رسول اللَّه يعلّمه القضاء











رسول اللَّه يعلّمه القضاء



في (السيرة النبويّة): بعث رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلي اليمن[1] في شهر رمضان سنة عشر،و عقد له لواء، و عمّمه بيده، و قال له: «امض و لا تلتفت».

فقال عليّ عليه السلام: «يا رسول اللَّه، ما أصنع؟». قال صلي الله عليه و آله: «إذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتّي يقاتلوک، و ادعهم إلي قول لا إله إلّا اللَّه، فإن قالوا: نعم، فَمُرهم بالصلاة، فإن أجابوا فلا تبغِ منهم غير ذلک، و اللَّه لأن يهدي اللَّه بک رجلاً واحداً خيرٌ

[صفحه 434]

لک مِمّا طلعت عليه الشمس أو غربت».[2] .

و روي أبوداود و غيره من حديث عليّ عليه السلام قال: «بعثني النبيّ صلي الله عليه و آله إلي اليمن، فقلت: يا رسول اللَّه، تبعثني إلي قوم أسنّ منّي، و أنا حديث السنّ لا أبصر القضاء». قال: «فوضع يده في صدري و قال: أللّهمّ ثَبّت لسانه و اهدِ قلبه، و قال: يا عليّ، إذا جلس إليک الخصمان فلا تقضِ بينهما حتّي تسمع من الآخر، فإنّک إذا فعلت ذلک تبيّن لک القضاء».

قال عليّ عليه السلام: «و اللَّه ما شککت في قضاء بين اثنين» فخرج عليّ عليه السلام في ثلاثمائة فارس، الحديث.[3] .

و روي النسائي في الخصائص و کذا أحمد في الفضائل نحوه.[4] .

و في المناقب لابن المغازلي الشافعي: بإسناده عن أبي البختري، عن عليّ عليه السلام، قال: «بعثني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي اليمن لأقضي بينهم، قال: فقلت: يا رسول اللَّه، إنّي لا علم لي بالقضاء، فضرب يده علي صدري، و قال: أللّهمّ اهدِ قلبه، و ثبّت لسانه».

قال: «فما شککت في قضاء بين اثنين حتّي جلست مجلسي هذا».[5] .



صفحه 434.





  1. في هامش مسند زيد، ص 261، قال: في سيرة صنعاء، کان نزول عليّ عليه السلام في اليمن علي اُمّ سعيد ابنة برزخ، و هي أوّل مَن أسلم من أهل اليمن، و بَنَتْ مسجداً و سمّته مسجد عليّ عليه السلام، و هذا المسجد موجود إلي يومنا هذا، مشهور في سوق الحلقة، و سمّي الحلقة لأنّ أهل اليمن اجتمعوا علي عليّ بن أبي طالب عليه السلام في هذا المحل وحلقوا عليه، و لبث عليّ عليه السلام بصنعاء أربعين يوماً، و دخل أماکن اليمن منها عدن أبين و عدن لاعة من بلاد حجة.
  2. السيرة النبوية لزيني دحلان الشافعي بهامش السيرة الحلبية، ج 2، ص 345.
  3. سنن أبي داود، ج 3، ص 301، ح 3582؛ وروي عنه المصدر السابق، ج 2، ص 346.
  4. خصائص أميرالمؤمنين للنسائي، ص 42، ح 32؛ و فضائل أحمد، ص 152، ح 280.
  5. المناقب لابن المغازلي، ص 248، رقم 298.