قضاؤه في عهد عثمان بن عفان
فقال عليّ عليه السلام: «إئتوني بزند و حجر» و الرجل السائل و النّاس ينظرون إليه، فاُتي بهما فأخذهما و قدح منهما النار، ثمّ قال للرجل: «ضع يدک علي الحجر» فوضعها عليه، ثمّ قال: «ضع يدک علي الزّند» فوضعها عليه، فقال: «هل أحسست [صفحه 452] منهما حرارة النّار» فبهت الرجل، فقال عثمان: لو لا عليّ لهلک عثمان. قال العلاّمة الأميني (رحمة اللَّه عليه): نحن لا نرقب من عثمان وليد بيت اُميّة الحيطة بأمثال هذه العلوم الّتي هي من أسرار الکون، و قد تقاعست عنها معرفة من هو أرقي منه في العلم، فکيف به؟ و إنّما تقلّها عيبة العلوم الإلهيّة، المتلقّاة من المبدأ الأعلي منشي ء الکون، و مُلقي أسراره فيه، و هو الّذي أفحم السائل هاهنا و في کلّ معضلة أعوز القوم عرفانها.[1] . و أخرج الحفاظ عن بعجة بن عبداللَّه الجهني، قال: تزوج رجلٌ منّا امرأة من جهينة، فولدت له تماماً لستة أشهر، فانطلق زوجها إلي عثمان فأمر بها أن ترجم،فبلغ عليّاً عليه السلام فأتاه، فقال: «ما تصنع؟ ليس ذلک عليها، قال اللَّه تبارک تعالي: «وَ حَمْلُهَ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهراً»[2] و قال: «و الوَالِداتُ يُرضِعْنَ أولادَهُنَّ حَوْلَين کَامِلَينِ»[3] فالرضاعة أربعة و عشرون شهراً، و الحمل ستة أشهر». فقال عثمان: و اللَّه ما فطنت لهذا، فأمر بها عثمان أن تردّ، فوجدت قد رجمت، و کان من قولها لاُختها: يا اُخيّة لا تحزني فو اللَّه ما کشف فرجي أحدٌ قطُّ غيره، قال: فشبّ الغلام بعدُ فاعترف الرجل به، و کان أشبه الناس به، و قال: فرأيت الرجل بعدُ يتساقط عضواً عضواً علي فراشه.[4] . [صفحه 453]
أخرج العاصمي من طريق شيخة أبي بکر محمّد بن إسحاق، يرفعه: أنّ رجلاً أتي عثمان بن عفان و هو أميرالمؤمنين و بيده جمجمة إنسان ميتّ، فقال: إنّکم تزعمون أنّ النار تعرض علي هذا، و أنّه يعذّب في القبر، و أنا قد وضعت عليها يدي فلا أحسّ منها حرارة النّار؟ فسکت عنه عثمان، و أرسل إلي عليّ بن أبي طالب المرتضي يستحضره، فلمّا أتاه و هو في ملأ من أصحابه، قال للرجل: «أعد المسألة» فأعادها، ثمّ قال عثمان بن عفان: أجب الرّجل عنها يا أبا الحسن.
صفحه 452، 453.