امرأة زنت و هي مضطرّة











امرأة زنت و هي مضطرّة



روي ابن القيم الجوزية: أنّ عمر بن الخطاب اُتي بامرأة زنت فأقرّت، فأمر برجمها،فقال عليّ عليه السلام: «لعلّ بها عذراً». ثمّ قال لها: «ما حملک علي الزنا؟».

قالت: کان لي خليط و في إبله ماء و لبن، و لم يکن في إبلي ماء و لا لبن، فظمئت فاستسقيته، فأبي أن يسقيني حتّي أعطيه نفسي، فأبيت عليه ثلاثاً، فلمّا ظمئت و ظننت أن نفسي ستخرج، أعطيته الّذي أراد، فسقاني.

فقال عليّ: «اللَّه أکبر، فَمن اضطُرّ غير باغ و لا عاد فلا إثم عليه، إنّ اللَّه غَفُورٌ رحيم».[1] .

و في (کنزالعمال) عن اُمّ کلثوم ابنة أبي بکر، أنّ عمر بن الخطاب کان يعسّ[2] بالمدينة ذات ليلة، فرأي رجلاً و امرأةً علي فاحشة، فلمّا أصبح، قال للنّاس: أرأيتم أنّ إماماً رأي رجلاً و امرأة علي فاحشة، فأقام عليهما الحدّ، ما کنتم فاعلين؟، قالوا: إنّما أنت إمام، فقال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: ليس ذلک لک، إذن يقام عليک الحدّ، إنّ

[صفحه 449]

اللَّه لم يأمن علي هذا الأمر أقلّ من أربعة شهداء، ثم ترکهم ما شاء اللَّه أن يترُکَهم ثمّ سألهم، فقال القومُ مثل مقالتهم الاُولي، و قال عليّ عليه السلام مثل مقالَته.[3] .



صفحه 449.





  1. الطرق الحکمية، ص 53؛ نقلاً عن الغدير، ج 6، ص 120؛ و رواه في کنزالعمال، ج 5، ص 457، ح 13596 عن أبي الضحي مع اختلاف في بعض ألفاظه.
  2. يعسّ: يطوف بالليل يحرس النّاس و يکشف أهل الريبة.
  3. کنزالعمال، ج 5، ص 457، ح 13596.