ما جاء في سبب قتله











ما جاء في سبب قتله



في سنة أربعين من الهجرة اجتمع بمکّة جماعة من الخوارج فتذاکروا النّاس، و ما هم فيه من الحرب و القتل و الفتنة، فعابوا ذاک علي ولاتهم، ثمّ أنّهم ذکروا أهل النهروان و ترحّموا عليهم، فقال بعضهم لبعض: ما نصنع بالحياة بعدهم، اُولئک کانوا دعُاة النّاس إلي ربّهم لا يخافون في اللَّه لومة لائم! فلو شرينا أنفسنا قاتلنا أئمة

[صفحه 494]

الضّلال، فالتمسنا قتلهم، فأرحنا منهم البلاد و العباد، و ثأرنا بهم إخواننا الشهداء بالنهروان، فتعاقدوا علي ذلک عند انقضاء الحج.

فقال عبدالرّحمن بن ملجم لعنه اللَّه: أنا أکفيکم عليّاً. و قال البرک بن عبداللَّه التميمي: أنا أکفيکم معاوية. و قال عمرو بن بکر التميمي: أنا أکفيکم عمرو بن العاص، فتعاهدوا و تعاقدوا و تواثقوا علي الوفاء، و ألّا ينکل واحد منهم عن صاحبه الّذي يتوجّه إليه حتّي يقتله أو يموت دونه، فاتّعدوا بينهم ليلة تسع عشرة من شهر رمضان، فأخذوا سيوفهم فشحذوها، ثمّ سقوها السّم، و توجّه کلّ واحد منهم إلي جهة صاحبه الّذي تکفّل به، و تواعدوا علي أن يکون و ثوبهم عليهم في ليلة واحدة.[1] .



صفحه 494.





  1. انظر: الکامل في التاريخ، ج 2، ص 434؛ تاريخ الطبري، ج 4، ص 110؛ مروج الذهب للمسعودي، ج 2، ص 423؛ الفصول المهمة لابن الصباغ المالکي، ص 132؛ مقاتل الطالبيين، ص 17؛ شرح ابن أبي الحديد، ج 6، ص 113.