في تفريق المتّهمين
ثمّ استدعي واحداً فحدّثه و سأله عن حال الرجّل فأنکر، فلمّا أنکر رفع [صفحه 456] عليّ عليه السلام صوته بالتکبير، و قال: «اللَّه أکبر»، فلمّا سمع الباقون صوت عليّ عليه السلام مرتفعاً بالتکبير اعتقدوا أنّ رفيقهم قد أقرّ، و حکي لعليّ عليه السلام صورة الحال. ثمّ استدعاهم واحداً واحداً فأقرّوا بقتله بناءً علي أنّ صاحبهم قد أخبر عليّاًعليه السلام بما فعلوه، فلمّا أقرّوا بذلک، قال الأوّل: يا أميرالمؤمنين، هؤلاء قد أقرّوا و ما أنا أقررت. قال له عليه السلام: «هؤلاء رفاقک قد شهدوا عليک، فما ينفعک إنکارک بعد شهادتهم» فاعترف أنّه شارکهم في قتله، فلمّا تکمّل اعترافهم أقام عليهم حکم اللَّه تعالي و قتلهم به، فکان ذلک من عجائب فهمه و غرائب علمه.[1] .
روي العلاّمة محمّد بن طلحة الشافعي، قال: إنّ سبعة أنفس خرجوا من الکوفة مسافرين، فغابوا مدّة، ثمّ عادوا و قد فقد منهم واحد، فجاءت امرأة إلي عليّ عليه السلام، فقالت: يا أميرالمؤمنين، إنّ زوجي سافر هو و جماعة و عادوا دونه، فأتيتهم، و سألتهم عنه فلم يخبروني بحاله، و قد اتّهمتهم بقتله، و أسألک إحضارهم و استکشاف حالهم، فاحضرهم عليه السلام و فرّقهم، و أقام کلّ واحد منهم إلي سارية من سواري المسجد، و وکّل به رجلاً يمنع أن يقرب منه أحد ليحادثه.
صفحه 456.