رسالة توبيخ منه
«أمّا بَعْدَ، فإنّ دهاقين أَهل بَلَدک شَکُوا مِنک غِلْظَةً وَ قَسْوَةً، و احتقاراً وَ جَفْوَةً، و نَظَرْتُ فَلَمْ أرهم أهلاً لأنْ يُدْنَوا لِشِرْکِهم، و لا أنْ يُقصَوا و يُجفوا لِعَهْدِهِم، فالبَس لهم جلباباً مِن اللِّين تَشُوبهُ بِطَرَفٍ مِن الشِدَّةِ، و داوِلْ لَهم بَيْنَ القَسْوَةِ و الرَّأفَةِ، و [صفحه 398] امْزُجْ لَهُم بَيْنَ التَّقريبِ و الإدناءِ، و الإبعاد و الإقصاء. إن شاء اللَّه».[2] . خلاصة القول إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام لم يغفل عن مراعاة حقوق أهل الذمّة من اليهود و النصاري و المجوس الّذين کانوا تحت ذمّة الإسلام رغم قصر فترة حکومته التي دامت خمس سنوات، انقضت بالاختلافات الداخليّة و المنازعات مع المارقين و القاسطين و الناکثين. و هذا يدلّ علي تصرّف ديمقراطي عادل لم تصله أو تطبّقه أرقي النظم التي تدّعي الديمقراطيّة في الوقت الحاضر، آملين من الحکومات الإسلامية و محبّي الإسلام العزيز أن يجعلوا من تصرّف أميرالمؤمنين عليه السلام في حکومته قدوةً لهم، لکي ينبّهوا غير المسلمين علي عدالة و سماحة ديننا الحنيف، و عند ما يُدرکون ذلک عملياً يتوجّهون بقلوب عاشقة ملؤها الحبّ و الإخلاص للإسلام العزيز. [صفحه 399]
أرسل عليه السلام کتاباً إلي عمر بن أبي سَلَمة الأرحبي يوبّخه فيه لشدّته مع أهل الذمّة من دهاقين[1] فارس، جاء فيه:
صفحه 398، 399.