وصيّة عليّ بالرفق بقاتله
فقال ابن ملجم لعنه اللَّه: و اللَّه و اللَّه لقد ابتعته- يعني سيفه- بألف، و سمّمته بألف، فإن خانني فأبعده اللَّه. قال: و نادته اُمّ کلثوم: يا عدوّ اللَّه، قتلتَ أميرالمؤمنين؟ قال: إنّما قتلتُ أباکِ. قالت: يا عدوّ اللَّه، إنّي لأرجو أن لا يکون عليه بأس، قال لها: فأراک إنّما تبکين عليّ إذن؟ لقد و اللَّه ضربتُه ضربةً لو قُسّمت علي أهل الأرض لأهلکتهُم.[1] . قال أبوالفرج: و أُخرج ابن ملجم من بين يديه عليه السلام و انصرف النّاس من صلاة الصبح، فأحدقوا بابن ملجم، ينهشون لحمه بأسنانهم کأنّهم سباع، و هم يقولون: يا عدوّ اللَّه، ماذا فعلت؟ أهلکتَ اُمّة محمّد، و قتلت خير النّاس، و إنّه [صفحه 499] لصامت ما ينطق، فذهب به إلي الحبس؟.[2] . و روي ابن الصبّاغ المالکي: قال عليّ عليه السلام للحسن: «يا حسن، أبصروا ضاربي، أطعموه من طعامي، و اسقوه من شرابي، فإن أنا عشتُ فأنا أولي بحقّي و إن مُت فاضربوه ضربةً، و لا تمثّلوا به، فإنّي سمعتُ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: إيّاکم و المُثلة و لو بالکلب العقور». ثمّ قال: «يا بني عبدالمطلب، لا ألفينّکم تريقون دماء المسلمين بعدي، تقولون: قتلتم أميرالمؤمنين، ألا لا يقتلنّ بي إلّا قاتلي» ثمّ لم ينطق إلاّ بلا إله إلاّ اللَّه حتّي قُبض.[3] .
في (شرح ابن أبي الحديد) و (مقاتل الطالبيين) باسناده عن عبداللَّه بن محمد الأزدي، قال: فلمّا دخل ابن ملجم علي أميرالمؤمنين عليه السلام، نظر إليه ثم قال: «النّفسُ بالنّفس، فإن أنا مُتّ فاقتلوه کما قَتلني، و إن أنا عِشتُ رأيت فيه رأيي».
صفحه 499.