عليه السلام مشرع الفصاحة و موردها، و منشأ البلاغة و مولدها، و منه عليه السلام ظهر مکنونها، و عنه أخذت قوانينها، و علي أمثلته حذا کل قائل خطيب، و بکلامه استعان کلّ واعظ بليغ، و مع ذلک فقد سبق و قصّروا، و قد تقدّم و تأخّروا؛ لأنّ کلامَهُ الکلامُ الذي عليه مسحة من العلم الالهي، و فيه عبقة من الکلام النبوي.[1] .

فيما يلي نقدم نخبة من کلام أميرالمؤمنين عليه السلام في الحکم و المواعظ، لما لهذه الحکم من أهمية بالغة في تهذيب الأخلاق و النفوس و توجيه الخلق إلي المعارف الالهية و السنن النبوية بأقصر کلام و أوفر معني، و لقد قال عليه السلام: «المواعظ حياةالقلوب».[2] .

[صفحه 510]

أولاً: ما نقلناه من کتاب الاعجاز و الايجاز لأبي منصور الثعالبي المتوفي سنة 429 ه.[3] .

قال عليه السلام:

1- قيمة کلّ امري ء ما يحسن.

2- استغنِ عمّن شئت تکن نظيره، و احتج إلي من شئت فأنت أسيره، و أحسن إلي من شئت تکن أميره.

3- لا ترجونّ إلّا ربک، و لا تخافنّ إلّا ذنبک.

4- لو کُشِف الغطاء ما ازددت يقيناً.

5- الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا.

6- بشّر مال البخيل بحادث أو وارث.

7- رحم اللَّه امرأً عرف قدره، و لم يتعدّ طوره.

8- إذا تمّ العقل نقص الکلام.

9- الجزع أتعب من الصبر.

10- الاحسان يقطع اللسان.

11- الشرف بالعقل و الأدب، لا بالأصل و النسب.

12- أکثر مصارع العقول تحت بروق الأطماع.

13- قلب الأحمق و راء لسانه، و لسان العاقل وراء قلبه.

14- من جري في عنان أمله عثر بأجله.

15- إذا تواصلت إليکم أطراف النعم، فلا تنفّروها بقلة الشکر.

16- إذا قدرت علي عدوک فاجعل العفو عنه شکراً للقدرة عليه.

[صفحه 511]

17- ما أضمر الانسان شيئاً إلّا ظهر منه في صفحات وجهه و فلتات لسانه.

18- کل نعيم دون الجنة محقور، و کل بلاء دون النار عافية.

19- من أبصر عيب نفسه شغل عن غيره.

20- من سلّ سيف البغي قُتِل به. 21 - من أُعجب برأيه ضلّ، و من استغني بعقله زل،و من تکبّر علي النّاس ذلّ.

22- العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في الصمت إلّا بذکر اللَّه تعالي، و واحدة في ترک مجالسة السفهاء.

23- من کنوز الايمان الصبر علي المصائب.

24- من کثر کلامه کثر خطؤه، و من کثر خطؤه قلّ حياؤه، و من قلّ حياؤه قلّ ورعه، و من قلّ ورعه مات قلبه، و من مات قلبه دخل النار.

25- بئس الزاد للمعاد العدوان علي العباد.

ثانياً: ما نقلناه من کتاب المناقب للخطيب الخوارزمي المتوفي سنة 568ه[4] ، قال عليه السلام:

26- ألا إن الدنيا قدولت مدبرة، و الآخرة أتت مقبلة، و لکل واحدة منهما بنون، فکونوا من أبناء الآخرة، و لا تکونوا من أبناء الدنيا، فان اليوم عمل و لا حساب، و غداً حساب و لا عمل.

27- إن للنکبات نهايات لابدّ لأحدٍ إذا نُکِب من أن ينتهي إليها، فينبغي للعاقل إذا أصابته نکبة أن ينام لها حتي تنقضي مدتها، فان في دفعها قبل انقضاء مدتها زيادة في مکروهها.

28- التوفيق خير قائد، و حسن الخلق خير قرين، و العقل خير صاحب، و الأدب خير

[صفحه 512]

ميراث، و لا وحشة أشدّ من العجب.

29- أحبب حبيبک هوناً ما، فعسي أن يکون بغيضک يوماً ما، و ابغض بغيضک هوناً ما، فعسي أن يکون حبيبک يوماً ما.

30- قوام الدين بأربعة: عالم مستعمل لعلمه، و جاهل لا يستنکف أن يتعلمه، و غنيّ جواد بمعروفه، و فقير لا يبيع آخرته بدنياه؛ فاذا عطّل العالم علمه، استنکف الجاهل أن يتعلّمه، و إذا بخل الغني بمعروفه، باع الفقير آخرته بدنياه، و إذا کان ذلک فالويل ثم الويل.

31- لا يستحي من لا يعلم أن يتعلم، و لا يستحيي من يعلم إذا سُئل عمّا لا يعلم أن يقول: اللَّه أعلم.

32- إن الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد، إذا ذهب الصبر ذهب الايمان، و إذا ذهب الرأس ذهب الجسد.

33- إذا أتاک اللَّه في الدنيا شيئاً فلا تکثرن به فرحاً، و إذا فاتک منها شي ء فلا تکثرن عليه حزناً، و ليکن همّک لما بعد الموت.

34- الجزع عند البلاء تمام المحنة.

35- لا صواب مع ترک المشورة.

36- لا شرف أعزّ من الاسلام.

