تثاقل أصحابه عن النُّصرة











تثاقل أصحابه عن النُّصرة



إنّ المقصود بالخطبة الشريفة التالية ذمّ أصحابه عليه السلام و توبيخهم علي تثاقلهم من جهاد معاوية و أصحابه، فقال: «و لئن أمْهَلَ اللَّه الظالم و متعه في دار الدنيا فلن يفوته أخذه، و هو له بالمرصادِ علي مَجازِ طريقِه، و بموضِع الشجي مِن مَساغ ريقهِ، أما و الّذي نفسي بيده لَيَظْهَرن هؤلاءِ القومِ عليکم، ليس لأنّهم اُولي بالحقّ مِنکم. و لکن لإسراعِهم إلي باطل صاحِبهم، و إبطائکم عن حقّي، وَ لَقَدْ أصبحت الاُمم تَخافُ ظُلم رُعاتِها،و أصْبَحتُ أخافُ ظُلمَ رَعيّتي، أستَنفَرتُکم لِلجهادِ فلم تنفروا، و أسْمَعتُکم فَلَم تَسمَعوا، و دعَوتُکُم سِرّاً وَ جَهراً فَلَم تَسْتَجيبُوا، وَ نَصَحْتُ لکُمْ فلم تَقْبلُوا» إلي أن قال -: «أيّها الشّاهدةُ أبدَانُهُم، الغائبة عَنهُم عُقولُهُم، الُمخْتَلِفَة أهواؤهم، المُبتَلي بِهِم اُمراؤهم، صاحِبُکُم يُطيعُ اللَّه و أَنْتُم تَعصُونَه، وَ صاحِبُ أهل الشام يَعصي اللَّه وَ هُمْ يُطيعونه، لَودَدْتُ و اللَّه أنَّ مُعاوَية صارَفنيَ بِکُم صَرف الدّينارِ بالدّرهم، فَأخَذَ مِنّي عَشَرةً مِنْکُم وَ أعطاني رَجُلاً مِنهُم» الخطبة.[1] .

[صفحه 483]



صفحه 483.





  1. المصدر السابق، الخطبة 96.