ما جاء في سبب قتله
[صفحه 494] الضّلال، فالتمسنا قتلهم، فأرحنا منهم البلاد و العباد، و ثأرنا بهم إخواننا الشهداء بالنهروان، فتعاقدوا علي ذلک عند انقضاء الحج. فقال عبدالرّحمن بن ملجم لعنه اللَّه: أنا أکفيکم عليّاً. و قال البرک بن عبداللَّه التميمي: أنا أکفيکم معاوية. و قال عمرو بن بکر التميمي: أنا أکفيکم عمرو بن العاص، فتعاهدوا و تعاقدوا و تواثقوا علي الوفاء، و ألّا ينکل واحد منهم عن صاحبه الّذي يتوجّه إليه حتّي يقتله أو يموت دونه، فاتّعدوا بينهم ليلة تسع عشرة من شهر رمضان، فأخذوا سيوفهم فشحذوها، ثمّ سقوها السّم، و توجّه کلّ واحد منهم إلي جهة صاحبه الّذي تکفّل به، و تواعدوا علي أن يکون و ثوبهم عليهم في ليلة واحدة.[1] .
في سنة أربعين من الهجرة اجتمع بمکّة جماعة من الخوارج فتذاکروا النّاس، و ما هم فيه من الحرب و القتل و الفتنة، فعابوا ذاک علي ولاتهم، ثمّ أنّهم ذکروا أهل النهروان و ترحّموا عليهم، فقال بعضهم لبعض: ما نصنع بالحياة بعدهم، اُولئک کانوا دعُاة النّاس إلي ربّهم لا يخافون في اللَّه لومة لائم! فلو شرينا أنفسنا قاتلنا أئمة
صفحه 494.