في تفصيل مظلوميّته











في تفصيل مظلوميّته



قال عليه السلام في خطبة له: «فَنَظرتُ فإذا لَيسَ لي مُعينٌ إلّا أهلُ بَيتي، فضَننتُ بهم عَن الموت، و أغضَيتُ عَلي القذي، و شَربتُ عَلي الشجي، و صَبرتُ علي أخذ الکظمِ، و عَلي أمَرَّ مِن طَعْمِ العَلْقَمِ».[1] .

إنّ هذه الفقرات من کلامه عليه السلام حکاية لحاله الذّي کان هو عليه بعد رحلة الرسول صلي الله عليه و آله، و ما جري عليه من الظلم والجور في اغتصاب الحقّ الذّي کان له عليه السلام.

فأشار إلي أنّه فکّر في أمر المقاومة و الدفاع عن الحقّ الّذي يري أنّه أولي به،فرآي أنّه لا ناصر له إلّا أهل بيته، و هم قليلون بالنسبة إلي من لا يعينه، بل و يعين مخالفه.

فإنّه لم يکن له إلّا بنو هاشم کالعبّاس و بنيه، و أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب و من يخصّهم، و ضعفهم و قلّتهم عن مقاومة جمهور الصحابة ظاهر، فضنّ بهم عن الموت، لعلمه أنّه لو قاوم بهم لقتلوا، ثمّ لا يحصل علي مراده، و لذا قال ما قال في الخطبة.







  1. نهج البلاغة، ص 83، الخطبة 26؛العلقم: شجر بالغ المرارة، و يطلق عند العرب علي کل مُرّ.