مراقبة السوق و نصيحة التّجار











مراقبة السوق و نصيحة التّجار



في (الاستيعاب) عن أبحر بن جرموز، عن أبيه، قال: رأيت عليّ بن أبي طالب عليه السلام يخرج من مسجد الکوفة و عليه قطريتان متَّزراً بالواحدة و مرتدياً بالاُخري، و إزاره إلي نصف الساق، و هو يطوف في الأسواق، و معه درّة، يأمرهم بتقوي اللَّه و صدق الحديث، و حسن البيع، و الوفاء بالکيل و الميزان.[1] .

و روي أبو إسحاق الثقفي الکوفي في (الغارات) عن أبي سعيد، قال: کان عليّ عليه السلام يأتي السوق فيقول:«يا أهل السوق، اتّقوا اللَّه، و إيّاکم و الحلف، فإنّه ينفق السلعة، و يمحق البرکة، فإنّ التاجر فاجر إلّا من أخذ الحقّ و أعطاه، والسلام عليکم.»[2] .

و روي أيضاً، بسنده عن الحارث بن عبداللَّه الأعور الهمداني، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه دخل السوق فقال: «يا معشر اللّحّامين، من نفخ منکم في

[صفحه 417]

اللحم[3] فليس منّا» فإذا هو برجل مولّيه ظهره، فقال: کلاّ و الّذي احتجب بالسبع، فضربه عليّ عليه السلام علي ظهره ثمّ قال: «يا لحّام، و من الّذي احتجب بالسبع؟»، قال: ربّ العالمين، يا أميرالمؤمنين، فقال له: «أخطأت ثکلتک اُمّک، إنّ اللَّه ليس بينه و بين خلقه حجاب لأنّه معهم أينما کانوا»، فقال الرّجل: ما کفّارة ما قلت، يا أميرالمؤمنين؟ قال: «أن تعلم أنّ اللَّه معک حيث کنت»، قال: اُطعم المساکين؟ قال: «لا، إنّماحلفت بغير ربّک».[4] .

و رواه أيضاً: بسنده عن النعمان بن سعد،عن عليّ عليه السلام، قال: کان عليّ عليه السلام يخرج إلي السوق و معه الدّرة فيقول: «اللهمّ إنّي أعوذ بک من الفسوق، و من شرّ هذه السوق».[5] .

روي ابن حزم في (المحلّي) بسنده عن أبي حکم: أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام أحرق طعاماً احتکر بمائة ألف.[6] .

و روي فيه أيضاً: عن حُبيش، قال: أحرق لي عليّ بن أبي طالب عليه السلام بيادر بالسواد کنتُ احتکرتُها، لو ترکها لربحتُ فيها مثل عطاء الکوفة[7] .

[صفحه 418]



صفحه 417، 418.





  1. الاستيعاب لابن عبدالبر المالکي بهامش الاصابة، ج 3، ص 48.
  2. الغارات، ج 1، ص 109.
  3. النفخ في اللّحم يحتمل وجهين، الاول: ما هو الشائع من النفخ في الجلد لسهولة السلخ، و الثاني: التدليس الذي يفعله بعض الناس من النفخ في الجلد الرقيق الذي علي اللحم ليري سميناً و هذا أظهر.
  4. الغارات، ج 1، ص 111.
  5. المصدر السابق، ج 1، ص 113.
  6. المحلّي لابن حزم الاندلسي، ج 6، ص 65.
  7. المصدر السابق، ج 6، ص 65.