منها أخذ كتاب حاطب من سارة











منها أخذ کتاب حاطب من سارة



رُوي أنّ حاطب بن أبي بلتعة کتب إلي قريش بخبر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و ما اعتزم عليه، و أعطاه سارة، و جعل لها جُعلاً، فنزل جبرئيل علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فأخبره الخبر، فوجّه بعلي بن أبي طالب و الزبير و قال: خذا الکتاب منها. فلحقاها و کانت تنکّبت الطريق، فوجدا الکتاب في شعرها، فأتيا به إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.[1] .

و روي الطبري و ابن الأثير: أنّ علياً و الزبير بعثهما رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي سارة، فخرجا حتي أدرکاها بالحُليفة فاستنزلاها، فالتمسا الکتاب في رحلها، فلم يجدا شيئاً، فقال لها علي عليه السلام: «إنّي أحلف ما کذب رسول اللَّه و لاکذبنا، و لَتُخرجنّ إليّ هذا الکتاب أو لَنکشفنّک»، فلمّا رأت الجدّ منه قالت: أعرض عنّي، فأعرض عنها فحلّت قرون رأسها، فاستخرجت الکتاب منها، فدفعته اليه، فجاء به إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فدعا حاطباً فقال: «ما حملک علي هذا؟» فقال: أما و اللَّه إنّي لَمؤمن باللَّه

[صفحه 67]

و رسوله ما غيّرت و لا بدّلت، و لکنّي کنت امرءاً ليس لي في القوم أصلٌ و لا عشيرة، و کان لي بين أظهرهم أهل و ولد، فصانعتهم عليهم، فأنزل اللَّه في حاطب: «يا أيّها الذينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا عَدوِّي وعَدوِّکم أولياء. ..».[2] فعفاه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.[3] .



صفحه 67.





  1. نفس المصادر.
  2. الممتحنة، 1.
  3. تاريخ الطبري، ج 2، ص 327؛ الکامل في التاريخ،ج 1، ص 611.