قضاؤه في واقعة ثلاثة سقطوا في زُبية











قضاؤه في واقعة ثلاثة سقطوا في زُبية[1]



.

روي أحمد بن حنبل في (المسند) و غيره، بالاسناد عن سماک، عن حنش، عن علي عليه السلام، قال: بعثني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي اليمن، فانتهينا إلي قوم قد بنوا زُبية للأسد فبينا هم کذلک يتدافعون، إذ سقط رجل، فتعلّق بآخر، ثم تعلّق رجل بآخر، حتي صاروا فيها أربعة، فجرحهم الأسد، فانتدب له رجل بحربةٍ فقتله، و ماتوا من جراحتهم کلهم، فقام أولياء الأول إلي أولياء الآخر، فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم علي عليه السلام فقال: «تريدون أن تقاتلوا و رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حيّ! إني أقضي بينکم قضاءً إن رضيتم فهو القضاء، و إلّا حجز بعضکم عن بعض حتي تأتوا النبي صلي الله عليه و آله فيکون هو الذي يقضي بينکم، فمن عدا بعد ذلک فلاحقّ له، اجمعوا من قبائل الذين حضروا البئر ربع الدية، و ثلث الدية، و نصف الدية، و الدية کاملة، فللأول الربع لأنه

[صفحه 445]

هلک من خوفه، و للثاني ثلث الدية، و للثالث نصف الدية، فأبوا أن يرضوا».

فأتوا النبي صلي الله عليه و آله و هو عند مقام إبراهيم، فقصّوا عليه القصّة، فقال: «أنا أقضي بينکم» و احتبي. فقال رجل من القوم: إنّ علياً قضي فينا، فقصّوا عليه القصّة، فأجازه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.[2] .



صفحه 445.





  1. الزُّبية: حُفرة في موضع عالٍ تغطّي فُوَّهتها، فاذا وطئها الأسد وقع فيها.
  2. مسند أحمد، ج 1، ص 77.