الحاقه المرأة بالرجال
فقال: قد کان لأميرالمؤمنين عليه السلام في ذا قصة، و ورث من حيث جاء البول- و کان شريح قاضي علي بن أبي طالب عليه السلام- فقالت: إنّه يجي ء منهما جميعاً؟ فقال لها: من أين يسبق البول؟ فقالت: ليس شي ء منهما يسبق، يخرجان في وقت و ينقطعان في وقت واحد. فقال: إنک تخبريني بعجب! فقالت: أقول أعجب من ذلک، تزوّجني ابن عمّ لي، و أخدمني خادمة فوطئتها فأولدتها، و إنما جئتک لما أولدتها. [صفحه 457] فقام شريح عن مجلس القضاء، فدخل علي عليّ عليه السلام، فأخبره بما قالت المرأة، فأمر بها عليّ عليه السلام فأُدخلت، فسألها عما قال القاضي، فقالت: يا أميرالمؤمنين، هو الذي قال، فأحضر زوجها، فقال: «هذه زوجتک و ابنة عمک؟» قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: «أفعلمت ما کان؟» قال: نعم، أخدمتها خادماً فوطئتها فأولدتها، و وطئتها بعد ذلک. فقال له عليّ عليه السلام: «لأنت أجسر من الأسد، جيئوني بدينار الخادم [1] - و کان معدلاً- و امرأتين»، فقال عليّ عليه السلام: «خذوا هذه المرأة، فأدخلوها إلي بيت، فألبسوها ثياباً، و جرّدوها من ثيابها، و عدّوا أضلاع جنبيها». ففعلوا ذلک ثم خرجوا إليه، فقالوا: يا أميرالمؤمنين، عدد أضلاع الجانب الأيمن ثمانية عشر ضلعاً، و عدد الجانب الأيسر سبعة عشر ضلعاً، فدعا الحجام فأخذ شعرها، و أعطاها حذاء ورداءً، و ألحقها بالرجال. فقال الزوج: يا أميرالمؤمنين، امرأتي ابنة عمي، ألحقتها بالرجال، ممّن أخذت هذه القضية؟ فقال له عليّ عليه السلام: «إنّي ورثتها من أبي آدم، إنّ حواء خلقت من آدم، فأضلاع الرجال أقلّ من أضلاع النساء، و عدد أضلاعها أضلاع رجل، فاخرجوا».[2] . [صفحه 459]
روي الخوارزمي و سبط ابن الجوزي و غيرهما بالاسناد عن شريح، قال: إنّه تقدّمت إليه امرأة فقالت، أيها القاضي، إني جئتک مخاصمة. فقال: فأين خصمک؟ قالت: أنت، فأخلي لها المجلس، و قال لها: تکلّمي، فقالت: أية امرأة لها إحليل و لها فرج؟
صفحه 457، 459.