جملة من الوضّاعين و أخبارهم
عن الأعمش، قال: لمّا قدم أبوهريرة العراق مع معاوية عام الجماعة، جاء إلي مسجد الکوفة، فلمّا رأي کثرة مَن استقبله من النّاس جثا علي رکبتيه، ثمّ ضرب صلعته مراراً، و قال: يا أهل العراق، أتزعمون أنّي أکذبُ عَلي اللَّه و علي رسوله،و أحرق نفسي بالنّار! و اللَّه لقد سمعتُ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «إنّ لکلّ نبّي حرماً، و إنّ حرمي بالمدينة، ما بين عير إلي ثور، فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة اللَّه و الملائکة و النّاس أجمعين» و أشهد باللَّه أنّ عليّاً أحدث فيها؛ فلمّا بلغ معاوية قولُه أجازه و أکرمه، و وَلّاه إمارة المدينة.[2] . قال الشارح المعتزلي: فأمّا قول أبي هريرة: إنّ عليّاً عليه السلام (أحدث ف المصدر السابق، ص 67.ي المدينة) فحاش للَّه! کان عليّ عليه السلام أتقي للَّه من ذلک، و اللَّه لقد نصر عثمان نصراً لو کان [صفحه 488] المحصور جعفر بن أبي طالب لم يبذل له إلّا مثله.[3] . و قال أبوجعفر الإسکافي: أبوهريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضيّ الرواية، ضربه عمر بن الخطاب بالدرة، و قال: قد أکثرت من الرّواية و أحْر بک أن تکون کاذباً علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.[4] . 2- ما روي عمرو عاص انه قال: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «إنّ آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء، إنّما وليّي اللَّه و صالح المؤمنين»![5] . 3- ما روي الزهرّي أنّ عروة بن الزّبير قال: حدثتني عائشة، قالت: کنتُ عند رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إذ أقبل العبّاس و عليّ عليه السلام، فقال صلي الله عليه و آله: «يا عائشة، إنّ هذين يموتان علي غير ملّتي- أو قال: علي غير ديني»؟![6] . 4- قال أبوجعفر الاسکافي: و قد روي أنّ معاوية بذل لسمرة بن جُندب مائة ألف درهم حتّي يروي أنّ هذه الآية نزلت في عليّ بن أبي طالب: «وَ مِنَ النّاس من يُعجبُک قولُهُ في الحياةِ الدُّنيا و يُشهِدُ اللَّه عَلَي ما في قلبه وَ هُوَ ألَدُّ الخِصام وَ إذا تَوَلّي سَعَي في الأرض لِيُفسِدَ فيها و يُهلک الحَرثَ و النَّسلَ وَ اللَّه لا يُحبّ الفَساد».[7] . و أنّ الآية الثانية نزلت في ابن مُلجم، و هي قوله تعالي: «وَ مِنَ النّاس مَن يَشرِي نَفسَهُ ابتغاءَ مَرضاتِ اللَّه»[8] ، فلم يقبل، فبذل مائتي ألف درهم، فلم يقبل، [صفحه 489] فبذل له ثلثمائة ألف فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف، فقبل.[9] . و قد صارت- أي سبّة أميرالمؤمنين عليه السلام- سنّةً جاريةً، و کانت في أيّام الاُمويين سبعون ألف منبر يُلعن عليها أمير المؤمنين عليه السلام[10] و اتّخذوا ذلک کعقيدة راسخةٍ، أو فريضةٍ ثابتةٍ، أو سنّةٍ متّبعةٍ يُرغّبُ فيها بکلّ شوق و توقٍ حتّي أنّ عمر بن عبدالعزيز لمّا منع عنها لحکمة عملية أو لسياسة وقتية، حسبوه کأنّه جاء بطامّة کبري أو اقترف إثماً عظيماً.
ما رواه أبوهريرة روي أبوهريرة الحديث الّذي معناه أنّ عليّاً عليه السلام خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فأسخطه، فخطب عَلي المنبر، و قال: «لاها اللَّه! لا تجتمع ابنة وليّ اللَّه، و ابنة عدوّ اللَّه أبي جهل، إنّ فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما يؤذيها، فإن کان عليّ يُريد ابنة أبي جهل فليفارق ابنتي و ليفعل ما يُريد؟!» أو کلاماً هذا معناه.[1] .
صفحه 488، 489.