قضاؤه في حياة رسول اللَّه











قضاؤه في حياة رسول اللَّه



قضاؤه عليه السلام في حياة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حتّي مع حضوره، من أدّل الشواهد علي أنّ عليّاً عليه السلام مؤيّداً من عند اللَّه، و أنّه يليق بإمامة الاُمّة بعد النبيّ صلي الله عليه و آله، بل إنّه أليق من جميع الصحابة بالخلافة و الامامة بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

و قد روي العلاّمة محبّ الدّين الطبري و القندوزي و الأمر تسري، عن حميد بن عبداللَّه بن يزيد، قال: ذکر عند النبيّ صلي الله عليه و آله قضاء قضي به عليّ بن أبي طالب، فأعجب النبيّ صلي الله عليه و آله فقال: «الحمد للَّه الّذي جعل فينا الحکمة أهل البيت».[1] .

و قد بعثه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قاضياً علي اليمن ثقةً في قضائه، لأنه أقضي الأمّة و أعلمها، ففي رواية ابن المغازلي باسناده عن عمرو بن حبشي، عن عليّ عليه السلام، قال: «بعثني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي اليمن، فقلت: يا رسول اللَّه، تبعثني إلي قوم شيوخ ذوي أسنان، و إنّي أخاف أن لا اُصيب، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: إن اللَّه يثبّت لسانک و يهدي قلبک».

و بالاسناد عن أبي البختري، عن عليّ عليه السلام، قال: «بعثني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي اليمن لأقضي بينهم. قال: فقلت: يا رسول اللَّه، إني لا علم لي بالقضاء، فضرب يده علي صدري و قال: اللهمّ اهدِ قلبه، وثبّت لسانه. قال:فما شککت في قضاءٍ بين

[صفحه 444]

اثنين حتي جلست مجلسي هذا».[2] .



صفحه 444.





  1. ذخائر العقبي، ص 85؛ ينابيع المودة، ص 75؛ أرجح المطالب، ص 328.
  2. المناقب لابن المغازلي، ص 248، ح 296 إلي 298.