صور من أمره بالمَعروف و نهيه عن المنكر











صور من أمره بالمَعروف و نهيه عن المنکر



في (التراتيب الإدارية) للکتّاني، عن مسند عبد بن حميد، عن مطرف، قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي: «ارفع إزارک فانّه أنقي لثوبک و أبقي له» فمشيتُ خلفه و هو بين يديّ مؤتزر بإزارٍ، مرتدٍ برادءٍ و معه الدّرة کأنه أعرابيُّ بدويّ، فقلت: من هذا؟.

فقال لي رجل: هذا عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين عليه السلام، حتّي انتهي إلي الإبل، فقال: «بيعوا و لا تحلفوا، فإنّ اليمين تُنفق السّلعة و تُمحق البرکة»، ثمَّ أتي إلي أصحاب التمر، فإذا خادمٌ يبکي فقال: «ما يُبکيک؟»، قال: باعني هذا الرجل

[صفحه 420]

تمراً بدرهم فردّه عليَّ مولاي، فقال له عليّ عليه السلام: «خذ تمرک و أعطه درهمه، فإنّه ليس له من الأمر شي ء» فدفعه.[1] .

و روي الحديث في الغارات، و کذا کنزالعمال في باب فضائل الصحابة عن أبي مطر مع تفاوت في بعض ألفاظه.[2] .

عن العلاّمة المطرّز (المداخل في اللغة): قال ابن الأعرابي: و منه خبر عمر بن الخطّاب أنّه کان يطوف بالبيت فقال له رجل: يا أميرالمؤمنين إنّ عليّاً لطم عيني؟ فوقف عمر حتّي جاءه عليّ عليه السلام فقال: يا أبا الحسن ألطَمتَ عين هذا؟ قال: «نعم، يا أميرالمؤمنين»، قال: و لِمَ، يا أبا الحسن، قال: «لأنّي رأيتهُ يَنظر إلي حرم المسلمين في الطّواف»، فقال له عمر: أحسنت، ثمّ أقبل علي الملطوم: فقال له: وقعت عليک عينٌ من عيون اللَّه تعالي.

قال أبوالعبّاس ثعلب: فسألت ابن الأعرابي عنها، فقال: خاصّة من خواصّ اللَّه تعالي، و وليٌّ من أوليائه، و حبيب من أحبّائه.[3] .

[صفحه 421]



صفحه 420، 421.





  1. التراتيب الإدارية للشيخ عبدالحي الکتاني، ج 1، ص 289.
  2. الغارات، ج 1، ص 104؛ کنزالعمال، ج 13، ص 183، ح 36547.
  3. المداخل في اللغة، ص 69 لأبي عمر الزاهد، المعروف بالمطرّز، و غلام ثعلب؛ نقلاً عن الاحقاق.