37- لا معقل أحرز من الورع.

38- لا شفيع أنجح من التوبة.

39- لا لباس أجمل من السلامة.

40- لا داء أعيا من الجهل.

41- لا مرض أضني من قلّة العقل.

42- إعادة الاعتذار تذکير للذنب.

[صفحه 513]

43- النُّصح بين الملأ تقريع.

44- أکبر الأعداء أخفاهم مکيدة.

45- من طلب ما لا يعنيه فاته ما يعنيه.

46- السامع للغيبة أحد المغتابين.

47- الذل مع الطمع.

48- الراحة مع اليأس.

49- الحرمان مع الحرص.

50- عبد الشهوة أذلّ من عبد الرق.

ثالثاً: ما نقلناه عن سبط ابن الجوزي المتوفي سنة 654ه في التذکرة[5] ، قال عليه السلام:

51- ليس الخير أن يکثر مالک و ولدک، و لکن الخير أن يکثر علمک، و يعظم حلمک، فلا خير في الدنيا إلّا لأحد رجلين: رجل أذنب ذنوباً فهو يتدراک ذلک بتوبة، و رجل يسارع في الخيرات.

52- الدنيا دار ممرّ، و الأخري دار مقرّ، فخذوا من ممرّکم لمقرّکم.

53- لا تهتکوا أستارکم عند من يعلم أسرارکم.

54- أخرجوا من الدنيا قلوبکم قبل أن تخرج منها أبدانکم، ففيها اختُبِرتم، و لغيرها خُلِقتم.

55- إن الجنازة إذا حُمِلت قال الناس: ما ترک، و قالت الملائکة: ما قدّم، فقدّموا بعضاً يکن لکم، و لا تؤخّروا کَلاًّ يکُن عليکم.

56- إذا رأيتم اللَّه تعالي يتابع نعمه عليکم و أنتم تعصونه فاحذروه.

[صفحه 514]

57- من کفارة الذنوب العظام إغاثه الملهوف و التنفيس عن المکروب.

58- إذا کنت في إدبار، و الموت في إقبال، فما أسرع الملتقي!

59- من أطال الأمل أساء العمل.

60- سيّئة تسؤوک خير من حسنة تسرّک و تعجبک.

61- الدهر يخلق الأبدان، و يجدد الآمال، و يقرب المنية، و يباعد الأُمنية، من ظفر به تعب، و من فاته نصب.

62- عجبت لمن يقنط و معه الاستغفار.

63- من أصلح ما بينه و بين اللَّه، أصلح اللَّه ما بينه و بين الناس، و من عمل لآخرته کفاه اللَّه أمر دنياه، و من کان له من نفسه واعظ کان عليه من اللَّه حافظ.

64- کم من مستدرج بالاحسان إليه، و مغرور بالستر عليه، و مفتون بحسن القول فيه.

65- شتّان بين عملين؛ عمل تذهب لذّته و تبقي تبعته، و عمل تذهب مؤنته و يبقي أجره.

66- استنزلوا الرزق بالصدقة، فمن أيقن بالخلف جاد بالعطاء.

67- من أُعطي أربعاً لم يحرم أربعاً، من أُعطي الدعاء لم يحرم الاجابة، و من أُعطي التوبة لم يحرم القبول، و من أُعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة، و من أعطي الشکر لم يحرم الزيادة.

68- لا تکن ممن يريد الآخرة بغير عمل، و يؤخر التوبة بطول الأمل، يقول في الدنيا قول الزاهدين، و يعمل فيها عمل الراغبين، إن اُعطي منها القليل لم يشبع و إن ملک الکثير لم يقنع.

69- من أصبح يشکو مصيبة نزلت به إلي مخلوق مثله، فانما يشکو ربه.

[صفحه 515]

70- من أتي غنياً يتواضع لأجل دنياه ذهب ثلثا دينه.

71- إن قوماً عبدوا اللَّه رغبة فتلک عبادة التجار، و إن قوماً عبدوه رهبه فتلک عبادة العبيد، و إن قوماً عبدوه شکراً فتلک عبادة الأحرار.

72- أفضل الأعمال ما أکرهت عليه نفسک.

73- ما أکثر العبر و ما أقلّ المعتبر.

74- أقلّ ما يلزمکم للَّه تعالي أن تستعينوا بنعمه علي معاصيه.

75- اتقوا معاصي اللَّه في الخلوات، فان الشاهد هو الحاکم.

هذا قبس من نور عظاته و حکمه عليه السلام، و لو أوردنا المزيد لطال بنا المقام، وفي ذلک کفاية للمعتبر، و قد قال عليه السلام: «من لم ينفعه اليسير لم ينفعه الکثير».

تمّ الکتاب بتوفيق اللَّه تعالي وحسن منّه في العشرين من شهر رمضان سنة 1418 ه. ق الموافق 1376 ه. ش في بلدة قم المقدسة و آخر دعوانا أن الحمد للَّه رب العالمين و أفضل الصلوات و أتمّ التسليم علي حبيبه المصطفي و آله الطيبين الطاهرين



صفحه 510، 511، 512، 513، 514، 515.





  1. مقدمة النهج، ص 34، صبحي الصالح.
  2. غرر الحکم، ج 1، ص 23، ح 373.
  3. نشر دارالغصون، بيروت، ص 27 الي 36.
  4. نشر جماعة المدرسين، قم، ص 363 الي 377.
  5. طبع و إصدار نينوي الحديثة، طهران، ص 131 الي 137.