خيبر











خيبر



وقعت غزوة خيبر في أول سنة سبع من الهجرة ففتحت حصونهم، و هي ستة، و فيها عشرون ألف مقاتل، و کان المسلمون ألفاً و أربعمائة، و کانت الراية في يوم الفتح لأميرالمؤمنين عليه السلام و وقع الفتح علي يديه، و فيما يلي بعض أخبارها:

1- روي أکثر المورخين من العامة و الخاصه أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بعث أبابکر برايته- و کانت بيضاء- إلي بعض حصون خيبر، فقاتل فرجع، و لم يک فتح و قد جهد؛ ثمّ بعث الغد عمربن الخطاب فقاتل ثمّ رجع، و لم يک فتح، و قد جهد؛ فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لأُعطينّ الرايةَ غداً رجلاً يُحبُّ اللَّه و رسولَه، يَفتح اللَّه علي يديه، ليس بفرّار» فدعا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علياً عليه السلام و هو أرمد، فتفل في عينه، ثمّ قال: «خذ هذه الراية، فامض بها حتي يفتح اللَّه عليک».

قال ابن إسحاق: يقول سلمة بن عمرو: فخرج علي عليه السلام و اللَّه بها يأنح[1] ، يُهروِلُ هرولة، و إنّا لَخلفه نتبع أثره، حتي رکز رايته في رضمٍ[2] من حجارة تحت الحِصن، فاطلع إليه يهودي من رأس الحِصن، فقال: مَن أنت؟ قال: «أنا علي بن

[صفحه 62]

أبي طالب». قال: يقول اليهودي: علوتم و ما أُنزل علي موسي، أو کما قال، قال: فما رجع حتي فتح اللَّه علي يديه.[3] .

2- و عن الطبري و ابن الأثير: أن علياً عليه السلام بعدما أخذ الراية فأتي خيبر، خرج مرحب صاحب الحِصن و عليه مِغفر معصفر يمان و حجرٌ قد ثقبه مثل البيضة علي رأسه و هو يرتجز:


قد علمت خيبر أنّي مرحبٌ
شاکي السلاح بطل مجرّب


فقال علي عليه السلام:


أنا الذي سمّتني اُمّي حيدره
أکيلکم بالسيف کيل السندره


ليث بغابات شديدٌ قسوره

فاختلفا ضربتين، فبدره علي عليه السلام فضربه فقدّ الحجر و المِغفر و رأسه حتي وقع في الأضراس، و أخذ المدينة.[4] .

3- و عن أبي رافع مولي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، قال: خرجنا مع علي بن أبي طالب عليه السلام حين بعثه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من اليهود، فطرح ترسه من يده، فتناول علي عليه السلام باباً کان عند الحصن، فتترّس به عن نفسه، فلم يزل في يده و هو يقاتل حتي فتح اللَّه عليه، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد علي أن نَقْلِبَ ذلک الباب

[صفحه 63]

فما نقلبه.[5] .

4- و في السيرة للحلبي بعد نقل الحديث قال: و قيل: لم يقدر علي حمله أربعون رجلاً، و قيل: سبعون.[6] .

5- و فيه أيضاً قال: و فتح اللَّه ذلک الحصن الذي هو حصن ناعم، و هو أوّل حصن فتح من حصون النطاة علي يد علي عليه السلام.[7] .



صفحه 62، 63.





  1. أي به نفس شديد من الاعياء في العدو.
  2. الرضم: الحجارة المجتمعة.
  3. السيرة لابن هشام، ج 3، ص 349؛ السيرة الحلبية، ج 2، ص 736، راجع مع تفاوت يسير: الکامل في التاريخ، ج 1، ص596؛ تاريخ الطبري، ج 2، ص 300؛ طبقات ابن سعد، ج 2، ص 110؛ تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 56؛ صحيح البخاري بشرح الکرماني، ج 16، ص 98؛ ح 3935؛ المناقب، ص 179؛ ح 217.
  4. تاريخ الطبري، ج 2، ص 300؛ الکامل في التاريخ، ج 1، ص 597؛ و راجع: السيرة الحلبية، ج 2، ص 737.
  5. السيرة النبوية لابن هشام، ج 3، ص 349؛ تاريخ الطبري، ج 2، ص 301 و غيرهما.
  6. السيرة الحلبية، ج 2، ص 737.
  7. نفس المصدر، ص 740.